عين الحياة
عدد المساهمات : 2042 نقاط : 31197 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 40
| موضوع: لماذا لا نتقن فن الحب ( الفصل الثالث ) الثلاثاء فبراير 09, 2010 7:15 am | |
| لماذا لا نتقن فن الحب ( الفصل الثالث )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الفصل الثالث
مثلث الحب
سيعترض الكثيرون على هذا العنوان الذى يحصر الحب فى ثلاثة أضلاع هندسية!، فكيف نضع الحب، تلك العاطفة المستعصية على التعريف والتصنيف وذلك السلوك الشارد عن أى محاولة لجعله اليفاً، كيف نضع كل هذا فى مثلث؟، وسيصرخ البعض فى وجوهنا كيف يتحول الحب على أيديكم إلى معادلات ورسوم بيانية، إلى مثلثات ومكعبات ولوغاريتمات، إنكم بذلك تفقدون الحب تلقائيته وتجعلونه كبيانات وزارة المالية أو مصلحة الضرائب!، وفى النهاية سيصرخ البعض من محاولاتنا ويقول أن الحب لايقرأ من خلال عداد الكهرباء أو أو يقاس بواسطة مصلحة المساحة، ولكنه يقرأ من خلال نبضات القلب ودفء المشاعر والأحاسيس.
أقول فى البداية وفكاً للإشتباك، أنا معكم وأوافقكم على كل هذا، ولكن ماهو المانع فى أن يدخل العلم إلى هذه المنطقة الملغومة بأدواته وفضوله وجرأته؟، أليس من المحتمل أن يضيف إلى معلوماتنا شيئاً تاه فى غموض الشعر الرومانسى وغفلت عنه روايات الغرام، هذا محتمل بل مؤكد، ولنستمع للعلم وهو يرتدى نظارته "كعب الكباية"، وهو يحلل، ويحاول الفهم، لنعرف ماذا أضاف وماذا عرفنا عنه من جديد ومدهش؟.
أولاً: من هو صاحب نظرية مثلث الحب؟
إنه العالم النفسى "روبرت ستيرنبرج" الذى إنتهى من صياغتها فى نهاية الثمانينات.. والسؤال الأول يستلزم سؤالاً ثانياً بالضرورة هو: ماهى الأضلاع الثلاثة لهذا المثلث؟
أول ضلع هو ضلع العلاقة الحميمة، والثانى هو العاطفة والإنفعال، والثالث هو ضلع القرار/الإلتزام، وفيما يلى سنحاول شرح هذه الأضلاع الثلاثة حتى نستطيع فهم نظرية ستيرنبرج فى الحب.
يشمل ضلع العلاقة الحميمة إرسال وإستقبال الدعم العاطفى إلى ومن الشخص المحبوب، بالإضافة إلى السلوكيات والتصرفات التى تشجع على خلق شعور من الدفء داخل علاقة الحب، وهذا يشمل بالطبع التواصل الصادق والمفتوح والأمين، ويشمل أيضاً المشاركة، أن نعيش خبرة السعادة معاً، أن يفهم كلانا الآخر وأن يقدره أيضاً.
أما ضلع العاطفة أو الشغف، فيشمل كلاً من العاطفة الجنسية، وإلى جانبها بعض الإحتياجات الأخرى التى تؤكد هذه العاطفة، على سبيل المثال: إحتياج الثقة بالنفس، إحتياج التبنى من أو بواسطة الآخرين أو إحتياج السيطرة عليهم، أو أن يسيطر عليه منهم.... إلى آخر مثل هذه الإحتياجات التى قد تفوق فى أحيان كثيرة مشاعر الجنس السطحية الوقتية السريعة عند بعض الناس، ولنعرض لكم مثالاً حياً حتى نقترب من فهم هذه العاطفة وإحتياجاتها:
ولدت نجلاء - هذا إسم وهمى - فى بيت مكسور بمعنى الكلمة، بيت ملئ بالشروخ والتصدعات، فلم تكن هناك أسرة بالمعنى المفهوم، الأب والأم فى شجار دائم وحرب لاهدنة فيها، وعندما وصلت لمرحلة البلوغ كان قد تم الطلاق بينهما، أحست نجلاء بأنها بلا عائلة، بلا بيت حتى قابلت سامى - وهذا إسم وهمى آخر - حينها إشتعلت العاطفة، فقد إحتضنها ومنحها الحب والتواصل والفهم، لم يكن فالنتينو، ولم يمنحها كل أسرار الجنس، ولكنه كان حميماً دافئاً، كان هو الأسرة التى فتحت ذراعيها لنجلاء فإرتمت فى حضنه تنشد الأمان، كان سامى هو الإنتماء بالنسبة لها، الإنتماء الذى لم تعرفه أو تفهمه من قبل، بل كانت على الدوام متعطشة إليه، كان الإنتماء هو زجاجة النبيذ التى حرمت عليها، وعندما سمح لها بأن تشرب منها أجهزت عليها وسكرت حتى الثمالة، لأنها كانت قد تعتقت بمرور الزمن، وكانت قدرة سامى على إيقاظ الإنتماء داخل نجلاء هو ماأثار عاطفتها.
نأتى إلى ثالث الأضلاع وآخرها، وهو ضلع مزدوج، فهو يشمل القرار والإلتزام، الجزء قصير المدى فى هذا الضلع هو القرار الذى يتخذه الإنسان بأن يحب شخصاً آخر، والجزء طويل المدى فى هذا الضلع من المثلث هو درجة إلتزام هذا الإنسان بأن يحافظ على هذا الحب.
أسمعك تتساءل: وهل هناك فرق بين الإثنين؟
نعم بالطبع هناك فرق، فالقرار فى أحيان كثيرة يتخذ ثم يحس الإنسان بعدها بأنه قد ورط نفسه، يشعر بوطأة المسئولية، يسأل نفسه "إيه اللى أنا عملته ده؟"، فيبدأ بعدها التحلل من تبعات هذا القرار فينهار الإلتزام
بعد هذا العرض لمكونات المثلث نأتى إلى كيفية التقييم، كيف نستفيد من هذه التقسيمات والمكونات والأضلاع؟.
التقييم والإستفادة والتحليل، كل هذا يتم من خلال الإجابة عن هذا السؤال "هل مثلث الحب عندى متطابق مع مثلث الحب عند الطرف الآخر؟ وإلى أى مدى يتطابق؟"
إذا تطابق المثلثان صارت العلاقة مثالية، وإذا لم يتطابق المثلثان فإن علاقة الحب تحتاج إلى مراجعة ووقفة تأمل طويلة، لأن هذه الأضلاع الثلاثة تعبر عن مدى قوة وإتزان علاقة الحب.
يعتقد "ستيرنبرج" أن أهمية تطابق مثلثى الطرفين هى فى نفس أهمية تطابق مثلث الفرد بالنسبة للمثلث المثالى، بمعنى أنه لابد أن يحسب الفرد الدرجات التى جمعها من الأسئلة التى سنعرضها فى نهاية المقال، بالنسبة لذاته ويطابقها على المثلث المثالى أو المفترض أنه مثالى.
نقطة هامة أخرى يوردها هذا العالم النفسى الكبير وهى أن هذا المثلث ليس ثابتاً على الدوام، إنه ليس مثلثاً إستاتيكياً كما نعتقد بل هو متغير تبعاً للسلوكيات والمشاعر، والدليل أن العاطفة تميل فى بعض الأحيان إلى أن تلتهب بسرعة، وفى أحيان أخرى سرعان ما تخمد، ويطلق ستيرنبرج على هذه الحالة مرحلة التعود.
بالتعود يصبح المحب غير قادر على إثارة مشاعر محبوبه كما كان يفعل فى بداية العلاقة، بالضبط كالتعود الذى يحدث عند التعاطى المنتظم للكافيين أو الكحوليات أو السجائر، فبمجرد أن يحدث التعود على هذه المواد تصير زيادتها أو الإكثار منها غير ذات بال ولاتنبه بنفس الكيفية التى كانت تفعلها من قبل، وتفيدنا حكاية التعود هذه فى تعديل مفاهيمنا عن علاقة الحب التى نتخيلها دائماً هبة من السماء تسقط من حجر إثنين، وتظل هذه الهبة ثابتة لاتتغير ولاتصيبها الشيخوخة ولاتزحف عليها التجاعيد.
الحب ليس "تى شيرت" يلبسه أصحاب كل المقاسات "أول سايز" بداية من ال " SMALL " إلى ال "X-LARGE"، إنه رداء يمكن أن يضيق علينا أو يضيق بنا، ولذلك لابد أن يكون تحت عين مصمم أزياء ماهر، هذا المصمم الماهر إسمه المرونة، فلنكن فى غاية المرونة فى علاقات حبنا حتى لايتخشب جسد هذا الحب ويصاب بتيبس العظام، ولنقرأ ماقاله ستيرنبرج فى هذا الصدد.
"لعله من أهم الأشياء فى نظرية مثلث الحب أن يصل الناس إلى يقين هام، وهو أن الحب عاطفة ديناميكية، عاطفة لاتحتاج إلى أن تكون أسطورة بل إلى أن تكون حقيقة وواقعاً، والسعادة ليس لها جانب واحد أو زاوية واحدة للنظر، إنها متعددة الجوانب والزوايا، والحبيبان اللذان يتوقعان أن تستمر العاطفة كما هى إلى الأبد سيقعان بالتأكيد فى هوة الإحباط، فالنظرية تؤكد على أننا لابد أن نعمل على مزيد من الفهم للعلاقة، مزيد من بناء العلاقة، ومزيد من إعادة البناء، فالعلاقات الإنسانية هى كالبيوت من الممكن أن ينخرها السوس بمضى الزمن إذا لم نحافظ عليها أو نحسنها، نحن لانتوقع أن تحافظ العلاقة على نفسها بنفسها ولكننا نتوقع أن تحافظ على نفسها بنا وبنا فقط".
وقد تعرضت نظرية ستيرنبرج لإنتقادات كثيرة منها أن هذا المثلث بسيط جداً إلى درجة مخلة، وأيضاً لأنه فشل فى التفرقة بين درجات العاطفة والإلتزام والعلاقة الحميمة، وتعامل مع كل منها وكأنها بديهية إنتهينا من مناقشتها، ولاتحتاج إلى تفصيل، كما وجهت إتهامات كثيرة له على أنه لم يضع فى إعتباره حين كتب هذه النظرية تأثير القوة الأكبر أو الضلع الرابع المسيطر وهو القوى الخارجية. المجتمع.. بإنتقاداته وعاداته وتقاليده ومفاهيمه المسبقة وضغوطه الشديدة على أى علاقة حب، وبالطبع فى مجتمعنا الشرقى يتضخم هذا الضلع الرابع حتى يصبح مارداً يلتهم المثلث كله، ويحوله إلى مجرد نقطة وفى بعض الأحيان إلى مجرد وهم!، ولكن ماهو مقياس ستيرنبرج لمثلث الحب الذى إستغرقنا الحديث عنه حتى أجلنا تفاصيله حتى الآن.
الأسئلة التالية هى مقياس ستيرنبرج لمثلث الحب، حاول الإجابة وحاولى الإجابة عن هذه الأسئلة أو بمعنى أصح العبارات وإحسب لنفسك الدرجة فى نهاية الإجابات، ودرجة كل سؤال من واحد إلى تسعه، وواحد يعنى ضعيف جداً، وخمسة تعنى متوسط، وتسعه ممتاز، وبين هذه الأرقام الثلاثة أرقام أخرى متفاوتة، والعبارات من 1 إلى 15 لقياس مقدار العلاقة الحميمة، ومن 16 إلى 30 لقياس العاطفة، ومن 31 إلى 45 لقياس عنصرى القرار/الإلتزام، وبرجاء أن تعطى لنفسك الدرجة من حصيلة إجاباتك، ولاتنس أن تكتب إسم من تحب فى المكان الخالى.
1- أنا عنصر مساعد ونشط... 2- علاقتى فى منتهى الدفء مع.... 3- أستطيع الإتكال على...فى أوقات الحاجة..... 4- ....يستطيع أو تستطيع الإتكال على فى أوقات الحاجة.... 5- مستعد أن أشارك أو أقاسم نفسى وممتلكاتى مع.. 6- أتلقى دعماً عاطفياً معقولاً من.... 7- أمنح دعماً عاطفياً معقولاً إلى..... 8- أتواصل جيداً مع.... 9- أقدر تماماً دور......فى حياتى 10- أشعر بالقرب الشديد من... 11- لدى علاقة مريحة مع.. 12- أشعر حقيقة أنى أفهم... 13- أشعر حقيقة أن.....يفهمنى جيداً 14- أشعر أننى أستطيع أن أثق فى... 15- أحس أنى قد تعرفت على نفسى بصورة أشمل وأعمق مع... 16- مجرد رؤية......تثيرنى 17- أجد نفسى أفكر كثيراً فى....طوال اليوم 18- علاقتى ب.....رومانسية جداً 19- أجد.....جذابة تماماً بالنسبة لى 20- أضفى وأسبغ على....صفات مثالية 21- لا أتخيل على الإطلاق أى شخص آخر قادراً على منحى السعادة مثل.... 22- أفضل أن أكون مع.....أفضل من أى شخص آخر 23- لايوجد شئ أهم بالنسبة لى من علاقتى مع.... 24- أميل إلى الإلتصاق ب... 25- يوجد شئ ما ساحر بالنسبة لعلاقتى مع.... 26- أهيم ب....لدرجة العبادة 27- لاأستطيع تخيل الحياة بدون... 28- علاقتى ب.....عاطفية جداً 29- عندما أشاهد أفلاماً رومانسية أو أقرأ روايات غرامية سرعان ماأتذكر... 30- أرسم ل.....صورة خيالية 31- أعرف جيداً كيف أمنح....العناية 32- أنا ملتزم تماماً بالحفاظ على علاقتى مع... 33- نظراً لإلتزامى بإستمرار العلاقة مع....لاأسمح للآخرين بالتدخل بيننا 34- إمتلك الثقة الكاملة فى ثبات علاقتى مع.... 35- لن أسمح لأى شئ أن يعكر صفوى أو يعوق إلتزامى مع... 36- أتوقع لحبى.....أن يستمر طوال الحياة 37- سأستمر دائماً فى الشعور بالمسئولية القوية تجاه.... 38- أرى أن إلتزامى تجاه....شئ أساسى ولاتنازل عنه 39- لا أستطيع تخيل أن تنتهى علاقتى مع..... 40- أنا متأكد تماماً من حبى ل.... 41- أرى أن علاقتى مع....شئ أبدى 42- أرى أن علاقتى مع....كانت قراراً صحيحاً 43- أشعر بالمسئولية تجاه.... 44- أخطط لإستمرار علاقتى مع.... 45- حتى فى اللحظات التى يكون فيها من الصعب التعامل مع....أظل على إلتزامى تجاه علاقتنا
تقبلـــــــــوا مني -------------------- أخـوكم في الله // أبــو إيـــــــــــاد | |
|
لحن الخلود
عدد المساهمات : 215 نقاط : 27539 تاريخ التسجيل : 27/12/2009
| موضوع: رد: لماذا لا نتقن فن الحب ( الفصل الثالث ) الإثنين أكتوبر 24, 2011 11:04 pm | |
| | |
|
باسم الكينج
عدد المساهمات : 1005 نقاط : 28919 تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| موضوع: رد: لماذا لا نتقن فن الحب ( الفصل الثالث ) الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 7:29 am | |
| | |
|