[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أسرار القرآن الجزء الثاني/ سورة الكهف.
السر 204 و 504
لفهم مضمون هذا البحث أوصيكم بقراءة الجزء الأول من أسرار القرآن: السر 9.
أما الآن فلنبحث عن مدة رقود أصحاب الكهف أو عن المدة التي لبثوا فيها في الكهف قبل بعثهم :
وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَاٌزْدَادُواْ تِسْعاً ٭۲٥
إن من رأى هذه الآية بعين الرحمان فإنه سيرى أنها تحوي في طياتها وبين كلماتها سراًّ عظيما:
1 ـ لإنها تشكل الجواب الوحيد الذي أُعطِي في سورة الكهف عن أصحاب الكهف.
2 ـ تركيبها غريب يوحي لمن يرى بالجواب على أمرين؟
3 ـ نلاحظ فيها على عكس ما رآه الجميع أربعة أعداد وليس كما عُرِفَ إلى هذه اللحظة عددين:
الكل رأوا العددين : 300 و 9
نحن نرى في هذه الآية الأعداد التالية : 3 و 100 و9 ونسمع عند قراءة الآية 300.
4 ـ إن هذه الآية هي أعظم تفسير لما أُشير إليه من قبل حين أوصى الله رسوله(ص) بقوله :" فلا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا" أي هذا ما تقوله الآن إن سُئِلْتَ ثانيةً عن أصحاب الكهف، فكما أشرنا إلى ذلك من قبل لا زلنا في إطار التقريب لأن ما سيلي هذه الآية أي:
قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُ٫ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَالَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ في حُكْمِهِ أَحَداً ٭٢٦
هو في حد ذاتة نفي لعدد المكوث أي 300 أو 309 كما اعتقد مفسروا القرآن منذ القديم، والغريب في الأمر هو أن البعض منهم اعتقد حقاًّ أنهم مكثوا 300 سنة شمسية وهذه = 309 سنة قمرية، غريب أمر هؤلاء.
فلنعد قليلا إلى الوراء حتى يسهل علينا فهم الآيات وارتباطها: في الآية 22 يقول الله بعد عرض الأعداد المتنازع حولها : قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلاّ قليل، أما في أمر المكوث في الآية 26 فاكتفى بقوله: قل الله أعلم بما لبثوا" وهذا يعني في لغة الرحمان أن العدة أو العدد قابل للعلم بالقراءة التي تتدبر الآيات، أما مدة المكوث خفية لا تُعلم إلا بالبحث وبإدراج العنصر × ومعرفته، أي بإعانة الله.
فكما قلنا ونكرره تارةً أخرى أن الله أعطى إجابتين في الآية 25 الأولى تضمن العنصر الخفي الذي به نجد مدة رقودهم في الكهف :" ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مائةٍ سِنينَ.." لاحظ أخي المسلم أن الله عز وجل لم يقل ثلاثَ مائةِ سنينَ وإنما قال ثلاثَ مائةٍ لإظهار فصل الثلاثة عن المائة ف 300 في الآية نسمعها عند القراءة واختيرت هنا كعنصر خفي يتيح لمن اكتشفه قياس حقيقة استنباطه وفرضيته لمدة المكث في الكهف وهذا ما سنحلله لاحقا. والإجابة الثانية التي تظهرها لنا الآية تخص عدد أصحاب الكهف؛ وهذا العدد إخواني، أخواتي مكتوب بقلم رب العالمين منذ 1430 سنة و نحن نمر عليه يوميا كلما فتحنا القرآن العظيم لتلاوة سورة رقم 18 الكهف في آخر الآية 25 و هو العدد 9 ـ وازدادوا تسعا (أي ثمانية وتاسعهم كلبهم) وهذا ما توصلنا إليه في الجزء الأول من بحثنا..
هنا نود أن نعيد ما ذكرناه في تحليل الجزء الأول كذكرى حتى يتمكن الإخوة من اتباعنافي خط التحليل.
إن عدد أصحاب الكهف لم يعرف إلا بعد أن تم بعثهم و العثور عليهم وعلى حقيقة أمرهم وهذا ما يشير إليه رب العزة حين يقول: " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا*ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا" فالإحصاء الذي مس أهل الكهف سوا ء في عددهم أو في مدة رقودهم لم يبدأ إلا بعد البعث، وهذا هو الدافع إلى القول وازدادوا تسعا فهاتين الكلمتين لهما أهمية عظيمة في علم الله لأنهما مرتبطتان بالإحصاء، فأصحاب الكهف لا علاقة لهم بالعالم الجديد الذي بُعِثُوا فيه، فهم إن شئنا زائدون على العدد السكاني لهذا العالم، معناه انه بعد البعث ازداد 9 كائنات إلى العدد السكني أو عدد النسمات في عهد البعث، لأنه لو لم تنطبق عليهم كلمة الله واختيارهم لهذه الآية أي المعجزة لما بقوا حتى عهد البعث ليبعثوا من جديد وكخلق جديد ويزداد عدد سكان مدينتهم والعالم كله بهم أي ب8 أناس و كلب؛ :" إن الله ـ أحاط بما لديهم وأحصى كل شيئ عددا ".
إن الله اختار هذه الطريقة لإظهار عددهم لأنه لو كانت ازدادوا تسعا لها علاقة بالمكوث في الكهف لكان قول رب العالمين واضحا ولكان التركيب كالتالي . ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة و تسع سنين.ثم لما احتاج إلى إثبات القول ب " قل الله أعلم بما لبثوا" فكيف يمكن أن يبوح رب العالمين بحقيقة مكثهم في الكهف ويصرح أي كما يدعى 309.سنين ومباشرة في الآية التابعة لها يفندها بقوله:" قل الله أعلم نما لبثوا..."؟؟ إن تركيب الآية 25 يشبه إلى حد بعيد التركيب الوارد في سورة العنكبوت حول نوح (عس) إذ يقول الله سبحانه عز وجل في الآية 14 :
" ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" لماذا لم يقل العلي العظيم مباشرة 950 سنة أو عاما؟ لأن الإجابة هنا كما في الآية 25 من سورة الكهف هي عن شيئين مختلفين، فلنحرر عقولنا من تفاهات التحاليل الركيكة التي أظلمت نور ربنا ولننظر إلى عجب ما تحتويه الآيات من حِكَمٍ ربّانية، اتركونا أيها الإخوان، أيتها الأخوات نقارن بين هاتين الآيتين (الآية 14/العنكبوت) و (الآية 25 / الكهف):
" ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مائةٍ سنين....(الجزء الأول من الآية).
" فلبث فيهم ألفَ سنةٍ.... (الجزء الأول من الآية)
إن الإشارة الأولى التي يجب ذكرها في هذا المجال هي استعمال فعل لبث الذي له ارتباط عضوي في القرآن بظاهرة البعث، فكلما كان الحديث عن البعث إلا واسْتُعمِل فعل لبث لإظهار المدة السابقة للبعث:" قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين* قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادّين* قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون* المؤمنون 112/113/114. يمكننا إذا القول أن نوحا (عس) خلال حياته التي دامت 950 سنة قد بُعث وأُرْجِع إلى أهله 5 مرات وفي كل مرة دامت مدة دعوته 10 أعوام ( إن السنة هي المفهوم العددي ل12 شهرا) أما العام فهو مرتبط بالحدث: نقول مثلا ازداد فلان سنة 1960، أما إذا ربطنا ولادته بحادث معين فنقول ولد فلان عام المجاعة أو الطوفان، كما نقول ولد الرسول (ص) عام الفيل وليس سنة الفيل (رغم أن سورة الفيل لا تقول لنا شيئا عن ولادة الرسول (ص)). إذا الخمسين عاما المذكورة في الآية 14 من العنكبوت تشير إلى حادث الدعوة النوحية 5 مرات × 10 أعوام=50 وكان نوح (عس) كلما بُعِثَ من جديد ورجع إلى قومه وجدهم على أمر آخر وهذا ما تثبته كذلك الآية 23 من سورة نوح :" وقالوا لا تذرنّ ءالهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث و يعوق ونسراً" ( آلهة عربية) وفي كل مرة يجدهم على دين آخر وعلى عبادة إلاه آخر( 5 مرات ؛ 5 آلهة).والدليل الثاني على أن نوحا (عس) بعث مرات عديدة يشار إليه في الآيات التالية:
5 ـ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا
6 ـ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا
7 ـ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
8 ـ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا
9 ـ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا
إن الآيات المذكورة هنا تشير إلى أنه كان يحاول في كل مرة يُبْعَثُ فيها إلى قومه أن يجد استراتيجية جديدة مخالفة للمرة السابقة وهذا ما تظهره الكلمات أو المعاني التي جاءت في هذه الآيات :
الدعوة : ليلا / نهارا/ جهارا / إعلانا / إسرارا : 5 استراتيجيات
الآلهة: ودّاً / سواعاً / يغوث / يعوق / نسراً: 5 آلهة
الإستجابة: الفرار / الأصابع في الآذان / استغشاء الثياب / الإصرار / الإستكبار: 5 معاصي
والدليل الثالث على أن نوحا بُعِثَ إلى قومه مرات عديدة يتجلى في دعاءه عليهم في الآيات 26 و27
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
أي يتوارثون الكفر فلا خير في آبائهم ولا فيهم ولا في أحفادهم. فنوح (عس) عاش هذا التسلسل في الكفر فقد أرسل للسابقين ولللاحقين فتعاقب الأجيال لم يغير شيئا من كفرهم وهذا هو السبب الذي أدى به إلى هذه الخلاصة المُرَّة: لَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً.
فلنعد إلى موضوعنا ونقول بشهادة الآيات أن " إلاّ خمسين عاما " لا تعني انقص 50 من الألف لتجد 950 كما لا تعني :" وازدادوا تسعاً" أضف تسعة إلى 300 لتصبح 309 وإن ادعينا هذا فقد افترينا على الله ولم نقدره حق تقديره وبالتالى لم نفهم حكمته
إذا فالسؤال المطروح حاليا هو: ما مدة مكث أصحاب الكهف في كهفهم؟.
1 ـ للتقرب من هذه الحقيقة يجب أن نبحث عن الفرق بين الضرب على الآذان وبين البعث وهذا يعني أولا الفرق بين الآية 11 والآية 12 :
" فضربنا على ءآذانهم في الكهف سنين عددا" و " ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا"
= 1133+110+798+90+136+170+79+=2516 (الآية 11)
= 540+668+220+11+108+109+71+539+46=2312 (الآية 12)
فالفرق بين بداية الرقود أو الضرب على الآذان = 2516
والبعث = 2312 هو كالتالي : 2516-2312= 204
2 ـ فإن أخذنا 204 وأضفنا إليها العنصر × الذي هو 300 سنحصل على 504 = 9 أصحاب الكهف، أما إذا أحذنا 204 وأضفنا إليها العنصر × و9 فسنحصل على 204+300+9=513=3+1+5=9
3 ـ 2516 =6×1×5×2=60 ؛ و 2312=2×1×3×2=12
أي 60+12=72=7+2=9
جزء الآية 22 ...ربي أعلم بعدتهم= 212+141+521=874=4+7+8=19=9×1=9
جزء الآية 26 الله أعلم بما لبثوا = 66+141+43+539=789=9×8×7=504= 9
فما دام العدد 504 متعلق بالإقامة بالكهف فلنأخذه وننقص منه العنصر× 300 أي
504-300= 204 وهذه هي مدة إقامتهم التي حصلنا عليها كفرق بين الآية 11 والآية 12.
فكنتيجة لهذا الجهد يمكننا القول بناءا على علم الرحمان الذي علمنا ما لم نعلم أن أصحاب الكهف كانوا ثمانية وتاسعهم كلبهم. وبهذا نكون قد أُدخِلْنا في تلك الأقلية العالمة بعددهم.
أما مدة مكثهم فلا يمكن علمها إلا بالتقريب اعتمادا على الآية الكريمة " واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا"وبناءا على هذا فقد أعاننا الله على الإقتراب من هذا الرشد أي من حقيقة المكث أو المكوث في الكهف وهو 204 سنة وأتانا من لدنه رشد 504.
أما الآن فنعود آخر مرة إلى حساب الجُمل لنكتشف سر هذه الآيات.
إن حساب الجمل كما أشرنا إلى ذلك من قبل يتجلى في إعطاء قيمة عددية لكل حرف على حدى:
الحرف أ=1 الحرف المقابل ت = 400
الحرف ب=2 الحرف المقابل ش = 300
الحرف ج=3 الحرف المقابل ر = 200
الحرف د=4 الحرف المقابل ق = 100
الحرف ه=5 الحرف المقابل ص = 90
الحرف و=6 الحرف المقابل ف = 80
الحرف ز=7 الحرف المقابل ع = 70
الحرف ح=8 الحرف المقابل س = 60
الحرف ط=9 الحرف المقابل ن = 50
الحرف ي=10 الحرف المقابل م = 40
الحرف ك=20 الحرف المقابل ل = 30
الحرف ل=30 الحرف المقابل ك = 20
الحرف م=40الحرف المقابل ي = 10
الحرف ن=50 الحرف المقابل ط = 9
الحرف س=60 الحرف المقابل ح = 8
الحرف ع=70 الحرف المقابل ز = 7
الحرف ف =80 الحرف المقابل و = 6
الحرف ص = 90 الحرف المقابل ه = 5
الحرف ق = 100الحرف المقابل د = 4
الحرف ر = 200الحرف المقابل ج = 3
الحرف ش = 300 الحرف المقابل ب = 2
الحرف ت = 400 الحرف المقابل أ = 1
ف 200= ر 4= د و العنصر × أي 300= ش فإن جمعت هذه الأعداد حصلت على 504 = رشد = 200 ر 300 ش 4 د
أو من الآية 25 نفسها حسب القيمة المقابلة:
وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَاٌزْدَادُواْ تِسْعاً ٭۲٥
ولبثوا في كهفهم 3 ، 100 سنين وازدادوا 9 " مع الإشارة إلى 300 المسموعة عند قراءة الآية.:
3=ج وقيمتها المقابلة= ر=200 ثم 100= ق وقيمتها المقابلة= د=4 وأخيرا العنصر × 300= ش الذي يجب أخذه كما هو لأنه محور الحساب ولأنه في الحقيقة الرقم المسموع والمقياس الخفي وبهذا نصل أيضا إلى نفس النتيجة رشد
والسر هو رشد أو الرشد. وهذا هو موضوع سورة الكهف.والرشد أيها الإخوان أيتها الأخوات هو من عند الله :" ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفين" الأنبياء 51/52 .
إذا وكنتيجة نهائية لكل هذا يمكننا القول وبكل اعتزاز بالمرشد الواحد الأحد أن:
" أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم 204 سنين وكانوا ثمانية وتاسعهم كلبهم"
والحمد للله الذي آتانا رُشْدَنَا وهَدَانَا سُبُلَهُ.