أبو ريناد
عدد المساهمات : 536 نقاط : 28106 تاريخ التسجيل : 10/12/2009 العمر : 34
| موضوع: قصص قصيرة جداً الخميس يناير 21, 2010 8:25 am | |
| قصص قصيرة جداً (1) - بقلم : عوض عثمان عوض - بريطانيا بقايا حلم ...
إتكأ على وجع جسده الثمانيني بدلاً عن العصا.. جلس على كرسي قرب النافذة وعندما إنطلقت صافرة القطار , أطلق هو عنان بقايا ذاكرته الهرمة , نصب شاشة لحياته العريضة وعلقها في الأفق البعيد .. وعندما أستيقظ على صوت المفتش قال له : - أليس لديك صبر حتى أكمل بقية حلمي !!!!
--------------------------------
جدار الحزن - في ذكرى الماغوط ...
كان جالساً على كرسيه و يتأمل ضوء القمر عبر النافذة ومتكئاً على جدار أحزانه العتيقة التي ينحت منها أشعاره المعبرة و الصادقة .. ويستنشق دخان تبغه الكثيف , في تلك اللحظات سأله الصحفي سؤاله الأخير الذي يود أن يختم به حديث صحفي طويل : الصحفي : هل أنت نادم على عدم إكمالك الدراسة و إنقطاعك عن المدرسة في سنوات طفولتك المبكرة ؟؟ سرح الماغوط قليلاً مع نفسه وهو يستحضر في ذاكرته سنوات الطفولة البعيدة ومسيرة حياته الطويلة الحافلة بالأحداث والوقائع .. قال بسخريته المعهودة : - أنا نادم على السنوات التي قضيتها بالمدرسة ..
----------------------------
طعم الخسارة ...
خسر (رابح) كل أسهمه في إحدى الشركات المضاربة في البورصات العالمية وأنهارت حياته الأسرية رأساً على عقب ... لم يبقي له شئ سوى إسمه - رابح - وسط كل هذه الخسائر ...
---------------------------
دراسة على الرصيف ...
بينما كان عازف الساكسفون ينثر موسيقاه العذبة لتعانق الهواء وترقص على أجنحة الريح و تدخل في النفس إحاسيس ممزوجة بخليط من الفرح و الحزن , كان أحد الواقفين ينصت له بتركيز و بكل حواسه وقبل أن يغادر وضع للعازف في قبعته ورقة مالية و معها قصاصة ورق صغيرة كتب عليها : ( كم أنا قزم صغير أمامك سيدي , كنت أحسب نفسي عازف محترف لكن إكتشفت الآن أنني مجرد هاوي فقط , مثل هذه الموهبة الفريدة التي تمتلكها لا تدرس في فصول الدراسة , أسمح لي أن أسجل حضوري الدائم في هذا الرصيف ) ... التوقيع : طالب نصف فاشل بمعهد الموسيقى ...
-----------------------------------
متاهة الخروج ...
منذ أن كان طفلاً يافعاً كان مسكوناً بالخروج عن السائد و المألوف ..في المدرسة كان يخرج متعمدا من السطر و لا يهتم بالعقاب الذي سينتظره , و عندما أصبح الوطن لا يطاق خرج منه بلا عودة ...بعد سنوات طويلة من رحلة الخروج و العيش في المنافي أصبح يبحث عن ظلال الماضي بمرايا الحاضر فلم يجد المستقبل إلا في عالم الكتابة فهى الشئ الوحيد الذي يجعله يطوف و يحلق في فضاء اللامكان ...
----------------------------------
شحاذ المحطة ...
كان وجوده مهم في المحطة مثل الرصيف والقطار والمفتش , إعتاد الركاب على حضوره الدائم ... المحطة كانت تصحو وتنام على ألحانه العذبة و عزفه الساحر على الساكسفون لعقود طويلة , وعندما تعرض لحادث سير زاره عمدة المدينة للإطمئنان على صحته قدم له باقة ورد ووضع له ظرف تحت المسند .. قال بوجه مبتسم للعمدة: أنت الشخص الوحيد الذي قام بزيارتي لو أعلم قدومك وهذا الإحتفاء لرميت نفسي منذ زمن بعيد تحت إحدى السيارات العابرة ...
-------------------------
ثورة التغيير ..
كان بداخله بركان يغلي و حلم يلامس الآفاق من أجل ثورة تغير شكل هذا العالم , بعد ثلاثة عقود من الركض وراء ذلك الحلم الذي أصبح سرابا إكتفى بتغيير نفسه ركب الموج وأبحر في الإتجاه المعاكس ....
-----------------------
جنون البشر ...
أخيرا كتب له الطبيب تصريح خروج نهائي من مستشفى الأمراض النفسية بعد أن مكث مدة عامين ... عند أول خطواته خارج المبنى سمع دوي أصوات رصاص و شاهد خيوط دخان كثيف يملاء الأفق و شوارع غارقة في برك من الدماء لضحايا سقطوا غصبا عن إرادتهم وأشلاء جثث موزعة في الطرقات , وأصوات غربان تنعق من على البعد تنعي مقدما مزيدا من الموتى في طريقهم إلى حتفهم ... قال لنفسه : يبدو أن حالة الجنون إنتشرت بسرعة في في هذه المدينة .. أصلح نظارته وأمسك حقيبته و عاد أدراجه مرة أخرى للمستشفى .....
------------------------------
نهاية يوم طويل ...
أرادت المدينة أن تزيل تعب اليوم الطويل عن كاهلها وتنام , خفتت الأضواء اللامعة ثم إبتلعت بهدؤ ضجيج الشوارع و صخب البيوت وصراخ الأطفال وأصوات الباعة المتجولين وثرثرة أصحاب المحلات , تنسمت عبق الهواء الطلق و إفترشت الليل وسادة ودخلت في حالة نوم عميق ...
---------------------------
خط فاصل ..
تأرجح كثيرا عند الخط الفاصل بين العقل و الجنون , وأصبح يحمل نصفين بداخله يستخدمهم حسب ما تقضي الظروف وإن كان قد مال أكثر للنصف المجنون بحجة أن الواقع لا يتحمله عقل ...
----------------------
صورة خالدة ... سأل الطفل والده بأصرار عن الصورة المعلقة في حائط الشارع ... من هذا الذي في الصورة يا أبي ؟ الأب بصوت منخفض : - إنه الرئيس أطال الله عمره .. - وكم عمره يا أبي ؟؟ - لا أعلم كم هو عمره تحديدا , لكن قبل أكثر من ثلاثة عقود كنت في مثل عمرك وكان هو في السلطة بنفس الشكل و الملامح والقوة .... - ألا يموت الرئيس يا أبي ؟؟؟ أسرع الأب الخطى بينما الإبن ظل غارق في تفاصيل الصورة وسؤال الموت بلا إجابة ...
----------------- رحابة صدر ... عندما ضاق صدر الوطن بأبنائه , تقاسمتهم المنافي والمقابر ... فكانتا أكثر رحابة من صدر الوطن ..
أبــــــــــــو رينـــــــــــــــاد | |
|
اجمل احساس
عدد المساهمات : 251 نقاط : 27604 تاريخ التسجيل : 18/12/2009 العمر : 38 الموقع : ????????????
| موضوع: رد: قصص قصيرة جداً الإثنين سبتمبر 13, 2010 12:46 am | |
| | |
|