سؤال عن نبي الله إدريس!

سؤال عن نبي الله إدريس! د. عبد الحي يوسف
السؤال يقال: إن نبي الله إدريس كان يصعد للسماء لتلقى الأوامر من الله مباشرة ويهبط، ويحدث ذلك باستمرار، وبالتالي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس أول من أسرى إلى السماء وعرج منها في ليلة الإسراء والمعراج؛ فهل هذا صحيح؟ وما هي قصة سيدنا إدريس؛ لأنه لا يوجد مراجع توضح سيرته بالتفصيل؟

الإجابة الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فالذي أنصحك به ـ أخي السائل ـ أن تشتغل بما ينفعك من معرفة الأحكام الشرعية التي تلزمك في خاصة نفسك، ولا تحرص على تتبع الغرائب التي لا تثبت، واعلم أن أوثق المصادر لمعرفة قصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين القرآن الكريم؛ فاحرص على تلاوته لترى كيف أثنى الله على نبيه إدريس عليه السلام بأنه كان صديقاً نبياً، وأنه رفعه مكاناً علياً، إلى غير ذلك من صفات الكمال والجلال، ثم احرص على القراءة في كتب السنة ودواوينها المشهورة، لترى أن نبينا صلى الله عليه وسلم لقي إدريس عليه السلام ليلة المعراج في السماء الرابعة، ثم احرص على القراءة في كتب قصص الأنبياء التي خطها الأئمة الثقات المحققون، وأرشح لك كتاب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.

وأما ما ذكرته من أنه كان يصعد إلى السماء ويهبط باستمرار فليس لذلك أصل يعول عليه، بل المذكور في تفسير قوله تعالى ((ورفعناه مكاناً عليا)) أن ذلك كان في سكرات موته، وقد روى ذلك ابن عساكر، وزيَّف تلك الرواية الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، ولم يثبت أن نبياً من الأنبياء عرج إلى السموات العلى سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
c