السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من منا لم يشعر في وقت من الأوقات بوجود ما يشبه الجفاف داخل العين؟ ومنا منا يجهل
الوظيفة الحيوية للدموع في الوقاية من جفاف العين؟ هل هناك علاقة مباشرة بين الإصابة
بجفاف العين والنظر لفترات طويلة إلى شاشات العرض، سواء كانت شاشات الكمبيوتر أو
التلفاز؟
لقد تناولت دراسات كثيرة مشكلة جفاف العين، ونتج عن تلك الدراسات مجموعة إرشادات
توضح لنا كيفية المحافظة على العين من هذا الجفاف. كما تناولت دراسات أخرى تأثير شاشة
الكمبيوتر والتليفزيون (أحد مسببات جفاف العين) على العين، وكيف يمكن للإنسان اتخاذ
احتياطاته للوقاية من أخطار هذه الأعراض الخطيرة التي تؤثر سلباً على الكفاءة البصرية فضلاً
عن الآلام التي تسببها.
علمياً، يعتبر جفاف العين من أهم أمراض العيون التي كثيراً ما نواجهها في عملنا اليومي،
وتضايق المريض إلى حد أنها تؤثر على حياته اليومية، ومنذ اكتشاف مرض جفاف العين
وحتى يومنا هذا لا يوجد له علاج جذري. إلا أن تفهمنا للمرض يزداد يوماً بعد يوم نتيجة
للأبحاث المستمرة، الأمر الذي انعكس إيجابياً على معرفتنا العملية ووعيينا بالاحتياطات اللازم
اتخاذها قبل أن نصاب بجفاف العين.
ومما يجهله كثير من الناس هو أن دموع العين الطبيعية ، سواء أكانت بسبب البكاء أو الفرح أو
لأي سبب آخر، لها وظيفة حيوية وهامة جداً؛ إذ تساعد على الحماية من جفاف العين، وتلك
الوظيفة خلقها الله سبحانه وتعالى للحفاظ على العين دون أن نتدخل طبيا في أي شيء. وظيفياً،
تتولى الدموع مهمة الحفاظ على وجود سطح أملس لقرنية العين لتوفير شفافيتها، كما تقوم
بترطيب سطح العين باستمرار لتسهيل حركة الجفون على العين. وتعمل الدموع، من جانب
آخر، كمضادات حيوية ضد البكتريا على سطح العين، ويعتبر رمش العين في هذا الجانب جزء
مكملاً لوظيفة الدموع، حيث يساعد على تجديد الدموع باستمرار داخل العين، ولنعلم أن
الإنسان الطبيعي يقوم بالرمش كل 5 ثوان تقريباً.
و تتمثل أعراض جفاف العين في حرقان بالعين، وإحساس بجسم غريب داخل العين، واحمرار
العين، وعدم احتمال الضوء، والشعور بالإجهاد البصري، والإحساس بلزوجة بالعين، مع حدوث
إفرازات لزجة من العين. وتزداد كل هذه الأعراض عند التعرض للأجواء التي تسبب زيادة
تبخر الدموع، مثل التعرض الدائم لمكيفات الهواء أو لمصادر الرياح، أو عدم الرمش لمدة طويلة
عند التركيز على أجهزة الكمبيوتر على سبيل المثال.
و للوقاية من التعرض لجفاف العين ، لابد أن نحرص على عدم التعرض للأجواء الحارة، و
تجنب الأجواء المحيطة التي تزيد فيها نسبة الرطوبة.
وبإمكاننا ممارسة بعض التمرينات لغلق العين (الرمش) باستمرار، وذلك بغلق العين بهدوء كل
5 ثوان لمدة دقيقتين خمس مرات يوميا، والاعتياد على ارتداء نظارات للوقاية من التعرض
للرياح والأتربة. ومن المهم عدم الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لمدة طويلة، وعدم التركيز لمدة
طويلة أمام التليفزيون دون رمش، وعدم الجلوس مباشرة أمام مكيفات الهواء و مصادرالرياح
أما عن علاج جفاف العين ، فيتم غالباً عن طريق قطرات لترطيب العين أو مراهم، وقد يحتاج
الأمر في بعض الحالات الشديدة إلى إجراء جراحات بسيطة لمنع تبخر الدموع.
و ينصح أطباء العيون دائماً بعدم الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون لمدة طويلة، مع
مراعاة وجود إضاءة مناسبة تحسن من وضوح الرؤية وتقلل من إجهاد العين. ولابد من وضع
شاشات العرض، سواء كانت كمبيوتر أو تليفزيون، بعيداً عن انعكاسات الأشعة المنبعثة من
الشمس أو المنبعثة عن أي مصدر ضوئي قوى وذلك لتقليل فرص "الزغللة"، مع الحرص على
توفير مصدر إضاءة خفيفة غير مباشرة في المنطقة الموجود بها جهاز الكمبيوتر.
كما ينصح الباحثون بارتداء نظارة للقراءة أثناء العمل وذلك لتقليل فرصة إجهاد العين، ومن
المهم جداً أن يغير الجالس أمام شاشة الكمبيوتر أو التليفزيون من جلسته كل 30 دقيقة وذلك
لإراحة عضلاته، وتجنب التركيز لفترة طويلة في شاشة العرض لأن ذلك يسبب إجهاد العين.
في هذا الشأن، ينصح بعض الباحثين بتطبيق "قاعدة الـ 20"، وهى باختصار أن يأخذ الفرد منا
راحة لمدة 20 ثانية بالنظر إلى مسافة 20 قدم أو 6 أمتار كل 20 ثانية من التركيز
المتواصل في شاشة العرض. ويساعد هذا التمرين على ارتخاء العضلات داخل العين المسئولة
عن التركيز في الأشياء القريبة.
وينبه الباحثون إلى حقيقة علمية هامة جدا يجهلها معظم الناس، وهى أنه لم يثبت حتى الآن
وجود أي ضرر لأشعة الكمبيوتر أو التليفزيون على شبكة العين؛ وإنما كل ما يحدث ليس سوى
إرهاق بصري فقط يمكن تجنبه بإتباع تلك الإرشادات والحرص على زيارة طبيب العيون كلما
كان هناك طارئ يستدعي ذلك.