اجعل القرآن صديقك

اجعل القرآن صديقك


لبعض الكتب المقدسة عند بعض الديانات جمعيات منتشرة فى جميع انحاء الارض ،
جند فيها عشرات الالوف من الاشخاص و ينفق عليها عشرات الملايين من الاموال
، و هى بلاشك تحتوى ثروة اخلاقية انسانية تفيد البشرية

و لكن اى ثروة فكرية و تشريعية و اخلاقية انسانية تحتويها اذا قيست بثروة القران الكريم ؟

و اذا كانت تلك قد رزقت عناية هذه الالاف من الناس ، ووضعت تحت ايديهم كل الامكانيات لنشرها و الدعاية لها

افلا يستحق كتاب الله الخالد عشر هذه الجهود ؟ و عشر هذه الاموال ؟

و هل تقاس الثمرة التى جنتها الانسانية من تلك الكتب بالثمرات التى تجنيها من نشر القران الكريم ؟

ام ميزة هاتيك انها كتب قوم يحملون الحضارة ، و كتابنا كتاب قوم مغلوبين لتلك الحضارة ؟

اميزة تلك انها كتب قوم لم ينهضوا إلا حين تركوها ، و ذنب هذا انه
كتاب قوم لم يسقطوا إلا يوم تركوه ؟ اميزة تلك ان حضارة الذين ينشرونها
اليوم قامت على اسس تخالف مبادئها ؟

و ذنب هذا ان حضارة الذين هجروه و بها غيروا وجه الدنيا لم يضع حجر اساسها غيره ؟

اميزة تلك ان المكتشفات العلمية تسير فى خط معاكس لاتجاهه ، و ذنب هذا انها تسير فى خط مواز لاتجاهه ؟

اميزة تلك انها كتب الاقوياء ، و لم تكن لها يد فى قوتهم ؟

و ذنب هذا انه كتاب الضعفاء و هو برىء من عهدة ضعفهم ؟

اذا لم يكن شىء من هذا كله ، فما السر اذا ؟

ألا يكون هو الوفاء من جانب اولئك ، و الجحود من جانب هؤلاء ؟

اهو العلم هناك و الجهل هنا ؟

سبحانك ربى ! انه علم يحمل على كتفه قاتله



و جهل يشيح بوجهه عن وليه ! سبحانك هذا تفريط عظيم !



( من كتاب هكذا علمتنى الحياة - د. مصطفى السباعى )