حينما تبدأ الدموع يبدأ النزيف

حينما تبدأ الدموع يبدأ النزيف


الغياب والفراق والجرح والعذاب كلها أمور تحيرنا تعذبنا
قد نبكي عليها وقد نحاول فيها التماسك ولكن عندما تتعلق
هذه الأمور بقلوبنا لا تكون حينها العين كافيه لتحاول أن تعبر
عن ما تشعر به من حزن من خلال الدموع فالدموع
هي قطرات من المياه تطفي حزنا بداخلنا ولكن وقت
ما يعلن القلب البكاء حينها تستقيل الدموع ليبدأ النزيف
وتقف قطرات الماء ليبدأ مجرى من الدماء





فأول هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة هو الانكسار
وهي لحظة نضعف فيها مهما كانت قوتنا فنحن نسقط دون أن نشعر
لأن حينها من يعلن انكساره هو القلب وأجسادنا تصبح عبيدة للقلب
تنفذ كل ما يطلبه منها , والقلب لا يطلب ولا يعلن الا الانكسار




ثم تأتي لحظة ذكريات جميلة أو مؤلمة المهم أنها ذكريات
غابت عنا وأنطوت مع الزمن فأصبح أسمها
ذكــــــــريــــــــــات
فتبدأ قطرات الدموع تسقط وهي متذكرة كل لحظة
وحينما تبدأ بالتذكر يبدأ الألم فتسقط الدموع دون شعور
وفي هذه اللحظة يذوب القلب كما تذوب الشموع




وبعد ذلك يشتد الألم والعذاب والجرح فالقلب أصبح
لا تكفيه الدموع فهو يتمزق فما الذي ستعطيه له الدموع
فيعلن القلب تمزقه وبدون شعور تتحول قطرات الدموع
ألى قطرات من الدم تنزف على حبا كان عنوانا للقلب
أو ذكرى كانت جزء منه فحينما يغيب الحب وتغيب الذكرى
فلا يبقى سوى نزيف وبقايا نبكي عليها لنصبح نحن
من يبكي على الأطلال


وآه وآه وآه عندما تشتد علينا الذكريات والشوق
واللهفة والعودة الى ما كان يسمى ماضي كله أمل
وحنين وحنان وحب وأمان فحقا فيا له
من عـــــــــــذاب

وهنا يعلن الجسد كله البكاء وبكاء الجسد هو نزيفه فهو يبكي
على الذكريات , فننظر غليه بتعجب وبحيرة وبعجز لأننا لن
نستطيع أن نفعل له شيئا فسنتركه ينزف
وسنترك نفسنا للموت كما ماتت الذكريات

وفي النهايه يموت القلب كما بدأ يسمى قلبا حينما دخلت وردة
على حياته , والوردة هي الاحساس بالحب فهي رمزا للقلب
فتذبل الوردة ويغيب الحب ويتمزق القلب ليموت
إنـــــســــــــــــــــان


فأخشوا من ضياع الحب فلا تتركوه فهو متصل
دائما بالقلب
واخشوا من الدموع فآآه لو بدأت الدموع
حينها يبدأ النزيف ولن يتوقف !!