هل تبحث عن السعادة ؟؟ مالك إلا شمعة أمل ..

وهذه الأشياء دل عليها الإسلام قبل أكثر من ألف وأربع مئة سنه ، وهذا دليل على أن الإسلام دين كامل ،وبالتمسك به وبتعاليمه نصل إلى السعادة الحقيقية..

فذكر أن الحياة السعيدة فن جميل له عشرة أبعاد هي:



1. أن تمارس عملا محبوبا عندك، فإذا لم يتيسر لك ذلك العمل، فمارس الهواية التي تحبها في أوقات فراغك وعمقها . وهنا يدلنا الدكتور على أهمية التخصص وأن يقوم كل شخص بما يتقن من عمل وقد أشار إلى ذلك رسول الله حين قال :
" استعينوا على كل صنعة بصالحي أهلها "
وكذلك حين قسم الأعمال على أصحابه كل بحسب ما يتقن ، وكل بحسب ما يرضى من عمل ..

2. العناية بالصحة فهي روح السعادة، وذلك بالاعتدال في الطعام والشراب وممارسة الرياضة والبعد عن العادات الضارة .وقوله عليه السلام : " طعام الواحد يكفي الاثنين ، وطعام الإثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية ".

ويقول جوناثان سويفت : " إن أفضل ألأطباء في العالم هم : الدكتور ريجيم ، والدكتور هادئ ، والدكتور مرِح ، وإن تقليل الطعام مع الهدوء والسرور علاج ناجع لايسأل عنه".

ويقول د. عائض القرني : " لأن السمنه مرض مزمن ، والبطنة تذهب الفطنه ، والهدوء متعة للقلب وعيد للروح ، والمرح سرور عاجل وغذاء نافع "

3. وجود هدف في حياة الإنسان، فإن ذلك يمنحه الإثارة والنشاط. كل مسلم يعرف دينه حق المعرفة ، هدفه الأساسي الجنة ، ثم تليه بقية الأهداف الأخرى ، وتكون كلها مؤدية وموصلة لهدفه الأساسي ، فإذا كان هدفه الزواج تزوج زوجة صالحة تعينه على طاعة ربه ، ليصل إلى الجنة ، وعندما يكون هدفه انجاب أطفال فهو يربيهم على طاعة الله ، والدعوة له في ظهر الغيب ، ويكون له أجر كل عمل صالح علمهم إياه وقاموا به ، ليصل بذلك إلى الجنه ، وإن كان هدفة العمل وكسب الرزق جعل ذلك خالصا لوجه الله ، ولإطعام أهله ووالديه فكان ذلك موصلا له إلى الجنة ، وهكذا تكون جل أعماله وأهدافه طرق مساعدة للوصول إلى هدفه الأساسي ألا وهو الجنة ، وهنا تكون حياته كلها لله ، ويا سعد من باع حياته كلها لله ، وما أربحها من بيعة .

4. أن يأخذ الإنسان الحياة على ما هي عليه ويقبلها بحلوها ومرها .والمسلم علية أن يقبل بما كتب الله له من خير وشر ، بل ذلك من أركان الإيمان التي لا يكمل إيمان العبد إلا بقيامه بها على أكمل وجه ، وأن يرضى أيضاً ويسلم أمره لله فهذه من لوازم " رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "


5. أن يعيش الإنسان في حاضرة فلا يندم على ماضٍ تولى ولا يتوجس من غدٍ لم يأت .
يقول د. القرني : " لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهورا ً، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيأ للرحيل تعيش هذا اليوم فرحاً وسروراً، وأمناً وسكينه ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك ، بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك ( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد ."

ويقول دايل كارييغي : " أغلق الأبواب الحديدية على الماضي والمستقبل وعش دقائق يومك" ويقول :" فكر بأن هذا اليوم لن ينبثق ثانية " .

6. أن يفكر الإنسان في أي عمل أو قرار، ولا يلوم غيره على قراراته.
وهذا أكبر عيب فينا يالعرب كل واحد يسوي العملة ويلوم غيره عليها لأنه أشار عليه بهذا العمل ، فالإنسان عندما يقرر قرار ، عليه أن يتحمل كل ما يترتب على قراره من أخطاء . فهو الذي اختار هذا الخيار ، ولم يجبر على اختياره ..

7. أن ينظر الإنسان إلى من هو دونه .
اذا كان لديك قدمان فانظر لمن بترت قدماه ، واحمد الله ، واذا كنت ترى فانظر لمن كان أعمى ، واحمد الله ، واذا طنت تسمع فانظر لمن كان اصما ، واحمد الله ، واذا كنت تأكل ما تشتهيه نفسك حتى تشبع ، فانظر لمن ينام ليله خاوي البطن يتمنى كسرة خبز ولو كانت يابسة ، واحمد الله .
احمد الله على كل نعمة انعمها عليك ولاتكن من القانطين ..
حينها ستحس بالسعادة ، لأن الله فضلك على كثير من خلقه ، بأن انعم عليك بنعم شتى ، لن تستطيع لها عداً ، ولا حصرا ..

8. أن يعتاد الإنسان على الابتسام و روح المرح، وصحبة المتفائلين.ويقول ابراهام لنكولن :" معظم الناس يشعرون بالسعادة عندما يقررون ذلك " وهذا يقودنا إلى أن سعادة الإنسان نابعه من داخله ..
وأحذر النســــــــــــــــاء هنا من قول د. القرني :
"و ما جمال الزوجة إذا عبست، وقلبت بيتها جحيماً، لخير منها ألف مرة زوجة لم تبلغ مبلغها من الجمال وجعلت بيتها جنه ".
فلا تغتر الجميلة بجمالها فقط ، ولتعلم أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح والأخلاق .
وأقسم لكم أني أرى نساءً لا يتمتعن بذره واحده من الجمال، وأزواجهم لا يريدون إلا هن، لماذا ؟ لحسن خلقهن، وبشاشة وجوههن لا أكثر ولا أقل...

وكذلك صحبة المتشائمين أو المتفائلين لها مردودها العكسي على نفسية الإنسان ومشاعره ، فصحبة المتشائمين تجلب النكد ، والهم من ما يقولون ويظنون وتصديقهم للشائعات الكاذبة أو المغلوطة فعندما تجلس معهم تظن أن القيامة ستقوم في هذه الساعة، وانه ربما سيقع زلزال ليقض الأرض ومن عليها أو أن مصائب العالم كله ستقع على رأسك ، فيصورون من الحبة قبة ، ومن العصفور نسرا ، ومن القط أسدا ...

9. أن يعمل الإنسان على إسعاد الآخرين ليصيبه عطر السعادة.جرب أن تواسي مهموماً ، أو تساعد منكوباً ، أو تغيث ملهوفاً ، أو تتصدق على فقير مستحق ، ولو كان ما تعطيه قليلاً ، حينها ستجد طيور السعادة تحلق في سماء حياتك .


10. اغتنام فرص الابتهاج الجميلة واعتبارها محطات ضرورية للسعادة.
فعندما تنجح في عمل ما ، أو تحصل على ترقية في عملك ، استغل الفرصة ، واجمع أهلك وأحبابك ، ليشاركوك فرحك وسعادتك ، حينها ستحس بالقيمة الحقيقية لذلك الأمر الذي أدخل على قلبك السعادة..
ولا يكون ذلك قاصراً على نفسك فقط ، بل عندما ينجح أخوك أو صديقك في عمل ما، اغتنم الفرصة وقدم له هديه بهذه المناسبة السعيدة ، ولو كانت بسيطة ، فالهدية بمعناها وليست بقيمتها ، حينها ستحس بسعادة تغمر قلبك لأنك أدخلت السعادة على قلبه ، ودفعته للمزيد من التقدم ، والعطاء ….
فلا تجعل فرص السعادة تمر عليك مرور الكرام بل استغل كل فرصه لزيادة رصيد
سعادتك، وابتهج واسعد بالحياة ولكن في حدود المشروع والمألوف ….


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ....