لحظه فراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحظه فراق

منتدى فراق الصعب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
جوجل
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
جوجل1

 

 طرق الشيطان في اضلال العبيد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس المنتدى

فارس المنتدى


عدد المساهمات : 1976
نقاط : 30513
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 41
الموقع : العرسان

طرق الشيطان في اضلال العبيد Empty
مُساهمةموضوع: طرق الشيطان في اضلال العبيد   طرق الشيطان في اضلال العبيد Emptyالخميس نوفمبر 17, 2011 7:10 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:يشكل عالم الشياطين العدو الخفي والأشد ضراوة على بني آدم، فهو لا يفتأيفسد أخلاق بني آدم وعقائدهم، ويورث بينهم العداوة والبغضاء، لذلك فلا غروأن تتواتر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان خطر هذا العدو، وسبلإضلاله وإفساده، حتى يحذره الناس، ويكونوا في مأمن من مكره وشره .وقد بسط الله سبحانه القول في الشيطان في آيات كثيرة، وأوضح طرائق إضلالهوإغوائه في بيان جلي أقام به الحجة على الخلق، وأزال به كل عذر لمعتذر.فمن تلك الآيات قوله تعالى:{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوحزبه ليكونوا من أصحاب السعير }(فاطر: 6) وهذا إعلان صريح بعداوة الشيطانلبني آدم عداوة لا هوادة فيها ولا مجاملة، وأن على العباد أن يقابلوا هذهالعداوة بمثلها، { فاتخذوه عدوا } .ولم يكتف بهذا الإعلان وإنما أتبعه بآيات كثيرة تبين سبل إغواء الشيطانوإضلاله للعباد، فقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطواتالشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر }( النور:21)ففي هذه الآية بيان للطريقة التي يتعامل بها الشيطان مع ضحاياه، فهو لايهجم عليهم دفعة واحدة ليخرجهم من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلىالمعصية، بل يتدرج للوصول إلى هدفه، وينظر نقاط الضعف في الشخص، ويحاول أنيلج من خلالها، فإن وجد فيه قوة في دينه أتاه من جانب المباحات، وحرّضهعلى الإكثار منها ليضيّع عليه بعض المستحبات، ثم لا يزال به حتى يتهاونبالسنن، وهكذا حتى يتهاون في الواجبات .وإن وجد في الشخص غلوا وميلا نحو التطرف في جانب من جوانب الدين حبب إليهالبدع والمحدثات، ثم لا يزال به حتى يجعل منه حامياً لها مدافعاً عنها، بلوركنا من أركانها.وإن وجد في الشخص تهاونا في الواجبات، وانهماكاً في المحرمات، فتلكالغنيمة الباردة حيث لا يزال يحثه على التفلت من الفرائض، ويحرّضه علىالإكثار من فعل الحرام، حتى يصبح عديم الدين والخلق .ولا يكتفي الشيطان بإضلال العباد فحسب بل يتبع إضلاله تزينناً لباطله، فلايدع ضحاياه فريسة لتأنيب الضمير، وأسرى لتقريع المواعظ، وإنما يحاول أنيبقيهم في سلام داخلي مع أنفسهم بأن يزين لهم أعمالهم، فلا يشعروا بأينفور عنها، أو أنها مخالفة للفطر والعقول، قال تعالى: { وزين لهم الشيطانما كانوا يعملون }ْ(الأنعام:43) وقال أيضا: { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم}(الأنفال:48) ويأتي هذا التزيين على شكل مبررات يسوقها الشيطان لضحاياهلتبرير أفعالهم؛ فالذي يزني ويأتي الفواحش يزين له أنه يمارس حريتهالشخصية، والذي يسرق ويختلس يزين له أنه يستعين بذلك على تكاليف الحياة،والذي يمارس الدكتاتورية والقهر يزين له أنه يحافظ على وحدة الشعب وتماسكهمن الدعوات الطائفية والعرقية، وهكذا دواليك .ومن العجيب أن أسلحة الشيطان في ذلك لا تخرج عن التأثير النفسي، وهو ماسماه الله ب"الوسوسة" وهي حديث النفس والكلام الخفي الذي لا يُسمع،فالشيطان يوسوس في صدور الناس ويأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف، وقدمكنه الله من مخاطبة النفس والإيحاء إليها، قال تعالى: { قل أعوذ بربالناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناسمن الجنة والناس }(الناس:1-6) فالوسوسة هي سلاح إبليس الأمضى، وما أخرجآدم - عليه السلام - من الجنة إلا وسوسة إبليس، قال تعالى:{ فوسوس إليهالشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى }(طه:120) ورغمافتقاد إبليس للسلاح المادي في الإضلال إلا أنه قد أغوى أكثر الخلق -والعياذ بالله - وكان لوسوسته تأثير كبير على إضلال البشر، يساعده في ذلكموافقة أهواء النفس وشهواتها لما يدعو إليه، فيجتمع على العبد نفسهوشيطانه فلا يقف أمامهما إلا خالص المؤمنين وإلا فالغالب يقع في أسرالشيطان وسلطانه وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة .هذا مع أن الله قد أخبر أن { كيد الشيطان كان ضعيفا }(النساء:76) إلا أنضعف النفس البشرية أمام المغريات قد أعطى لضعف الشيطان قوة، ذلك أن قوةالعدو في أحيان كثيرة لا تستند إلى قوة ذاتية بقدر ما تستند إلى ضعف الخصموتراخيه واستسلامه؛ لذلك كانت الآيات القرآنية منصبة على التحذير من وسائلالشيطان وأساليبه في الغواية من أجل تقوية النفس البشرية، وتحصين دفاعاتها.فذكر الله سبحانه حقيقة مطالبه وغايات دعوته، وأنها لن تؤدي بالإنسان سوىإلى الشقاء في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه:{ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركمبالفحشاء }(البقرة:268 )، فالشيطان لا يريد إسعاد البشرية بل إهلاكها، ولايريد غنى البشرية بل إفقارها، ولا يريد طهارة البشرية بل تدنيسها !!وبين سبحانه أن من غايات إبليس إيقاع البشرية في النزاعات الداخليةوالخارجية، وإشعال الحروب والعداوات بين المؤمنين، قال تعالى: { إنما يريدالشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكرالله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }(المائدة:91).وبين أن كل الرذائل والمنكرات والفواحش مصدرها إبليس اللعين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عملالشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }(المائدة:90) .وفي إطار الصراع الشامل بين الخير والشر ومعسكر الإيمان ومعسكر الكفريستعمل الشيطان في سبيل هزيمة المؤمنين أساليب متعددة منها؛ نشر الخوفوالذعر فيما بين المؤمنين، قال تعالى:{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءهفلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }(آل عمران:175) قال مجاهد: "يخوفالمؤمنين بالكفار"، والخوف إذا استبد بالإنسان يفقده كل قدرة علىالمبادرة، ويشل تفكيره، ويجعله ضمن مخططات الغير, فلا يستطيع لنفسه ضراولا نفعاً .ومن أساليب إبليس التي يتبعها لهزيمة المؤمنين نشر الإشاعات الكاذبةوالأخبار المحبطة، قال تعالى { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهمولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا }(النساء:83 ) فيدلالة ظاهرة على أن نشر الإشاعات الكاذبة ما هي إلا من وحي الشيطانووسوسته يريد بذلك تخذيل المؤمنين وإضعافهم .وفي سبيل محافظة إبليس على معسكر الشر خاضعا وتابعا له، فإنه يبدأ معهمبالأماني والأحلام، فيعدهم النصر على المؤمنين، ويعدهم الغنى والرفاهيةوالثراء، قال تعالى: { يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}(النساء:120) غير أنه لن يكون مصير هؤلاء الحالمين أتباع الشيطان سوىالفشل والخذلان، قال تعالى: { وكان الشيطان للإنسان خذولا }(الفرقان:29) .نماذج من كيد الشيطان ومكره :أولاً: تغيير خلق الله: قال تعالى: { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } حيث لميقتصر سعيه على الفساد بمخالفة الله في شرعه، ولكن تعدى ذلك إلى مخالفةالله في خلقه .وقد ذكر المفسرون من وجوه تغيير خلق الله ما كان يفعله أهل الجاهلية مثلفقء عين البعير ويسمونه "الحامي"، وهو الذي حمى ظهره من الركوب لكثرةنسله، فيترك للطواغيت لا يركب . ومنه ما يرجع إلى أغراض ذميمة كالوشم،وكذلك كيُّ وجوه الحيوان بالنار .ويدخل في معنى تغيير خلق الله وضع المخلوقات في غير ما خلقها الله له،كجعل الكواكب آلهة، وجعل الكسوفات والخسوفات دلائل على أحوال الناس، وكلذلك من وحي الشيطان ومكره لإضلال الخلق عن عبادة الله وتوحيده .ثانياً: الصد عن ذكر الله: قال تعالى: { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة}(الأنعام: 68) وهذا من أعظم مقاصد الشيطان أن يضرب الغفلة على قلوبالعباد حتى يسهل السيطرة عليها بعد ذلك، فإن ذكر الله أعظم طارد للشيطان،وقد وصف اللهُ الشيطانَ بوصفين متقابلين هما { الوسواس الخناس } فالوسواسمن الوسوسة وهي حديث النفس الذي يلقيه إبليس على بني آدم، والخناس كثيرالخنس وهو الاختفاء؛ وذلك أن العبد إذا ذكر ربه خنس الشيطان هرب، قالمجاهد : إذا ذُكِر الله خنس وانقبض، وإذا لم يذكر انبسط على القلب .ثالثاً: إضلال العلماء : وهذا من أعظم ما يحرص الشيطان عليه؛ لأن إضلالالعالِم إضلال لأتباعه، وقد ذكر الله خبر عالم آثر هواه على طاعة مولاهفتمكن الشيطان منه واستولى عليه فكان من زمرة جنده، وكان مصدر إضلالوإغواء للعباد بعد أن كان مصدر هداية وإرشاد لهم . قال تعالى: { واتلعليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}(الأعراف:175) فينبغي للعالم أن يكون أشد حذرا من شراك إبليس ومكائده،وليعلم أن علمه لن يجعله بمنأى عن كيد إبليس ومكره والله العاصم بحولهوقوته .رابعاً: نزغ الشيطان : قال تعالى: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذبالله إنه سميع عليم } (الأعراف:200) شبه سبحانه حدوث الوسوسة الشيطانيةفي النفس الإنسانية بنزغ الإبرة ووخزها لخفائها وخفاء أثرها، وهو تشبيهبليغ إذ أن الإنسان لا يشعر بوسوسة إبليس، وربما كان من الغفلة بمكان بحيثلا يشعر بأثر تلك الوسوسة، فنبه سبحانه العباد على سبيل دفع وسوسة إبليسودفع أثرها؛ وذلك بالالتجاء إليه والاستعاذة به من الشيطان وكيده، فهوالقادر سبحانه على إذهاب أثر تلك الوسوسة وإزالة ضررها .خامساً: طائف الشيطان: قال تعالى: { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف منالشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }(الأعراف:201) في الآية تصوير بليغلمحاولة إبليس إضلال بني آدم فهو يطوف حولهم طواف النازل بالمكان قبلدخوله، حتى إذا أصاب منهم حالة غفلة وإعراض أصابهم بمسه، فأطلق في نفوسهمخواطر المعصية والسيئات . غير أن المؤمن فطن خبير بكيده ومكره، فيطرده عنهبذكر الله سبحانه، وقبل تمكن الخواطر الشيطانية من نفسه، لأن تلك الخواطرإذا أهملت لم تلبث أن تصير عزما ثم عملا، ثم عادة يصعب التخلص منها .سادساً: استفزاز الشيطان بني آدم ومشاركتهم في الأموال والأولاد: قالتعالى: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهمفي الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا }(الإسراء:64)فهذه الآية صورت أعظم المعارك وأقدمها، وهي معركة ساحتها وميدانها قلب ابنآدم وعقله، وطرفاها الشيطان وبني آدم، وغرضها الاستيلاء على ابن آدم قلباوقالباً وإخضاعه لطاعة إبليس وحزبه، وسلاح إبليس في هذه الحرب صوته،والمراد به هنا كل صوت يدعو إلى مثل ما يدعو إليه إبليس من الفواحشوالمنكرات، وخيله ورجاله والمراد بهم جنده الذين يرسلهم لإضلال العباد،ففي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى اللهعليه وسلم -: ( إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منهمنزلة أعظمهم فتنة ).ومن سلاح إبليس أيضاً وعوده وأمانيه التي يعد ويمني بها الناس إن همأطاعوه وامتثلوا أمره، وبهذا السلاح أخرج آدم – عليه السلام - وزوجه منالجنة، حين قال لهما: { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكينأو تكونا من الخالدين } ولم يكن وعده إلا كذب وتغرير .سابعاً: تسويل الشيطان وإملاءه: قال تعالى:{ إن الذين ارتدوا على أدبارهممن بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم }(محمد: 25) وهي منطرق الشيطان في إغواء وإضلال من استبان له الحق وعرف الهدى، وذلك بتحسينالشيء وتزيينه وتحبيبه وتسهيله، حتى تقبل عليه النفوس راغبة مقدمة لايتقاعس بها كره ولا مشقة، فإن اعترضها ذكر الموت ومخافة الفوت عالجهاإبليس بالإملاء وهو التغرير بالأمل وطول العمر .ثامناً:النجوى من الشيطان : والنجوى في اللغة التكتم في الكلام سواء كانبين اثنين أو جماعة، والتي من الشيطان ما كان فيها تآمر على حق، أو إضراربمسلم، أو إدخال للشك في نفسه، قال تعالى:{ إنما النجوى من الشيطان ليحزنالذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون}(المجادلة:10) عن قتادة قال: "كان المنافقون يتناجون بينهم، وكان ذلكيغيظ المؤمنين، ويكبر عليهم، فأنزل الله الآية" أ.هـ. وقد وردت الأحاديثالنبوية الكريمة بالنهي عن التناجي في الحالات التي توقع الريبة وتزعزعالثقة وتبعث التوجس: جاء في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنهقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجىاثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه ). وهو أدب رفيع، وتحفظ حكيم لإبعاد كلالريب والشكوك . فأما حيث تكون هناك مصلحة في كتمان سر، أو ستر عورة، فيشأن عام أو خاص، فلا مانع من التشاور في سر وتكتم . تاسعاً: وحي الشيطان لأوليائه من الإنس: وهذا الوحي هو نوع من الوسوسة غيرأن هدفه يتركز في إمداد الكافرين بما يظنونه حججاً، لتثبيتهم على ما همعليه من الباطل، وهو من أخطر أنواع وسوسة الشيطان وكيده، إذ تدفع إلىمضادة أمر الله وشرعه، بتحليل ما حرمه، أو تحريم ما حلله .ومن صور هذا الوحي الشيطاني ما أشار إليه الحق في قوله :{ ولا تأكلوا ممالم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهمليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون }(الأنعام: 121) حيث أوحي الشيطانإلى المشركين ليحتجوا على تحريم أكل الميتة بالقول: يا محمد أتزعم أن ماقتلت أنت وأصحابك حلال، وما قتل الكلب والصقر حلال، وما قتله الله حرام !!فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : قال: أتى أناس النبي - صلى الله عليهوسلم - فقالوا: ( يا رسول الله: أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله ؟ )فأنزل الله: { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } الآية. رواه الترمذي .ولا شك أن حجة الشيطان وحزبه ما هي إلا تشويش وتشغيب على الحق؛ إذ كلمقتول أو ميت فقد مات وقتل بقضاء الله وقدره عند انتهاء أجله، فتخصيصأحدها بأن الله قتلها دون غيرها باطل بلا شك .عاشراً: تنزل الشياطين على الكهنة والعرافين: وذلك أن ثمة اتفاق قائم بينالشياطين من جهة، وبين الكهنة والعرافين من جهة أخرى، وهذا الاتفاق يقضيبأن يزود الشياطين الكهان بما يسترقونه من أخبار الغيب، ويقوم الكهانوالعرافون باستعمال هذه الأخبار في إفساد العباد وتضليلهم، بأن يزيدوا علىخبر الصدق أضعافا مضاعفة من الكذب والدجل؛ لذلك حذر الله منهم، وبين حقيقةأمرهم، وبين أن ما يأتون به الناس إنما مصدره وحي الشيطان لا تننزل ملائكةالرحمن، وأنهم ليسوا سوى كذبة أفاكين استمرؤوا الإثم والفجور، قال تعالى:{هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمعوأكثرهم كاذبون }(الشعراء:221-222)، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى اللهعليه وسلم: سئل عن الكهان ؟ فقال: ( ليسوا بشيء، قيل: يا رسول الله فإنهميحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا . فقال تلك الكلمة من الحق يخطفها الجنيفيقرها في أذن وليه قرّ الدجاجة فيخلطون عليها أكثر من مائة كذبة ) متفقعليه. وإنما توسعت الآية في بيان حال الكهان لأن حالهم قد يلتبس على ضعفاءالعقول ببعض أحوال النبوءة في الإخبار عن الغيب . فبينت الآية أن قصارىأمر الكهان الإخبار عن أشياء قليلة قد تصدق في القليل النادر؛ فأين هذا منهدي النبي والقرآن من الإخبار عن المغيبات السابقة واللاحقة مع ما اشتملاعليه من الآداب والإرشاد والتعليم، والبلاغة والفصاحة، والصراحة والإعجازالعلمي والتشريعي.الحادي عشر: إدخال الشيطان الشك على المؤمن في عقيدته: وهذا يأتي في سلمأولويات الشيطان في سعيه لإضلال العباد، وذلك أنه إذا أدخل الشك علىالمؤمن في دينه وعقيدته سلبه إيمانه وديقينه فلا بقاء للإيمان مع الشك،فالشك مقرون بالكفر، واليقين مقرون بالإيمان، قال تعالى: { إنما المؤمنونالذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا }(الحجرات: 15 ) وقد حذرنا النبي- صلى الله عليه وسلم – من أن الشيطان يأتي المؤمن فيشككه في أصل الوجود،فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الشيطانيأتي أحدكم فيقول من خلقك ؟ فيقول: الله تبارك وتعالى، فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه ) قالالمناوي في "فيض القدير": " أي قل: أخالف عدو الله المعاند وأؤمن بالله،وبما جاء به رسوله ( فإن ذلك يذهب عنه ) [ وإنما أرشد إلى الإعراض عنالوسوسة في هذه الحالة ]؛ لأن الشبهة منها ما يندفع بالإعراض عنها، ومنهاما يندفع بقلعه من أصله، وذلك يتطلب البراهين والنظر في الأدلة مع إمدادالحق بالمعرفة، والوسوسة لا تعطي ثبوت الخواطر واستقرارها؛ فلذا أحالهمعلى الإعراض عنها ". قال الغزالي : من مكايد الشيطان حمل العوام ومن لميمارس العلم ولم يتبحر فيه على التفكر في ذات الله وصفاته، في أمور لايبلغها حد عقله حتى يشككه في أمر الدين أو يخيل إليه في الله خيالا يتعالىالله عنه، فيصير به كافرا أو مبتدعا وهو به فرح مسرور متبجح بما وقع فيصدره، يظن أن ذلك هو المعرفة والبصيرة وأنه انكشف له ذلك بذكائه وزيادةعقله، وأشد الناس حمقا أقواهم اعتقادا في عقل نفسه، وأثقب الناس عقلاأشدهم اتهاما لنفسه وظنه، وأحرصهم على السؤال من العلماء، والنبي لم يأمرهفي علاج هذا الوسواس بالبحث فإن هذا وسواس يجده العوام دون العلماء، وإنماحق العوام أن يؤمنوا ويسلموا ويشتغلوا بعبادتهم ومعاشهم ويتركوا العلمللعلماء ".الثاني عشر: التبذير والإسراف: وهما مسلكان في الإنفاق يدعو إليهماالشيطان لأنهما إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسفواللذات، فيعطل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كانالمتصفون بالتبذير من جند الشيطان وإخوانه ، قال تعالى : { إن المبذرينكانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا }(الإسراء:27) ومعنى "إخوان الشياطين" أي : أنهم من أتباع الشياطين وحلفائهم كما يتابع الأخأخاه .هذه بعض سبل الشيطان في إضلال العباد وإفسادهم والحيلولة دون عبادتهملربهم، ومع هذا البيان الواضح والتحذير الجلي إلا أن أكثر الخلق أتباع له،والسبب أن طريق الله محفوف بالمكاره، وطريق الشيطان محفوف بالشهوات،والنفوس تقبل على الشهوات العاجلة – وإن كانت عاقبتها الألم والحسرة -أكثر من إقبالها على المكاره - وإن كانت عاقبتها الجنة - ، قال تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى }( الأعلى: 16- 17) وقال صلىالله عليه وسلم: ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) رواه مسلمفينبغي على المسلم الحريص أن يستعيذ بالله من شر الشيطان وشركه، وأن يكونعلى بصيرة من وجوه مكره وحيله حتى يستطيع أن ينجو منها، وأن يسمو بنفسه عنشهواتها فالشهوات بريد المعاصي والسيئات .لا تنسونا من صالح دعواتكم . طرق الشيطان في اضلال العبيد User_offline طرق الشيطان في اضلال العبيد Quote
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة الورود




عدد المساهمات : 1827
نقاط : 30834
تاريخ التسجيل : 15/11/2009
العمر : 35

طرق الشيطان في اضلال العبيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرق الشيطان في اضلال العبيد   طرق الشيطان في اضلال العبيد Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2011 10:57 pm

طرق الشيطان في اضلال العبيد 400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس المنتدى

فارس المنتدى


عدد المساهمات : 1976
نقاط : 30513
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 41
الموقع : العرسان

طرق الشيطان في اضلال العبيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: طرق الشيطان في اضلال العبيد   طرق الشيطان في اضلال العبيد Emptyالثلاثاء ديسمبر 27, 2011 4:00 pm

طرق الشيطان في اضلال العبيد 27469227ie0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طرق الشيطان في اضلال العبيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النفس أم الشيطان؟؟
» أولياء الشيطان
» حوار مع الشيطان
» منزل الشيطان
» دعاء لا يحبه الشيطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لحظه فراق :: !۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩االمنتدى الاسلامى۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩ :: ۩ ۩الرقية الشرعية۩ ۩-
انتقل الى: