عين الحياة
عدد المساهمات : 2042 نقاط : 31197 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 40
| موضوع: سيرة خليل الرحمن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام 4 الأحد فبراير 21, 2010 8:19 am | |
| سيرة خليل الرحمن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام 4
ثم أمر العباس وكان جهوري الصوت أن ينادي أصحاب السمرة ، فناداهم، فلما سمعوا صوته، انعطفوا جميعاً كعطفة البقر علىأولادها، فلبوا مسرعين، ودارت رحى الحرب، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال: ( هذا حين حمى الوطيس ) .
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بها وجوه الكفار وقال : ( انهزموا ورب محمد ) .
فما خلى الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً . فانهزموا وغنم المسلمين منهم خيراً كثيراً .
وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عطاء من لا يخشى الفقر، وبالغ في إعطاء المؤلفة قلوبهم .
ثم كانت غزوة أوطاس، وسببها أن من فر من المشركين من هوازن لجؤوا إلى الطائف وتحصنوا بها ، ثم حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل ناساً من أصحابه بالنبل، ثم تراجع إلى موقع بني فيه مسجداً، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وعشرين ليلة، وشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال نوفل بن معاوية الدثلي: يا رسول الله ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك . فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفك الحصار عن الطائف.
ثم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم بالجعرانة، ثم اعتمر من الجعرانة، وعاد بعد ذلك إلى المدينة النبوية طيبة طيبها الله .
وفي سنة تسع للهجرة المباركة، عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على غزو الروم، فأمر بالتجهز لتلك الغزوة، وكان بالمسلمين شدة، فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة في سبيل الله، وأظهر عثمان بن عفان نفقة عظيمة لم ينفق مثلها، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم).
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، في وقت صيف وحر شديد. وفي تبوك أتاه صاحب أيلة وصالحه وأعطاه الجزية، فأقام رسول الله صلىالله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة، ثم قفل راجعاً إلى المدينة، وفي طريق العودة صعد النبي صلى الله عليه وسلم طريق العقبة،
وكان طريقاً وعراً، وكان عمار آخذاً بزمامها، وحذيفة يسوقها، وحاول جماعة من المنافقين وعدتهم اثنا عشر وقد تلثموا، أن يلقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فوق العقبة، ولكن الله أخبر نيبه بأمرهم، ولما أقبلوا، صرخ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عليهم حذيفة وبيده محجن يضرب به وجوه رواحلهم، وعرفوا أن أمرهم قد ظهر، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بأسمائهم، وقيل له ألا تقتلهم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا ، أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمداً قاتل لقومه ).
ولما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وكان قد واعد جماعة من أهل المدينة على أن يصلي بمسجد بنوه قريباً من مسجد قباء عند عودته من تبوك، ولكن الله أخبر نبيه بما اضمروه في أنفسهم من الكفر والإلحاد والشقاق لما بنوا هذا المسجد؛ ولما عاد أمر أصحابه بتحريق هذا المسجد، وهو مسجد الضرار
، قال تعالى :{ والذين اتخذوا مسجداً ضرارا وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون . لا تقم فيه أبداً… الآية } .
وفي سنة تسع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق أن يحج بالناس، وأن يعلن أن لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته . ثم نزلت صدر سورة براءة فأرسل بها علي بن أبي طالب ليتلوها على الناس.
واستمرت وفود القبائل تتتابع على رسول الله صلى الله عليه وسلم معلنة إسلامها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي سنة عشر من الهجرة المباركة الشريفة، حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين، وسميت بحجة الوداع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعهم فيها، فتتابع الناس من كل فج للحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولتعلم مناسك الحج منه، فحج قارناً، وأمر من لم يسق الهدي من أصحابه أن يتحلل بعمرة وفعلوا ( ) .
وفي سنة إحدى عشرة من الهجرة المباركة، حدث الأمر الجلل،وهو وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لوفاته مقدمات، منها: قوله في حجة الوداع: ( لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) ،
ومنها: أنه في آخر رمضان عارضه جبريل القرآن مرتين، ومنها: أنه اعتكف في آخر شهر رمضان صامه عشرين يوماً. ففي أواخر شهر صفر ابتدئ الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد أمر أبابكر أن يصلي بالناس، وجهز جيشاً بقيادة أسامة بن زيد لقتال الفاجر مسيلمة الكذاب، ولكن أسامة بن زيد رضي الله عنه عسكر خارج المدينة، لينظر ما يؤول إليه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي صبيحة يوم الاثنين يوم موته صلى الله عليه وسلم، خرج على أصحابه وهم يصلون الفجر، وكان وجهه كفلقة قمر، فلما رآه الصحابة فرحوا به، وتبسم النبي صلى الله عليه وسلم لما رآهم يصلون، وخشي أن يفتتنوا، فأشار إليها بإكمال الصلاة، ودخل بيته، وكانت تلك آخر نظرة ألقاها على أصحابه، ثم اشتد به الوجع، حتى توفي في ضحى ذلك اليوم في حجر أمنا عائشة رضي الله عنها .
فتنكرت قلوب الصحابة، وطارت قلوبهم، وبعضهم لم يصدق موت رسول الله صلى الله عليه وسلم كعمر بن الخطاب، ولكن أبو بكر كان أسكنهم، فثبتهم وتلا عليهم قول الله تعالى : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاًً وسيجزي الله الشاكرين }.فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت، حتى تلاها أبو بكر يومئذ .
وأزواجه صلى الله عليه وسلم هن: أولاهن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تزوجها قبل النبوة، ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة التي وهبت يومها لعائشة، ثم تزوج بعدها عائشة بنت الصديق، تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها وعمرها تسع سنين بالمدينة، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث
، وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم بأم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من بني أسد، وقد نزل فيها قرآناً وكانت تفخر على أزواج رسول الله صلىالله عليه وسلم بتزويج الله لها من فوق سبع سموات
وذلك في قوله تعالى : { فلما قضى منها زيدٌ منها وطراً زوجناكها } الآية. ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية .
ثم تزوج أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب القرشية . ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بن حيي بن أخطب سيد بني النضير من ولد هارون ابن عمران أخي موسى، وهي وقعت في السبي لما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير، ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها. ثم تزوج رسول الله صلىالله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث الهلالية وهي آخر من تزوج بها، وتزوجها بمكة بعد أن حلّ من عمرة القضاء .
وجواريه صلى الله عليه وسلم هن: مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة، وجارية أخرى أصابها من السبي، وجارية وهبتها له زبينب بنت جحش .
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث وستين سنة . أربعون عاماً قبل البعثة، وثلاث عشرة عاماً بمكة بعد البعثة، وعشر سنوات بالمدينة . صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى يوم الدين . والحمد لله رب العالمين .
تقبلـــــــــوا مني -------------------- أخـوكم في الله // أبــو إيـــــــــــاد | |
|
عازفه الاوتار
عدد المساهمات : 1454 نقاط : 30011 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: رد: سيرة خليل الرحمن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام 4 الإثنين نوفمبر 29, 2010 2:38 am | |
| | |
|