[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أسرارالقرآن
سر :9
تفسير جديد للفصل الأول من سورة الكهف
باسم الله الرحمان الرحيم رب السماوات و الارض وما بينهما رب العرش العظيم، ربي و رب اباءى الاولين، لا إلاه الا هو و لا إلاه غيره، سبحانه تعالى وبحمده وتقدس إسمه وتعالى جده وجل ثنائه وتباركت كلماته و صفاته ولا إلاه غيره ولا حول ولا قوة الا به و صلى الله و سلم وبارك على سيد الخلق و خاتم النبيين.
اما بعد ايها الإخوان المسلمون في كل بقعة من بقاع هذه الارض،السلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاته.
.إخواني و أخواتي: إن سر قرآننا الكريم شئ عظيم لم يكتشف بعد رغم محاولات كثيرة من طرف علماء و فقهاء ومختصين في الدراسات القرآنية. فوراء كل آية ووراء كل كلمة ووراء كل سورة يكمن سرمعين، وعلى اختلاف اللذين يحكمون القرآن اليوم و يوجهونه حسب أهوائهم ومصالحهم يجب أن نشير الى أن قراءة القرآن يجب أن تتم من داخله أي أن أي تفسير للقرآن لا بد وأن يأخذ بعين الإعتبار النص القرآني قبل كل شئ و قبل أن نغوص في عالم أسباب النزول.
إن أغلبية المسلمين يقرؤون القرآن قراءة سطحية و جامدة ولربما يرتلون آياته بأصوات عذبة ترتاح لها آذان السامعين ولكن دون تدبر آياته ومعانيه و ما اختفى من أسرار خلف سطوره.
إن قراءة القرآن يجب أن تتم بعين القلب، بعين الرحمان، بعين العقل وليس بأعين ترى الألوان ولا تستطيع التمييز بينها أو ترى جواهر ولا تراعي قيمتها ولا تنبهر بلمعانها لأنها ترى في لمعان الجواهر زجاجا عاديا لا قيمة له.
يا أيها المسلمون لقد حان أوان فتح كنزنا وإخراج جواهره و التحلّي بزينتها؛ فتح كنز القرآن وفهم محتوياته وترقيم معطياته ومفاهيمه وتذوق حلاوة معانيه. ولتفادي التكرار و إعادة ما لا نفع فيه، أريد أن أوصيكم وإياي بأخذ القرآن الحكيم و فتحه و التمعن فيه؛ بل اتركونا نفعل ذلك الآن؛ نفتحه ونقرأه بتأنّي و تأمّل.اقرأوه أيها الإخوان، أيتها الأخوات في أنفسكم دون ضجيج الجماعات؛ اقرؤوا آياته وكأنكم في مدرسة الرحمان، اتركوا الآية تأخذ مكانها حيث أراد الله لها في أنفسكم و في قلوبكم
و دون العجلة، اتركوا الآية تكرر نفسها في ذاتكم وتخترق جوارحكم وتكون بينكم وبينها وحدة كاملة.
استوعبوا إخواني أحواتي السورة آية آية و بعد كل آية أو جزء منها استمعوا لهذا التفسير الذي سأقدمه بين أيديكم بمشيئة الرحمان. اتركونا نستخرج جواهر كنزنا واحدة واحدة ونضعها في أيادينا الطيبة لكي ننبهر بلمعانها وجمالها وتفرح بها قلوبنا وترتاح لها أرواحنا ولنأخذها معنا و نسأل عنها يوم القيامة فنخرجها ونضعها في أيدي الرحمان فيثقل بها موازيننا.
أيها الإخوان أيتها الأخوات، سوف لا نفرض على أنفسنا فتح القرآن من أوله واتباعه سورة سورة وإنما سنعطي لأنفسنا حرية الإختيار فنأخذ سورة من أوله أو وسطه أو آخره وكما قلنا فإن الجواهر توجد في الكنز كله وأينما وضعت يدك لمست لطافتها وأينما رأيت صادفت عيناك لمعانها.
أتركونا أيها الإخوان أيتها الأخوات نبدأ بسورة أثارت صراعات ونزاعات كثيرة وهي سورة الكهف.
اتبعوني جازاكم الله؛
قبل تفسير الجزء الأول المتعلق بأصحاب الكهف يجب أن نعلم أن هذا الجزء أنزل بسبب صراع كان قائما بين النصارى او بين فئات نصرانية حول أهل الكهف وعددهم وأسمائهم ومدة مكثهم في الكهف، وكان هذا الصراع قائما منذ زمن بعيد ولكن آثاره كانت موجودة وبقيت حية وعايشها الإسلام مما أدى بهذا الأخير إلى التدخل وبالتالى إلى البث فيه وأخد موقف منه.
إن ما يهمنا في هذا الحدث هو الموقف الإسلامي منه وليس النظرة المسيحية إليه لأن هذه الأخيرة يمكن مراجعتها في كتب النصارى أو في شبكة الإنترنيت فيكفي أن تبحث عن أهل الكهف أو عن سورة الكهف لإيجاد ما يكفيك في معرفة قصتهم. ويمكن تلخيص قصة أصحاب الكهف حسب المنظور المسيحي في النقط التالية:
• تمت ملاحقة أصحاب الكهف في عهد القيصر (ديسيوس) 249-251
• مقر المدينة التي عاش فيها الفتية توجد بتركيا و تدعى (إبفزوس) آثارها لا زالت موجودة الى حد الآن جنوب مدينة إزمير.
• إن مدة مكثهم في الكهف تتراوح بين 176 سنة أو 200 أو 309 أو ما يزيد و القرآن أثبت أيضا وبطريقة ذكية مدة مكثهم في الكهف و هذه المدة ليست كما يظن الجميع .309
• كان عددهم سبعة وثامنهم كلبهم حسب ادعاء النصارى و كذلك حسب اعتقاد أغلبية أئمتنا مما يفسر أنهم يدعون في كل اللغات بعددهم مثل
• Sieben Schläfer , seven sleepers, les septs dormeurs
• إن هذا ما يثبت أيضا مفهوم الرقيم في الآية التاسعة من سورة الكهف، أي أن الفتية لم يكونوا يدعوا بأسمائهم وإنما عرفوا ودعوا منذ القدم بعددهم وقيل لهم السبعة.
• تم بعثهم في عهد القيصر البيزنطي المسيحي (تيودوسيوس) 408-450
• بعد اكتساف أمرهم وثبوت حقيقة أمرهم تم بناء كنيسة بأمر من القيصر على الكهف تكريما لهم.
إن سبب رقودهم وإيقاضهم هو إثبات حقيقة البعث، هذه الحقيقة التي كانت نقطة نقاش وبالتالي
نقطة رفظ لدى بعض الفئات المسيحية الشئ الذي أدى حسب بعض الأطروحات المسيحية الى التشكيك في العقيدة. و الإسلام كذلك أثار قصة أصحاب الكهف لتفنيد هذا الإدعاء و تصحيح العقيدة بإثبات البعث و قدوم الساعة.
إن قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم تتلخص في18 آية؛ من الآية 9 إلى الآية 26 :
أََمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ اٌلْكَهْفِ وَ اٌلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ ءَآيَاتِنَا عَجَبًا ٭٩
ا
الآية رقم تسعة لا تقول لنا شيئا عما يدعيه الكثير من الأئمة بقولهم أن أسباب نزول هذا الفصل من سورة الكهف راجعة إلى أن قريش أرادت إعجاز رسول الله (ص) فأرسلت رجلين إلى المدينة للإتصال باليهود و طلبوا منهم الإعانة في مواضيع تعجز الرسول وتفضح أمره وتفند دعوته وتظهر جهله وجهل هذا الإلاه الذي يدعو إليه. فاقترح عليهم اليهود مواضيع غيبية مثل أطروحة أصحاب الكهف وذي القرنين إلخ. وهذا كله هراء لا فائدة من ورائه ويثبت فقط عجز الكثير على تفسير الآيات دون وجود سبب أو أسباب لنزولها. إن القرآن قادر على تفسير نفسه بنفسه وأن الله سبحانه وتعالى ليس في حاجة لسبب دنيوي يدعوه لإنزال آياته وأحكامه وحكمه على عباده.
فالحديث عن أسباب النزول قد يؤدي بنا إلى اتجاه آخر لا نريد مناقشته في هذا الطرح و قد نخصص له درسا تاليا إن أراد الإخوة لإظهار الأهداف الكامنة وراء الإدعاء الباطل القائل أن هناك أسباب نزل من أجلها الكتاب.
فلا نستمر في مناقشة أسباب النزول إن كنا نؤمن حقا بأنه قرآن مجيد في لوح محفوظ سابق لكل سبب في نزوله. فما في اللوح المحفوظ أنزل لتغيير الأسباب و ليست الأسباب هي التي أدت إلى نزوله.
فلنعد إلى الآية التاسعة: إن الصراع كان موجودا في قرية الرسول (ص) بمكة وحولها و في اللقاءات
و في الندوات، كان الموضوع قائما بين نصارى مكة ولم يذهب أحد إلى المدينة لكي يأتي بقصة أهل الكهف إلى مكة؛ إن أهل الكهف موضوع نصراني وأن محمد (ص) كرسول جديد لا بد وأن يعطي رأيه وأن يأخذ موقفا من هذا الصراع لإفشال كل محاولة نصرانية تفتن الأقلية التي آمنت بالدين الجديد.إذا فالآية تثبت سابق علمه بهذا الموضوع وذلك باستعمال كلمة "أحسبت" و "عجبا" والمعنى من هذا هو أن الرسول(ص) كان طرفا من أطراف النزاع وأن هذا يدخل في إطار النزاعات الدائرة بين أهل الكتاب في مكة و الرسول (ص) والتي تجلت في سور أخرى كثيرة تثبت حدة الصراع بين الدين الجديد وبين النصارى وليس كما يُدّعى بينه وبين قريش لأن الآيات الثمانية الأولى من السورة تثبت أن الإنذار موجه إلى اللذين قالوا اتخد الله ولدا.
أفحسبت تعني أنك تعلم محتوى هذا الصراع وأنك فكرت واستفتيت فيهم آخرين وأخدت موقفا من هذا الصراع لم يتعدى حدود العجب وأنك قد امترت وأعطيت رأيك و نظرتك فيه وهذا ما توضحه الآية22 و23 لا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا و لا تستفت فيهم منهم أحدا ولا تقولن لشئ إني فاعل ذالك غدا.أو حين يؤمر بأن لايقول إلا ما يوحى إليه: واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك......وكل هذا يبين أن المسلمين كانوا مضطرين لخوض هذا الصراع التيولوجي أو الديني وإثبات أن الدين الجديد قادر على الحسم و البث في هذا الصراع بإعطاء موقفه الخاص منه.
إن ذكر حسبت هي دليل على اعتقاد خاطئ و القرآن يثبت هذه الحقيقة في أماكن عدة، و المعنى لا يختلف أبدا، فاتركونا انطلاقا من الإقتناع الراسخ أن القرآن يفسر نفسه بنفسه ندور دورة خفيفة حول معاني هذه الكلمة وكذلك حول معاني كلمة عجبا داخل القرآن لاستنباط القصد من هذه الآية:فحسب على اختلاف تصريفها تعني دائما "الإعتقاد الخاطئ"
أما عجبا فتستعمل لإظهار"رفض حقيقة أو حدث باستهزاء ودون فهم الأبعاد من وراء حدوثه"
فحسب تأتي مرتين في سورة الكهف والمعنى واحد:
وتحسبهم أيقاظا وهم رقود.....18
أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء.... 102
أم حسب الذين اجترخوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم و مماتهم ساء ما يحكمون.الجاثية 21
أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين*نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. المؤمنون 55/56
ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه اللأبصار. إبراهيم 42
ولا يحسبن الذين يبخلون مما آتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة وللله ميراث السماوات والأرض و الله بما تعملون خبير. آل عمران 180
ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين.
أل عمران .178
فكل هذه الآيات واضحة وتبين أن هناك اعتقاد خاطئ يجب تفنيده و بالتالي تصحيحه,
أما كلمة عجبا فهي مرتبطة في القرآن بعدم التصديق بحقيقة معينة سواء تعلق الأمر بالتنزيل أو البعث أو بآية تخترق قوانين العالم الحسي الخ...
ٌقالت يا ويلتي أءلد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشئ عجيب. هود 72
أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون.الأعراف 63
وأعيدت على لسان هود في الآية 69
أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين. يونس 2
ق والقرآن المجيد*بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شئ عجيب*أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد. ق 1/2/3
وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذّاب*أجعل الآلهة إلاها واحدا إن هذا لشئ عجاب. ص 4/5
بل عجبت ويسخرون*وإذا ذكّروا لا يذكرون*وإذا رأوا آية يستسخرون*وقالوا إن هذا إلا ساحر مبين*.الصافات 12/13/14/15
وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أءنا لفي خلق جديد أولائك الذين كفروا بربهم وأولائك الأغلال في أعناقهم و أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون. الرعد 5
, كما نلاحظ من خلال هذه الآيات أن الجمع بين أحسبت و العجب دليل على أن هناك فهم خاطئ وجهل بالقصد من حقيقة معينة. وإذا عدنا إلى الآية تسع من سورة الكهف يمكن أن نستنبط أن الرسول (ص) كان فهمه ونظرته واستعابه للقصد من قصة أهل الكهف قاصرا ومبنيا على الاعتقادات الخاطئة التي كانت تملأ السوق النظري النصراني آنذاك. ولتصحيح هذا الاعتقاد لخص الرحمان في الآيات حتى (15) مضمون القصة: من هم؟ ولماذا تم اختيارهم؟.
نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى(13). فالحق في نبإهم تسمعه منا وهو حق يمحي الإاعتقاد الخاطئ وينفي العجب حول أمرهم لأن الأمر بسيط فهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربّنا ربّ السماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلاها لقد قلنا إذا شططا(14) فالزيادة في الهدى هي الربط على القلوب، و الربط على القلوب يعمق الإيمان وهذا ما يقوله ذو العزة و الجلال عن أم موسى(عس) في سورة القصص:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين(10)
فإذا ربط الله على قلبك فاعلم أن إيمانك لا رياء فيه وأن الفراغ الروحي والحيرة والخوف الذي كنت تعيشه قد تم خلعه. فالربط على القلب هو عكس الطبع عليه؛ الأول يؤدي إلى الإيمان والرشد واليقين أما الثاني فيؤدي إلى الإلحاد والكفر والغفلة وأن تقول على الله شططا(كذب وافتراء).
فلما زادهم ربهم هدى وربط على قلوبهم و أعطاهم القوة الإيمانية على الإباحة بما آمنوا به:
إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلاها "الإيمان سابق على الشهادة"
فإن ادعينا أو دعونا غير هذا فقد قلنا على الله شططا مثل قول الشيطان على الله بشهادة الجن:
قل أوحي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا*يهدي الى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا*وأنه تعالى جدّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا*وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا. الجن 1/2/3/4
وبذكر سورة الجن لا بد وأن نشير إلى نقطة مهمة في هذا الإطار وهي أن سورة الجن حسب تكوينها ومحتواها وتركيب كلماتها وأواخر آياتها؛ لا تترك مجالا للشك في علاقتها وارتباطها بسورة الكهف وبأواخر سورة مريم.
فإن تفحصت في السورتين معا أي في الكهف وفي الجن ستجد نقط الإلتقاء بينهما كثيرة وهذا الإلتقاء يتجلى في المفاهيم التالية:
عجبا ـ أحدا ـ رشدا ـ ولدا ـ شططا ـ ملتحدا ـ عددا ـ أمدا ـ أبدا ـ كذبا ـ صعدا/صعيدا ـ نفر/نفرا ـ أحصى ـ أحاط ـ إلخ... ثم في المضمون المتعلق بالغيب، فسورة الجن قد تكون استمرارا للكهف أو جزءا منها.
وهذا الإرتباط العضوي بين السور يمكن ملاحظته أيضا إن تدبرت الآيات بعين الرحمان بين مثلا: طه والنجم أو بين الإسراء والمزمل أو بين القمر والمدثر أو بين يوسف وغافر أو بين القصص و العنكبوث أو بين النمل و الرعد أو بين الجن و الأحقاف الخ...لكن لا ندحل الآن في هذا الإرتباط الذي يعطينا تفسيرا عميقا وترتيبا صحيحا لقرآننا الكريم؛
لأن البحث في هذا المجال هو بحث خاص ويتطلب مساهمة كثيرة من الإخوان وتمويلا ماديا لا بأس به من طرف الذين تتعطش قلوبهم للمعرفة الحقة لربهم ودينهم وقرآنهم.
فالآيات السابق ذكرها من سورة الجن وخاصة الثالثة والرابعة تفسر مضمون مفهوم الشطط و هو الإدعاء بأن الله اتخذ ولدا. فالشطط هو تلك الكلمة الكبيرة التي خرجت من أفواه الذين جعلوا للله ولدا؛
فكِبروخطورة هذا الإدعاء الوارد في الآية الخامسة من سورة الكهف:"مالهم به من علم ولالآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا". فلا يمكن تقدير كِبرَ السفاهة وعظمة الشطط في هذه الكلمة إن لم نقرأ ما جاء في سورة مريم في الآيات التالية:"وقالوا اتخذ الرحمان ولدا*لقد جئتم شيئا إداّ*تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداّ*أن دعوا للرحمان ولدا*وما ينبغي للرّحمان أن يتخذ ولدا*مريم 88/89/90/91
هنا نرى أن كبر الإدعاء هذا يعادل كارثة طبيعية لا يبقى من ورائها شئ. ونحن نؤمن في قرارة أنفسنا أن ليس هناك تفسير آخر كيفما كان نوعه وأياما كان صاحبه بقادر على إظهار دلالة الآيات القرآنية غير القرآن نفسه.فالقرآن يفسر نفسه بنفسه أأحببنا ذلك أم كرهناه؛ وهذه الحقيقة أيها الإخوان أيتها الأخوات تخيف الكثير من أئمتنا؟؟؟
أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم...(الرقيم) هذه الكلمة التي عجزأئمتناعلى استنباط المعنى الحقيقي لها الشئ الذي أدى بأغلبيتهم إلى الدخول في متاهات لا دعوى لها؛ فالبعض ادعى أن الرقيم إسم الكلب والبعض الآخر جعل من الرقيم الوادي الذي يوجد فيه الكهف أما الفريق الثالث فاعتقد أن الرقيم هو ذلك اللوح الذي دُوِّنت عليه قصة أصحاب الكهف والذي أخفاه كاتباه تحت الحجر بباب الكهف ووجدة قِسُّ المدينة حين بُعِث فتية الكهف.
إن الرقيم هي الإشارة التي اختارها الرحمان وهي تعني العدد، إن أهل الكهف منذ البداية ومنذ ظهور قصتهم لم يُدْعوا أبدا وإلى يومنا هذا بأسمائهم وإنما بعددهم، فالنصارى إلى يومنا هذا يذكرونهم كعدد ودون الإشارة إلى أسمائهم فيقولون السبع النوم أو النائمون. إن القرآن عرّفهم بأهل الكهف حتى يعلم المسلمون ما القصد من وراء النائمين أما السبع فاختيرت لها لفظة الرقيم لأن الإسلام ينفي العدد سبعة.
Sieben Schläfer , ف أهل الكهف والرقيم هي الفهم العربي و الترجمة العربية للسبع النائمين seven sleepers, les septs dormeurs
إن كلمة الرقيم مشتقة من لفظ الرقم مثلها مثل لفظة مرقوم في سورة المطففين آية تسعة و الآية عشرون فهي كذالك تأخذ أصلها من رقم وكمثل آخر حين نقول قرين او قرون أو قارون أو ذي القرنين فإن كل هذه الكلمات لها أصل واحد وهو قرن. إن أهل الكهف كانوا ولا زالوا يحملون رقما أو عددا عرفوا به.فإن اكتفيت فقط بقول أصحاب الكهف فكأنك تقول النائمون وهذا جد عام ولا يؤدي الى ما نحن بصدده. أما إذا قلت أصحاب الكهف والرقيم (العدد)/(المرقمون) فالكل يعلم أنك تقصد السبع أو الثمان النائمون ولذى النصارى لا داعي إلى إضافة الكهف ليفهم من هم أما بالنسبة للعرب و المسلمين المتأخرين عن الصراع الذي دار حولهم فكان لا بد من ذكرالكهف حتى يتم الفهم.إن ترقيم أهل الكهف هو تعريف لهويتهم.
إِذْ أَوَى اٌلْفِتْيَةُ إِلَى اٌلْكَهْفِ فَقَالُواْ رََبَّنَا ءَاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ٭١٠
إن هذه الآية هي تقديم وتعريف للآية 16التي هي في حد ذاتها استجابة وإجابة لدعاء أصحاب الكهف فتمعن أخي المسلم هنا في هذا الإتقان اللغوي وهذا النظام الرباني:
وَإِذِ اٌعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّلهَ فَأْوُۥاْ إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمِْركُمْ مِرْفَقاً ٭١٦
انظر إلى العلاقة بين الآيتين: حوار بين الفتية والرحمان؛ آوى الفتية إلى الكهف ودعوا الله أن يأتيهم من لدنه رحمة وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدا ـ دعاء تمت الإستجابة له بالرحمة و الرشد في الكهف ذاته: فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا (مخرجا و مسلكا).
ولاحظوا أيضا أن الإستجابة لدعائهم لم تتم لمجرد أنهم آووا إلى الكهف؛ فالهروب والإيواء إلى الكهف فقط لا يوضح سبب الإسجابة. لكن إذا تمعنا في إجابة الرحمان في بداية الآية 16نفهم لماذا؟ فالله عز وجل يقول ـ وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله ـ فالقرآن أيها الإخوة لا يخرج عن الخط الذي وضعه منذ البداية فاعتزال المشركين سبب في هبة الرحمة الربانية؛ وهذا نجده ثابتا في قوله عز وجل عن إبراهيم (عس) في سورة مريم مثلا في الآيات التالية: "قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا* وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا* فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاّ جعلنا نبيا* ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا* إن اعتزال الشرك والمشركين هو في حد ذاته المحرك القوي لرحمة رب العالمين.
فَضَرَبْنَا عَلَى ءَاذَانِهِمْ فِي اٌلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ٭١١
هذه الآية 11 هي تلخيص وتقديم للآيات 17 و 18
۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُعَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ اٌليَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ اٌلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوِةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ الَّلهِ مَنْ يَهْدِ الَّلهُ فَهُوَ اٌلْمُهْتَدِۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً ٭١۷
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اٌلْيَمِينِ وَذَاتَ اٌلشِّمَالِۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِاٌلْوَصِيدِۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ٭١۸
" فضربنا على آذانهم "إن الحق سبحانه اختار أفضل التعبير لإثبات النوم العميق وهو الضرب على الآذان لأننا وكما نعلم أن الضجيج يوقظ من النوم؛ فالسمع مسؤول عن نومنا والدليل على ذلك هو ما نعيشه يوميا فإننا نثبت المنبه على وقت معين في الصباح ونستيقظ كيفما كان عمق نومنا مباشرة بعد سماع جرس الساعة يدق للذهاب الى العمل. فالضرب على آذان الفتية هنا قد يكون له أيضا معنى عميق وهو إدخالهم في حالة غيبوبة، تلك الغيبوبة التي نعيشها بمقدار خفيف وفي وقت قصير خلال العمليات الجراحية (الناركوز). فالآيات 17 و 18 يوضحان بطريقة علمية كيفية هذا الضرب على الآذان وما تم خلاله.فالآية 17تشير إلى كيفية الحفاظ على حرارة الأجسام خلال هذا الرقود الطويل الأمد؛ إن الشمس في شروقها وفي غروبها تلقي أشعتها الدافئة على حجر الكهف الذي بدوره يستوعب الحرارة ويعكسها على ما يحيط به.وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على حرارة كافية داخل الكهف لبقاء أجسام الفتية دون أن يتعرضوا لتقلص وجمود الأعضاء. أما الآية 18 فتشير إلى تكليف ملائكة بتقليب الأجسام يمينا وشمالا حتى لا تبقى كل هذه المدة على هيئة واحدة الشئ الذي يؤدي حتما إلى تلفها. إن الحفاظ على حرارة الأجسام وتقليبها خلال الرقود هو بالضبط ما يتم القيام به في الطب المعاصر مع الحالات المصابة بما يسمى ( بالكوما)، إن مراقبة حرارة أجسامهم هي في حد ذاتها مراقبة للضغط الدموي وبالتالي الحرص على استمرارية عمل القلب، أما تقليب الأجسام فهو يشكل علاقة مباشرة بالراقد حتى لا تصاب الأعضاء بالركود التام وتحجر الدم في الأوعية وبالتالي بالنثن والتلف.هذا من الناحية البيولوجية أما من الناحية الإجتماعية وهذا أيضا كان يشكل خطرا على أصحاب الكهف فإن الله عز و جل أمر بوضعهم على هيئة تثير الخوف و الرعب لدى كلّ من خولت له نفسه الدخول إلى الكهف، لقد وضعوا على شكل مجموعة من قُطَّاع الطرق الذين يتخدون المغارات والأودية كسكن لهم" لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا".
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَََََمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لََبِثُوَاْ أَمَداً ٭١۲
لآية 12 تلخص ما ورد في الآيات 19 20 و21
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاَءَلُواْ بَيْنَهُمْۚ قَالَ قَاَئِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْۖ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍۚ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوَاْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِےَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ٭١٩
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أََوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوَاْ إِذاً أَبَداً٭۲٠
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوَاْ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَاَ إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْۖ فَقََالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناًۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَسْجِداً٭۲١
و تشير أيضا إلى التحدي في إحصاء مدة مكثهم في الكهف، فالبعث المشار إليه هنا هو البعث الدنيوي الذي رمز إليه على أنه استيقاظ من رقود عميق (كوما) فالرقود في نضرنا ليس هو النوم العادي الذي نعرفه في حياتنا اليومية. لقد تم إيقاظ الفتية ثم بدأ الجدال والحديث بينهم حول مدة رقودهم وكذلك أُخِذ القرار بإرسال (بعث) أحدهم إلى المدينة للبحث عن قوت حلال لهم وأن يأخذ حذره حتى لا يُكْتَشَفَ أمرهم. وكل هذا الحوار الدائر في هذه الآيات ما هو إلا لإثبات استمرارية مؤكدة في تصرفاتهم وتفكيرهم و تخوفاتهم. إن بعثهم هذا في واقع آخرلم يغير شيئا فالكل أُرْجِعَ إلى الحالة الأولى أي قبل الرقود الشي الذي يفسر لنا النقاش الذي يدور بعد كل بعث والذي نجده في القرآن كله وفي أماكن متعددة حيث يطرح السؤال:" كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم" أو مثلا:" قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين* قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين* قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون* 112/113/114 المؤمنون.
إن بعض الأئمة حاولوا استنباط عدد أهل الكهف من الآية 19 بقولهم أن الجمع في اللغة الغربية يبدأ بالثلاثة ولهذا اعتقدوا أن : قال قائل أي واحد ثم لفظتي قالوا في الآية تعني 3 + 3 = 6 :"...قال قائل منهم = 1 ...قالوا لبثنا = 3 .يوما أو بعض يوم قالوا= 3 ربكم أعلم بما لبثتم..." وهذا في نضر هؤلاء الأئمة دليل على أن عددهم هو 7 أي قائل + قالوا + قالوا = 1+3 + 3= 6 .
=3 و قال في الآية 114 = نفس الشخص الذي تحدث في الآية 110 إذا عددهم 4 فهذا خطأ لأن الجمع هنا أو في سورة الكهف قد يكون 3 أو ما يزيد.وسنرجع لهذا بعد قليل.
لكن شائت القدرة الإلاهية أن يعثر عليهم لغرض سابق عنده وهو إثبات وعده و إظهار حقيقة الساعة وهذا هو الهدف الأصلي من قصة أصحاب الكهف، لكن بدل الإيمان و التشبت بهذه الحقيقة وفهم الغرض منها والعمل للدار الآخرة دخل قوم أهل الكهف والتابعون لهم في صراع ونزاع حول عددهم ومدة مكثهم. وابتداءا من الآية 22 ندخل في الجزء الثاني الذي أشرنا إليه سابقا وهو الرقيم أو الترقيم.
لقد أوضح العلي العظيم في الآيات 9 إلى 21 من هم أصحاب الكهف وماذا حدث لهم و بعثهم وموتهم وبناء مسجد على الكهف من طرف كبارهم وهذه إشارة غير مباشرة إلى العادات المسيحية في بناء الأضرحة والمساجد على قبور الأموات للصلاة عليهم والتبرك بهم. وابتداءا من الآية 22 إلى 26 فسندخل في إطار النزاع حول العدد أو في إطار الحساب وهنا أيها الإخوة و الأخوات ستتجلى أمامنا الحكمة الربانية:
سَيَقُولُونَ ثَلاَثةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماًَۢۢ بِالْغَيْبِۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌۗ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم مِنْهُمْ أَحَداً ٭۲۲
إن أئمتنا يدّعون أو يظنون أن وضوع رجما بالغيب بعد الأعداد 3 و رابعهم كلبهم، و5 وسادسهم كلبهم هي في حد ذاتها نفي لصلاحية هذه الأعداد وبالتالي او كنتيجة هي تثبيت للعدد الآتي من بعدها 7 وثامنهم كلبهم. فيقولون أن الله سبحانه وتعالى عما يصفون لا ينفي العدد 7 وهذا في رأيهم دليل على أنهم كانوا 7 وثامنهم كلبهم. لكن الخطأ الذي سقطوا فيه هو أن نفي العدد 7 موجود في قوله تعالى قل ربي أعلم بعدتهم: إذا العدد 7 مفند بطريقة ليِّنة مما يدل على قربه من العدد الحقيقي ومعنى هذا أن الله جل جلاله يضرب العددين الأولين 3 و 5 بحدة (الرجم بالغيب) لابتعادهم الشديد عن الحقيقة ولكن يضرب أيضا العدد 7 بلُيونة وينسب علم العدد إليه مما يقربنا إلى الحقيقة. ثم يضيف بعد ذلك أن هناك أقلية تعلم ذلك العدد:"...ما يعلمهم إلا قليل..." لإظهار أن البحث عن عددهم ودون إعطائه هو ما فوق 7 وثامنهم كلبهم. أما من تقوّل على ابن العبّاس أو على الرسول (ص) انه لما قرأ :"ما يعلمهم إلا قليل" قال أنا منهم كانوا سبعة؟؟ فهذا افتراء لأنه من غير الممكن أن يسقط الرسول(ص) أو ابن العباس فيما نهي عنه وفيما تدور حوله السورة بكاملها وهو الابتعاد عن الغرور دون العلم لأنه نوع من الشرك. فالرسول (ص) كان حقا على علم بعددهم لكن لم يبُح به لأحد كيفما كانت درجته لأن علم عددهم ومدة مكثهم في الكهف من خصائص الرحمان وهو وحده القادر على إدخال من يشاء في قائمة الأقلية العالمة بهذه الحقيقة.
إن الله سبحانه وتعالى أعطانا في الآية 22 كل الأعداد التي تم النزاع حولها و سَرْدُها في الآية يعتبر في حد ذاته نفي لصحتها لأن النزاع قائم حولها رغم خطئها. "ما يعلمهم إلا قليل.." تفتح لنا باب البحث عن عددهم الحقيقي فرغم أن عددهم بعلم الله فقد علمه أقلية أنعم الله عليها (نسأله عز و جل أن نكون منهم).
" فلا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا* إذا فبعد كل ما قيل لك وما علمت ما لم يعلمة إلا القليل عنهم، فلا تعد إلى الخوض في النقاشات النصرانية حول أهل الكهف ، ونحن كمسلمين نعلم بفضل الله المقصود من المراء أو الإمتراء أو الممارات وكل هذه المفاهيم لها قصد وغرض واحد وهذا ما نهي عنه الرسول (ص) في مواضيع كثيرة نذكر منها على سبيل المثال :
" فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكوننّ من الممترين* ولا تكوننّ من الذين كذّبوا بئآيات الله فتكون من الخاسرين" 94/95 يونس.
أو ما جاء في سورة الأنعام؛ آية 114 "أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا و الذين ءاتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزّل من ربك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين" فكل هذه الآيات توضح لنا أن الرسول (ص) لم يكن كما يريد أن يقدمه البعض لنا مجرد بوق يعيد ما أوحي إليه وإنما كان إنسانا طموحا يحب النقاش و الجدال ولم يكن يخاف من السقوط في الخطأ، فالصورة الإلاهيةأو اللاهوتية التي يحاول أن يسوقها منافقوا هذه الأمة عن الرسول(ص) هي صورة يفندها القرآن " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا*أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا* أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا* أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه,قل سبحان ربّي هل كنت إلاّ بشرا رسولا*90/91/92/93
وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْئٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً ٭۲۳
إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُۚ وَاذْكُر رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ٭ ۲٤
"ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا*إن الرجم بالغيب شرك لأن الإنسان يُدْخِلُ نفسه هنا في ميدان لا يلجه أحد غير الله، فإن ادعى الإنسان علم الغيب أو رجم بالغيب فيكون قد أشرك نفسه في شئ هو فيه هالك. إذا لا تدعي علم الغيب ولا تقل لشئ كيفما كان نوعه سأفعله غدا وغدا هنا تعني المستقبل البعيد، فالآية لاتشير فقط إلى غيب المستقبل وإنما أيضا إلى غيب الماضي باستعمال مفاهيم النسيان والتقريب.
إن المحور الأساسي لسورة الكهف يكمن في الآيتين 23 و 24 فسواءا أردت معرفة الماضي أو المستقبل فإنك مرغم على أخذ ما يسميه علماء الإحصاء أو الرياضيات ( العنصر × ) في عملياتك الحسابية وهذا العنصر المجهول و القادر إما على إثبات فرضياتك أو تفنيدها هو العنصر الإلاهي. إن الهدف الرئيسي من الآيتين هوتفادي الغرور في العلم بما هو خفي في الماضي أو في المستقبل وادعاء علمه 100%، إن الماضي و المستقبل لا يدخلان في إطار العيِّن مثل الحاضر الذي تقوم عليه العلوم الطبيعية مثلا. وهذا ما نجده في كل العلوم الأخرى التي لها علاقة بالماضي مثل التاريخ و الحفريات و الجيولوجيا إلخ أو العلوم التي لها علاقة بالمستقبل مثل علم الفلك أو علم التغيرات الطقسية، أو في الأبحاث المتعلقة بالإنسان ومصيره ( العلوم الإنسانية) إلخ فكلها تعتمدعلى نظرية الإحتمالات وهذا ما نلمسه في الحوار بين موسى (عس) وفرعون في سورة طه:" قال فما بال القرون الأولى"51 وهذا سؤال حول غيب الماضي السحيق، فكان جواب رسول الله موسى في مستوى ما يوصي به الله في سورة الكهف إذ أجاب:" علمها عند ربي في كتاب لا يضلّ ربي ولا ينسى".إن علم الماضي والمستقبل في كتاب عند رب العالمين لا يطلع عليه أحد، إنه من اختصاصاته عز وجل. فإن أردت الحسم في شئ ماضي أو مستقبلي فإنك لا تعلمه إلا بالتقريب فإذا وجدت كل المعطيات، وأثبتت النظرية المقترحة كل الفرضيات المطروحة وثبتت الأسباب و العلل المؤدية لوقوع الحدث فإن حتمية وقوعه قد تصل إلى 70% حسب نظرية التقريب أو الإحتمال المشار إليها في الآية 24.. و اذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا"وقولك بالتقريب يبعدك عن الرجم بالغيب لأنك لم تجزم في الأمر وإنما تركت 30 % لتدَخُّلِ أسباب خفية لا يعلمها إلا الله. فالإنسان قد يعلم أسبابا معينة تؤدي إلى الحدث ولكن هناك جزئيات خفية تتدخل في الأسباب وتؤدي إلى وقوع حدث آخر غير المنتظر أو وقوع الحدث نفسه بطريقة أخرى غير الطريقة المنتظرة. وعلم الأسباب هو الذي ذكره الحق في المثل الثالث من سورة الكهف حول موسى ورحلته بحثا عن علم الغيب أو في المثل الرابع حول ذي القرنين، يقول الخالق جل جلاله على لسان ما أسماه عباقرتنا بالخَضِر؟؟؟: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خُبرا " قال إنك لن تستطيع معي صبرا، لأن ما ستراه وتعيشه في هذه الرحلة خارج عن نطاق علمك ومفاهيمك وطاقة عقلك وخارج عن قوانين هذا العالم لأنه ينقصك ذلك العلم الخفي، تنقصك الإحاطة بالخبر، علم الأسباب الخفية وهذا ما وقع فعلا لموسى؛ إنه لم يستطع فهم ما وراء تصرفات عبد الله الذي كان يتصرف بإذنٍ و بأمرٍ من الله : " وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا".فأما ذو القرنين فإنه كان يتصرف بمعرفة سابقة للأسباب الخفية وأن الله عز وجل " أحاط بما لديه خبرا"وبمعرفة هذه الأسباب الخفية أعطاه الله حق التصرّف و الاختيار علما منه على أنه لايمكن أن يخطئ:" قلنا ياذا القرنين إ ما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حُسناً"
المهم أن المقصود من السورة كلها هو أن الإنسان له قدرات محددة وعقله عاجز عن الوصول إلى حدود الغيب فإنّه من المستحيل الحسم في الماضي البعيد أو المستقبل البعيد ب 100 % لأن الإنسان لا يعلم العلة الأولى. فكل محاولة للتنبأ بهذين البعدين لا يمكن الوصول إليه إلا بالتقريب اعتمادا على المشيئة و الهداية الإلاهية التي هي الممثل الوحيد لتلك العلل والأسباب الخفية التي تحدث الشئ وأحدثتة 100 %.
ولإثبات هذه الحقيقة البشرية العظيمة التي يتخللها العجز عن معرفة الغيب يوحي رب العزة و الجلال بالجواب الذي ينبغي قوله عن مدة مكوث أصحاب الكهف وعددهم وهو جواب التقريب الذي يحمل في خفاياه ذلك العنصر× الذي سيساعدنا على التعرف على الحقيقة الخفية في هذه السورة.
وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَاٌزْدَادُواْ تِسْعاً ٭۲٥
إن من رأى هذه الآية بعين الرحمان فإنه سيرى أنها تحوي في طياتها وبين كلماتها سراًّ عظيما:
1 ـ لإنها تشكل الجواب الوحيد الذي أُعطِي في سورة الكهف عن أصحاب الكهف.
2 ـ تركيبها غريب يوحي لمن يرى بالجواب على أمرين؟
3 ـ نلاحظ فيها على عكس ما رآه الجميع أكثر من عددين وليس كما عُرِفَ إلى هذه اللحظة عددين:
الكل رأوا العددين : 300 و 9
نحن نرى في هذه الآية أعدادً أخرى سيأتي الحديث عنها في العرض المقبل.
4 ـ إن الآية هي أعظم تفسير لما أُشير إليه من قبل حين أوصى الله رسوله(ص) بقوله :" فلا تمار فيهم إلا مراءا ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا" أي هذا ما تقوله الآن إن سُئِلْتَ ثانيةً عن أصحاب الكهف، فكما أشرنا إلى ذلك من قبل لا زلنا في إطار التقريب لأن ما سيلي هذه الآية أي:
قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُ٫ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَالَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ في حُكْمِهِ أَحَداً ٭٢٦
هو في حد ذاتة نفي لعدد المكوث أي 300 أو 309 كما اعتقد مفسروا القرآن منذ القديم، والغريب في الأمر هو أن البعض منهم اعتقد حقاًّ أنهم مكثوا 300 سنة شمسية وهذه = 309 سنة قمرية، غريب أمر هؤلاء.
فلنعد قليلا إلى الوراء حتى يسهل علينا فهم الآيات وارتباطها: في الآية 22 يقول الله بعد عرض الأعداد المتنازع حولها : قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلاّ قليل، أما في أمر المكوث في الآية 26 فاكتفى بقوله: قل الله أعلم بما لبثوا" وهذا يعني في لغة الرحمان أن العدة أو العدد قابل للعلم بالقراءة التي تتدبر الآيات، أما مدة المكوث خفية لا تُعلم إلا بالتقريب و بالبحث وبإدراج العنصر ×، أي بإعانة الله.
فكما قلنا ونكرره تارةً أخرى أن الله أعطى إجابتين في الآية 25 الأولى تضمن العنصر الخفي الذي به نجد مدة رقودهم في الكهف :" ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مائةٍ سِنينَ.." لاحظ أخي المسلم أن الله عز وجل لم يقل ثلاثَ مِائَةِ سنينَ وإنما قال ثلاثَ مِائَةٍ لإظهار فصل الثلاثة عن المائة والإجابة الثانية واضحة تخص عدد أصحاب الكهف؛ وهذا العدد إخواني، أخواتي مكتوب بقلم رب العالمين منذ 1430 سنة و نحن نمر عليه يوميا كلما فتحنا القرآن العظيم لتلاوة سورة رقم 18 الكهف في آخر الآية 25 و هو العدد 9 ـ وازدادوا تسعا (أي ثمانية وتاسعهم كلبهم)..
إن عدد أصحاب الكهف لم يعرف إلا بعد أن تم بعثهم و العثور عليهم وعلى حقيقة أمرهم وهذا ما يشير إليه رب العزة حين يقول: " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا*ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا" فالإحصاء الذي مس أهل الكهف سوا ء في عددهم أو في مدة رقودهم لم يبدأ إلا بعد البعث، وهذا هو الدافع إلى القول وازدادوا تسعا فهاتين الكلمتين لهما أهمية عظيمة في علم الله لأنهما مرتبطتان بالإحصاء، فأصحاب الكهف لا علاقة لهم بالعالم الجديد الذي بُعِثُوا فيه، فهم إن شئنا زائدون على العدد السكاني لهذا العالم، معناه أنه بعد البعث ازداد 9 كائنات إلى العدد السكني أو عدد النسمات في عهد البعث، لأنه لو لم تنطبق عليهم كلمة الله واختيارهم لهذه الآية أي المعجزة لما بقوا حتى عهد البعث ليبعثوا من جديد وكخلق جديد ويزداد عدد سكان مدينتهم والعالم كله بهم أي ب8 أناس و كلب؛ :" إن الله ـ أحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا ".
إن الله اختار هذه الطريقة لإظهار عددهم لأنه لو كانت ازدادوا تسعا لها علاقة بالمكوث في الكهف لكان قول رب العالمين واضحا ولكان التركيب كالتالي . ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة و تسع سنين.ثم لما احتاج إلى إثبات القول ب " قل الله أعلم بما لبثوا" فكيف يمكن أن يبوح رب العالمين بحقيقة مكثهم في الكهف ويصرح أي كما يدعى 309.سنين ومباشرة في الآية التابعة لها يفندها بقوله:" قل الله أعلم نما لبثوا..."؟؟ إن تركيب الآية 25 يشبه إلى حد بعيد التركيب الوارد في سورة العنكبوت حول نوح (عس) إذ يقول الله سبحانه عز وجل في الآية 14 :
" ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" لماذا لم يقل العلي العظيم مباشرة 950 سنة أو عاما؟ لأن الإجابة هنا كما في الآية 25 من سورة الكهف هي عن شيئين مختلفين، فلنحرر عقولنا من تفاهات التحاليل الركيكة التي أظلمت نور ربنا ولننظر إلى عجب ما تحتويه الآيات من حِكَمٍ ربّانية، اتركونا أيها الإخوان، أيتها الأخوات نقارن بين هاتين الآيتين (الآية 14/العنكبوت) و (الآية 25 / الكهف):
" ولبثوا في كهفهم ثلاثَ مائةٍ سنين....(الجزء الأول من الآية).
" فلبث فيهم ألفَ سنةٍ.... (الجزء الأول من الآية)
إن الإشارة الأولى التي يجب ذكرها في هذا المجال هي استعمال فعل لبث الذي له ارتباط عضوي في القرآن بظاهرة البعث، فكلما كان الحديث عن البعث إلا واسْتُعمِل فعل لبث لإظهار المدة السابقة للبعث:" قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين* قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادّين* قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون* المؤمنون 112/113/114. يمكننا إذا القول أن نوحا (عس) خلال حياته التي دامت 950 سنة قد بُعث وأُرْجِع إلى أهله 5 مرات وفي كل مرة دامت مدة دعوته 10 أعوام ( إن السنة هي المفهوم العددي ل12 شهرا) أما العام فهو مرتبط بالحدث: نقول مثلا ازداد فلان سنة 1960، أما إذا ربطنا ولادته بحادث معين فنقول ولد فلان عام المجاعة أو الطوفان، كما نقول ولد الرسول (ص) عام الفيل وليس سنة الفيل (رغم أن سورة الفيل لا تقول لنا شيئا عن ولادة الرسول (ص)). إذا الخمسين عاما المذكورة في الآية 14 من العنكبوت تشير إلى حادث الدعوة النوحية 5 مرات × 10 أعوام=50 وكان نوح (عس) كلما بُعِثَ من جديد ورجع إلى قومه وجدهم على أمر آخر غير الذي تركهم عليه في المرة السابقة وهذا ما تثبته كذلك الآية 23 من سورة نوح :" وقالوا لا تذرنّ ءالهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث و يعوق ونسراً" في كل مرة يجدهم على دين آخر وعلى عبادة إلاه آخر( 5 مرات ؛ 5 آلهة). فلنعد إلى موضوعنا ونقول بشهادة الآيات أن " إلاّ خمسين عاما " لا تعني انقص 50 من الألف لتجد 950 كما لا تعني :" وازدادوا تسعا" أضف تسعة إلى 300 لتصبح 309 وإن ادعينا هذا فقد افترينا على الله ولم نقدره حق تقديره وبالتالى لم نفهم حكمته
ربما قد لايقتنع البعض بهذا التحليل نظرا لتحجر عقولهم ولهؤلاء نريد أن نستمر في التوضيح حتى نقتل الشّكَّ الذي قتل لديهم كل رؤيا عقلية.
لهؤلاء ولكل الإخوان والأخوات نقول إن في سورة الكهف مؤشرات عديدة تثبت صحة هذا القول وهذا التحليل الذي نحن بإطاره وهي كالتالي:
1) ـ تحمل سورة الكهف رقم 18 حسب الترتيب العثماني وهو إما ضعف ل 9 أو 8+1 = 9
2) ـ أول آية ذكر فيها أصحاب الكهف تحمل رقم 9
3) ـ كل الآيات التي تتحدث عن أهل الكهف 18 آية من الآية 9 إلى الآية 26 أي 18 ؛ 8+1 =9
4) ـ النزاع حول عددهم بإضافة الكلب : 4 +6 +8 =18 ؛ 8+1=9
5) ـ آيات النزاع حول عددهم بالجمع: 3+4 (كلبهم)، 5+6 (كلبهم)، 7+8 (كلبهم)=33 ؛ 3×3=9
6) ـ عدد الآيات في السورة ناقص رقم السورة: 110-18=92 ؛ 9×2=18 ؛ 8+1=9
7) ـ عدد الآيات في السورة مضروب في رقم السورة: 110×18=1980=0+8+9+1=18 ؛8+1=9
9) ـ الآية 25 : ..ثلاث مائة وازدادوا تسعا"300 × 9= 2700 = 7+2=9
10) ـ هنا نجد أن 9 تعم السورة بكاملها : فلنحص كما قال الله عدد كلمة أحد أو واحد الواردة في السورة كلها:
....وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً (19)
....و لا تستفت فيهم منهم أحداً (22)
....و لا يشرك في حكمه أحداً (26)
....و لا أشرك بربي أحداً (38)
....ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً (42)
....و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداً (47)
....ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً (49)
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلاهكم إلاه واحدٌ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحداً (110)
نرى أن أحداً وردت 8 مرات أما واحد فجاءت مرةً واحدةً 1 مما يدل على أن الفتية 8 والكلب واحد أي تاسعهم فالإختلاف بين أحد وواحد أمر مقصود لإظهار الإختلاف في النوع لأن أحد لا تعطى للحيوان والإنسان فهي في قيمتها خاصة بالله لذلك يقول القرآن " قل هو الله أحد.." ولم يقل قل هو الله الواحد ،إن واحد عدد قابل للإضافة و للتعددية أما أحد فهو التنزيه عن أي إضافة ولهدا يقال دائما أحدٌ أحد وليس واحد واحد وحين نطبق واحد لتعيين رب العزة فلا بد إما أن نحصر قابلية التعددية لمفهوم الواحد بقولنا الله الواحد الأحد ونكون بهذا قد أعطينا لله الأولوية ولكن أحطنا بهذه الأولوية ورفعنا عنها أي إضافة ونزهناها بالأحد وإما أن نستعمل لفظ الواحد دون تسمية الله فنقول مثلا إلاهكم إلاه واحد.
كما أن كلمة واحد في سورة الكهف لم تُخَصَّصُ لها آية في هذا الإطاركما هو الحال بالنسبة لأحد وإنما أُدْرِجَت مع أحد في الآية 110 للرمز إلى أن واحد يندرج في إطار أحد وينتمي إليه كما ينتمي الكلب لسيده وهذا أمر وارد ومعلوم (الكلب كان ملكا لأحدٍ منهم وليس لهم أجمعين: 7 مرات أحد والثامن أحد و معه واحد آخر هو كلبه ـ الآية 110 = 1+1=2 ) وبحساب الجُمل فإن 110 تمثل قيمة ق+ي 100=ق و 10=ي؛ وهذا قد يدل على أن المشار إليهم هنا هم. يَبْليخاأو يَمْبليخا وكلبه قَِطْمير.وهو الفتى الذي أُرسِل بعد البعث إلى المدينة لشراء الأكل؛ وهو حسب الروايات العربية الراعي .
(انضر الجدول أسفله):
جدول حساب الجُمل حسب الترتيب الأبجد
الحروف القيمة الأصلية
ا 1
ب 2
ج 3
د 4
ه 5
و 6
ز 7
ح 8
ط 9
ي 10
ك 20
ل 30
م 40
ن 50
س 60
ع 70
ف 80
ص 90
ق 100
ر 200
ش 300
ت 400
ث 500
خ 600
ذ 700
ض 800
ظ 900
غ 1000
اكتفيت بهذا الجدول المبسط والذي كان موجودا في عهد الرسول (ص) أما الحروف الستة الأخيرة والمشار إليها هنا باللون الأحمرفلم تدخل في إطار هذا الجدول ولم يتم تحديد قيمتها إلا في المرحلة العباسية في مدارس اللغة العربية بالبصرة والكوفة.( فرغم ذلك سنُدخلها في الحساب).
فلنستمر الآن في تحليل آيات أهل الكهف اعتمادا على حساب الجُمَل( برفع الجيم أي جمع الجملة ) وليس الجَمَل بنصب الجيم أي (الناقة) كما يعتقد الكثير من المسلمين.
1) ـ جمع أرقام الآيات التي يوجد فيها أحد وواحد: 19+22+26+38+42+47+49+110=353= 3×5×3 =45 =5+4=9
2 ـ أحدا = 1+8+4+1=14=4+1=5×8 مراة=40
واحد = 6+1+8+4=19=9×1=9
أحدا × واحد = 40×9=360=0+6+3= 9 أو أحدا+واحد=40+9=49=9×4=36=6+3=9
عدد حروف كلمة أحدا = 4 × 8 مراة= 32 وعدد حروف واحد = 4
إذاً. 32+4=36=6+3=9
2) ـ إذا أخذنا كلمة فتى؛ ف=80 ، ت=400 ، ى=10 ؛ فتى=490 ×8 (فتية)=3920 + 52 (كلب) ك=20، ل=30، ب=2 الجمع=52 إذا 3920+52=3972 =2×7×9×3=378=8+7+3=18=9
أو 8 فتية و كلب = 3920 +و=6+52=3978 =27 (جمع)=9
3) ـ إذا أخذنا بدل فتية أصحاب نجد: أصحاب حسب حساب الجمل = 102 : أ=1؛ ص=90؛ ح=8؛ ا=1؛ب=2 : 1+90+8+1+2=102× 8(أصحاب)+52 (كلب)=868=8×6×8