دراكولا هذا العصر

دراكولا هذا العصر



مافيش حد فينا مايعرفوش ..
ذلك الرجل الاسطورة .. النائم في تابوته النهار بطوله .. لحد مايجي الليل .. تلاقيه صحى ابتدا يدور على ضحية آدمية ليمتص دمها !!
وأول ما انيابه تلمس عنقها .. تلاقيها تدوب بين ايديه عشقاً واستسلاماً ليمتص دمها حتى آخر قطرة ..
ومن ضحية لاخرى .. يفضل يتنقل ..
مرة على هيئة رجل .. ومرة على شكل خفاش اسود رهيب ..


الليل حديقته وملعبه .. والنهار عدوة .. والشمس عفريته الذي لايقوى على مواجهته ...


مايكاد يطلع أول شعاع من اشعة الفجر حتى يعود مهرولاً الى تابوته ليرقد في موات وسكون طوال النهار بارداً برود الجثة لا ينبض فيه عرق ..
لا تعود اليه الحياة الا مع أول خيط من خيوط الظلام ..
ومع أول جرعة جديده من دماء حية دافئة يمتصها ...


هذه الشخصية الاسطورية البشعة التي طالما أرجفتنا رعباً على شاشة السينما .. والدماء تتثلج في عروقنا ونحن نراه يثب في خفة على ضحاياه ..
ونعود فنلتقط انفاسنا ونحن نراه قد ارتمى جثة باردة في تابوته وكأنه قد تحول الى قطعة من رخام التابوت ..

هل دراكولا شخصية لها وجود ؟؟ ام انها اسطورة ؟؟
وذلك الميت الحي الذي يعيش الاف السنين ويتجدد شبابه كل يوم بالدم الذي يمتصه فلا يشيخ ولا يفنى ..



وتتجدد نشوته ورغبته في عب المزيد من اللذات, بقدر عدد ضحاياه ..
وكل ضحية يمتص دمها تتحول بعد موتها هي الاخرى الى ميته حيه!!! .. او لنقل انثى فان باير !!!!

هذا الشعب الملعون من ابالسة الظلام الذي ينشر الخراب اينما حل ..
هل يمكن ان يكون له وجود ؟!
انهم يقولون ان دراكولا اسطورة .. ولكنني أتحدث عن دراكولا موجود .. اكاد اجزم ..
لا .. أنا واثقه كل الثقة أنه موجود ..

وربما لم يخطر على بال مؤلف الاسطورة أن البطل الذي ابدعه من محض خياله هو حقيقه .. تسكن الارض ..
فلم يكن "دراكولا" الذي اتحدث عنه .. معروفاً حينما ظهرت الاسطورة الشعبيه القديمة ..
ولكن الفنان في نظري له وسائله الخفية في الادراك .. فهو لا يكتشف الأشياء بالمجهر والتليسكوب .. ولا بالعقل ولا بالحساب ولا حتى بالمنطق ..
وانما هو يرى الاشياء بعين داخليه .. بحاسة سادسة غير البصر والبصيره ..

اذا هو هنا بيننا !!
نعم ذلك الميت الحي .. انه هنا بيننا ..
ذلك الكائن الميت قلبه .. الحي على اجساد وارواح ضحاياه ..
اعتقد ان الصورة ابتدت تصبح باعينكم اشد غرابه ؟؟


انا لا اهذي .. انني اقول الحق ..

انني اتحدث عن ذلك الرجل .. الذي يختار ضحاياه من الجنس الناعم .. الذي يقتات ويعيش على روح ضحيته .. بعد ان يمتص روحها لا دمها ..
ثم يتركها تتجرع المرارة ليذهب الى ضحيته التاليه ..
انه صنف من المخلوقات .. حاشا الرجال ان ينسب هذا النوع لهم ..
فالرجولة تتبرأ من هكذا صنف ..


فهم يحملون ملامح الرجل الخارجيه فقط .. أما الصفاة والاخلاق والسمات فهي لا تمت للبشريه وليس الرجولة فحسب هي من تتبرأ منهم ..
أعتقد اعزائي قد عرفتم تمام المعرفه من هو دراكولا الذي عنيت !!!

اذا فلننظف مجتمعنا من هذا الغزو البشع لهذه المخلوقات الابشع ..
ولنرفع شعارنا في وجه كل مصاصين الدماء ...
لا لـ دراكولا هذا العصر..