أبو ريناد
عدد المساهمات : 536 نقاط : 28106 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 34
| موضوع: الرومانسيه الدافئة الثلاثاء يناير 05, 2010 2:13 pm | |
| عش الطائر
إن من آيات الله في خلقه أن جعل لكل حي سكنا يأوي إليه ... فالطائر مع مغيب الشمس يعود إلى عشه الذي تفنن في بنائه ... وكذلك الإنسان ... تراه يأوي إلى مخدعه بعد جهد أضناه ... ووقت قطعه في الكد من الصباح وحتى الليل ... إنه يأوي إلى سكن يكنه عن الحر ويقيه لسع البرد ... ويحفظه عن أعين الناس ... يستقر فيه فيهدأ وينام فيه ملء جفينه ... لا أحد يزعجه ويقض مضجعه ...
فإذا كان استقبال الزوجة حسنا ... والمظهر رائع ولطيفا ... والتخاطب بكامات جميلة تفيض عذوبة ورقة ؛ تحقق له السكن والإطمئنان وراحة البال ... وهدوء الأعصاب ... ونسي ماكان فيه من الصباح من خضم العيش ... ومن همومه ومشاكله .
ولو تحقق له مع ذلك ( ضمة حضنية ) ضمة حانية ... لطيفة ... كانت له بمثابة الإسترخاء والهدوء الذي يعقبه نشاط مفعم بالحيوية ... ونسي ما كان به بالأمس ( من أوصاب الحياة وهمومها ... ) وبدأ يوما جديدا نشيطا لم يعلق بذهنه من أمسه في مشاكله شيء ... واستعد لحل مشاكله بنفس تواقة راضية راغبة ... مطمئنة كأنما ولدت للتو ...
أستطيع أن أقول : إن أحد الزوجين هو مجموعة من حاجيات نفسية ( من حب ودفء ونظرات مودة ... وإحساس بالذات للإنتماء لمن يحب ... ) فهو جزء من الشيء الذي لا يتحقق كيانه إلا بأن يحصل على الجزء الآخر وهو الزوج ... وبدون تحقيق الجزء يبقى كمن يبحث عن شيء مفقود وإن تحقق له كل شيء إلا هذا الجزء ... فإذا عثر عليه وكان من نصيبه التوفيق ... صار شخصية أخرى ... تكامل عندها البناء ...
{ عن أنس بن مالك ( رضيى الله عنه ) قال : قال : رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان , فليتق الله في النصف الباقي }
إن هذه المشاعر والأحاسيس المختلطة في نفس الزوجين إن تعذر انسجامها واندماجها بينهما ؛ أصاب أصحابها شللا في حياته ... ويصبح كالطير يهوى الطيران ولكنه لايقوى لأنه مهيض الجناح ... وإن كان سليما من الظاهر ... والناس لاتدري ماعلته ... إنها علة داخلية ... لايحلها ... لا يشبعها ... لايمسح عن فؤاده المشبوب ... لايرقأ ما بعينه من دمع ... لايلم شتات قلبه ؛ سوى الجنس الآخر (الزوج أو الزوجة ) وفق شرع الله ...
فإذا حصل عليها وكان بينهم التقاء في الفكر والفهم ... وأدركا تلك المفاهيم التي منها : أنه جزء لايتحقق بناؤه إلاأن يتحقق له جزء آخر وهو الزوج ... بما يحمله هو والزوج من مشاعر وأحاسيس مختلطة _ كما أسلفت _ ينبغي اندماجها في شيء واحد وهو الزواج الشرعي يحوطه عناية الله ثم استهداؤهما بهديه ومراقبته في جميع شؤونهم ... ثم في بثه مشاعره ... أحاسيسه ... حبه ... مشاكله الخاصة ... همومه ... تطلعاته وطموحه وآماله ... حتى يندمج الجسدان في جسد واحد ... إنتألم إحداهما تألم الآخر ...
إنه إن حصل ذلك ؛ فستصبح حياتهما بإذن الله حياة طيبة ... راضية ... هادئة ... مطمئنة ... كل واحد يشتاق لرؤية صاحبه .
أقول ذلك لإنه إن لم يتحقق الزواج وفق شر الله سيبحث عن الحرام ... وهناك في تلك المغارة ... وذاك الظلام الدامس ... وتلك الدياجي المرعبة ... وذاك السرداب المخيف ... وتلك الصحراء اليباب ... وتلك الشمس اللآذعة ... وذاك البرد القارس ؛ لن يجدها ... وأقسم بالله لن يجدها ... وأقسم بالله أخرى لن يجدها ... لأن الله عزوجل يقول : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } ويقول تعالى : { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } يقول ابن القيم : في نعيم في دورهم الثلاث : الدنيا , والبرزخ , والآخرة , وفي الجحيم في دورهم الثلاث : الدنيا , والبرزخ , والآخرة .
( تأكدي أنه لايوجد رجل على وجه الأرض يستمتع بالخطيئة ... فالنفس البشرية جبلت على نبذ كل ماهو غبر أخلاقي ومخالف للفطرة , وأكبر دليل على ذلك تصرف العديد من الرجال بعد الإنتهاء من شهوتهم مع الزانيات ... فمنهم من يرمي عليها أفظع الألفاظ والشتائم ... ومنهم من يحتقرها ... ومنهم من يتصرف معها بسيادة قد تصل إلى القتل ... )
أخــــــــــوكم // قاهر الأحزان | |
|
المدير العام
عدد المساهمات : 75 نقاط : 27753 تاريخ التسجيل : 21/10/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: الرومانسيه الدافئة الأربعاء يناير 06, 2010 11:52 pm | |
| موضوع مميز تقبل مرورى قاهر الاحزان
وتمنياتى بالرقى والتوفيق | |
|