عدد المساهمات : 2042 نقاط : 31197 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 40
موضوع: أقدم مصاب بـ »الإيدز« في العالم.. الخميس يناير 21, 2010 3:02 pm
عمره الآن 52 عاماً ويطلق عليه اسم »سفير الأمل«أقدم مصاب بـ »الإيدز« في العالم.. تونسي
عثمان: الفحص الطبي قبل الزواج كشف عن الخبر الصاعقة
قدور: أتحمل المسؤولية في إصابتي بالفيروس
دجيمي: نعاني من نظرة الاحتقار لنا من الآخرين
تونس - الراية - إشراف بن مراد: قد تغرنا الدنيا ونتخيّل أنّ الطريق طويلة بين نقطة البداية ونقطة النهاية، بين الحياة والموت.. قد نستبعد أن تكون تلك النظرة وتلك الابتسامة وذاك الموعد وذلك اللقاء سبيلا إلى الموت، قد لا يخطر في بالنا أنّ قطرة دم واحدة لإيقاف نزيف أحد المرضى يمكن أن تحمله بسرعة إلى »هادم اللّذات« اذا احتوت، -عفانا وعفاكم الله- فيروسا خبيثا اسمه »السيدا« أو »الايدز«. قد تتعدد الافتراضات والاحتمالات لكنّ السؤال يظلّ واحدا : ماذا يمكن أن يفعل أحدنا اذا اكتشف أن عزيزا عليه حامل لهذا الفيروس؟ أو إذا أصيب هو نفسه. مع العلم أن هذا الفيروس ينتقل إمّا عن طريق العلاقات الجنسية أو تعاطي المخدرات المحقونة أو بواسطة نقل دم حامل للفيروس. قد تكون لحظة الكشف عن هذا الفيروس لحظة صادمة مظلمة مؤلمة كأقسى ما يكون الألم.. قد نخال أنّها النهاية لكن الألم والإحساس الفظيع بالنهاية قد يقودان إلى طريق أخرى غير اليأس والقنوط لتكون طريقا أكثر إشراقا وحبا للحياة. لم يكن الأمر عاديا ونحن نعاين بعض الأرقام التي تشير إلى أن عدد المصابين بهذا المرض في تونس من سنة 1986 إلى 30 سبتمبر 2006 قد وصل إلى 1369 حالة من بينها 460 فارقوا الحياة و905 مازالوا على قيد الحياة.كما تشير أرقام وزارة الصحة العمومية أنّ 37% من هذه الحالات أصيبوا بالفيروس عن طريق العلاقات الجنسية بين المرأة والرجل و5% عن طريق العلاقات الجنسية المثلية و28% عن طريق المخدرات المحقونة و8% عن طريق نقل الدم (وذلك قبل سنة 1987) و5% من الأم المصابة إلى جنينها.في حين أنّ 17% لا يعرفون طريقة الانتقال. وتؤكد وزارة الصحة العمومية أن هذه الأرقام ليست تقديرات إحصائية وإنمّا هي حسب الحالات التي وقع التبليغ عن وجودها. الترددّ، الحيرة، الشفقة، القلق... هذا بعض ما أحسسنا به ونحن أمام باب الجمعية التونسية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، وهي منظمة غير حكومية تأسّست سنة 1991 تعمل على نشر المعلومة والتوعية للوقاية من هذه الأمراض. واللافت للانتباه أن أعضاء الجمعية هم في أغلبهم من حاملي فيروس السيدا، ومع ذلك فإنّهم يتقدّون نشاطا وحبا للحياة وللآخرين، إذ اختاروا أن يزرعوا الأمل أينما حلّوا لأن الحياة عندهم عطاء دون حدود. ترددنا كثيرا قبل أن نبدأ غمار الحديث إليهم، عن حكاياتهم مع هذا الفيروس، كنا نبحث عن طريق تحملنا مباشرة إلى الحكاية دون أن نثير في أنفسهم الحزن والقلق، كان السؤال صعبا جدّا كيف يمكن أن نقتحم عوالمهم وكيف يمكن أن ندفع بهم إلى فتح ملفات اختاروا أن يطووا صفحاتها أمام حدّة نظرات الاتهام في عيون الآخرين وحتى من اقرب الناس إليهم. < التقت مجموعة من حاملي فيروس الايدز وكانت هذه هي أقوالهم: < لقاؤنا الأول كان مع »عثمان« الذي لم يكن يعرف أبدا أن الفرح الذي انتظره طويلا سيتحول إلى كابوس يقلب حياته 180 درجة، كان بصدد إتمام الاستعدادات الأخيرة للزواج الذي حددّ تاريخه في صيف 2003: يوم انتظره وحلم به طويلا سيكللّ به قصة حب رائعة.لكن قبل موعد الزفاف ببضعة أسابيع قصد أحد المستشفيات لإجراء الفحص الطبي قبل الزواج وهناك فاجأه الطبيب بنتيجة لم يكن يتوقعها أبدا، لقد أكد له أنه حامل لفيروس السيدا. يقول عثمان: »كنت أعرف أني مصاب بعدم تخثر الدمّ وألتزم بعلاج معين حتى أن ختاني تمّ وأنا في الثامنة عشرة من عمري، ومع ذلك كنت أعيش حياة عادية إذ تمكنت من إتمام مشواري الدراسي لأبدأ المسيرة المهنية بكل نجاح وتفوق.. لكن كل المعطيات تغيرت سنة 2003 لتنهار أحلامي وتتحطم في رفة عين كما تتحطم قصور الرمل، ثلاث كلمات قالها الطبيب دمّرت حياتي وأغرقتني في دوامة لم أكن أعرف كيف الخروج منها »أنت مريض بالسيدا« يا له من خبر زلزل كياني.. أتذكر جيدا كيف كانت هذه الكلمات تتردد على مسمعي وكيف اسودّت الدنيا أمام عيني. لماذا أنا؟ خاصة وأننيّ لا أتعاطى المخدرات وليست لي علاقات جنسية فمن أين جاءني هذا الفيروس.. الأكيد أن في الأمر هفوة طبية.. أتذكر جيدا أنيّ بدأت أصرخ وأكسر كل ما حولي إلى درجة أنيّ اعتديت على الطبيب بالعنف وشتمته وشككت في كفاءته.. لا أدري ماذا كنت أفعل.. لم أكن أنا..«.. يصمت عثمان قليلا ليواصل كلامه بتأثر بالغ: »لقد حاول الإطار الطبي تهدئتي وأخبروني أن الفيروس الذي أحمله سببه الدم الملوثّ الذي كنت آخذه منذ سنوات وهو سبب مرض أخي ووفاته سنة 1983، لقد كانت عائلتي تعرف الحقيقة لكنها كانت تخفيها.. وخيّرت تركي أعيش حياة عادية إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم.. لقد كانت صدمتي عنيفة حادّة لأنيّ كنت أشعر أنيّ ضحية بأتمّ ما للكلمة من معنى، فلو كنت من مدمني المخدرات المحقونة أو كانت لي علاقات جنسية كنت سأتحمّل نتائج أفعالي.. لكنّي لم أفعل شيئا فلماذا أنا؟.. هذا هو السؤال الذي كان يتردد داخلي ويزيدني كرها للناس والحياة وحتى نفسي إلى درجة أنيّ أصبحت مدمنا على الخمر وأدخن فأصبت بانهيار نفسي خطير لأكثر من ثمانية أشهر... عندها علم مشغلي أني مصاب بفيروس السيدا فتغيرت معاملته لي فاضطررت إلى تقديم استقالتي لأنيّ أحسست أنيّ شخص غير مرغوب فيه. كما اضطررت للكذب على خطيبتي ففسخت الخطوبة.. تدخل أهلها وأصدقاؤها ولكني قلت لهم لقد قررت وانتهى الأمر، في الوقت الذي كنت أتمزّق فيه ألف مرة وأنا أخسر الفتاة التي عشقتها وتمنيتها المرأة التي تشاركني حياتي... هكذا شاء القدر.. ولذلك أحاول التأقلم مع مرضي وتقبله حتى أتمكّن من الحياة مثل كل الناس... وأنا أناشد جميع الناس وأقول لهم أرجوكم لا ترفضونا ولا تبتعدوا عنا لانّنا لا يمكن أبدا أن نؤذيكم فالفيروس لا ينتقل بالعدوى... ألا تكفينا آلام وقسوة المرض حتى تزيدونا قسوة..«. < لقاؤنا الثاني كان مع »قدور« البالغ من العمر 43 سنة، هو شخص عمل في عدة أماكن من العالم. يقول: »لقد عشت عديد من المغامرات الجنسية ولذلك أنا أتحمل مسؤوليتي كاملة. في سنة 1992 ذهبت إلى احد المستشفيات الفرنسية لإجراء فحص طبي عادي فأعلمني الطبيب أنيّ مصاب بالسيدا، ضحكت طويلا لأنيّ أنا الذي عشت الحرب الإيرانية وحرب الخليج في العراق لم أمت بقنبلة أو بصاروخ ولكن بعد نهاية الحرب وفرحتي بالحياة صدمت بمرضي بالسيدا. أحاول كثيرا التأقلم مع مرضي والحياة بصفة عادية مثل بقية البشر خاصة وأنّ المرض لا ينتقل بالعدوى لذلك لا أرى وجوبا للعزلة والانفراد«. < لم يرغب »دجيمي« البالغ من العمر 52 سنة الحديث طويلا عن أسباب إصابته بالسيدا لكنّه آثر الحديث عن المجهودات التي يقوم بها في مختلف أنحاء العالم من أجل الرفع من معنويات المرضى ولذلك أطلق عليه اسم »سفير الأمل«، إذ يعتبر من أقدم المصابين بالسيدا في العالم إلى جانب شخص آخر يوجد في أوغندا يدعى Gurungura. يقول »دجيمي«: »إن مرضى السيدا يعانون من نظرة احتقار من الآخرين إلى درجة أنّهم يعتبرونهم قنبلة موقوتة ستنفجر في كل لحظة لتصيب المحيطين بهم وأغلب النّاس يرفضون التعامل معهم ويحاولون عزلهم وهو ما يؤثر سلبا على نفسية المريض إلى حدّ أن إحدى التلميذات المريضات بالسيدا تركت دون إسعافات عندما جرحت في ساحة المدرسة لأنّ أحدا لم يقترب منها.مع العلم أنّه في تونس يوجد 93 طفلا مصابا بالسيدا«. ويؤكد »دجيمي« أن للإعلام دوراً كبيراً في توعية الناس بأهمية مدّ يد العون إلى مرضى السيدا لأنّهم بحاجة أكيدة إلى الانخراط في المجتمع.. خاصة وأنّ مرضهم لا ينتقل بالعدوى. ودعناهم ونحن ننظر إليهم نظرة أخرى ليست من قبيل الشفقة بل إعجابا بتمسكهم بالحياة كأشدّ ما يكون التمسك.. هذا هو النهج الذي اختاروه لعلّهم يغيرون يوما نظرة الآخرين إليهم.
تقبلـــــــــــوا مني ---------------- أخـــــــــوكم في الله // أبــو إيــــــــــــــاد
عبد الرحمن
عدد المساهمات : 78 نقاط : 27298 تاريخ التسجيل : 27/12/2009
موضوع: رد: أقدم مصاب بـ »الإيدز« في العالم.. السبت أكتوبر 23, 2010 4:58 pm