عروسة بالفستان الأبيض

عروسة بالفستان الأبيض

هل من الممكن أن يعيش الحب رغم البُعاد؟!
أعلم أن صدري مثقل بهموم الزمان
وفيه تأصل فيك الإعياء
وعشقك حبيبي لازال بداخل القلب والوجدان
وما بقدر يوم على النسيان
وغيرك عمري مابدي أني أشيل هم هناه

ما أجمل الدنيا حبيبي وأنت معي بكل مكان
وما أجملني من أنثى عندما تنظر إلي بعيناك
أنا من أخترقت عالمك المجهول دون سؤال
أنا من تجولت بحديقتك وغرستها أنت زهرة بالبستان
نعم حبيبي
أنا من أقتنصت لحظة نوم حراس الأقدار
لتلامس أوزان الشعر وعطر الحبر على أوراق الأشجار
أنا هنا بحديقتك حبيبي كسرت كل الحواجز
لأصبح بين يديك وأحلق إلى ما وراء الأشياء
فأنا لا أريدك ملك ذو جاه .. يكفيني أن تكون حبيبي
ملك للعشق وأمير الكلمات


كيف تجعلني يا رجل بلحظة أجمل الجميلات
كيف تتوجني على عرش الأحلام
فارسة تمحوا الألم والقهر من قصص الأساطير والخيالات
كيف تضحكني وتبكيني وتسهرني حواليك
كيف تزعلني وتراضيني بلحظة بعينيك
كيف تجعلني أتراقص على أنغام دقات القلب
الذي وهب نفسه لك بدون سؤال
كيف تجعل مني كل شئ بلمسة
وكيف تعطيني كل شئ بلحظة


أه يا حبيب القلب والروح والعين
كل من كان يعيش بالقرب منا
كل الأهل والأقارب كانوا بيهنونا على أكبر حب أتوجد
كنت من كل الناس بنظرة من عينيا بسرقك
وأنت من كان يحدثني بهذا كلما أتوجد
وتمر السنين وتكبر معانا الأحلام
والحب في قلوبنا مازال طي الأمان
كنت دايماً بتخليني بإيديك وتحسسني بأجمل دفا
وكانوا دايماً الناس شايفنا روح واحدة بجسدين
باقي ليهم خاتمين ويبقى الفرح اكتمل

وتأتيني في ذاك اليوم وتطلب مني ...
تطلب يدي .. أه يا ربي
ما أجمل هذه الكلمات وما أروعه هذا الإحساس
وهل بعد هذا العمر حبيبي .. تسألني أأقبلك؟؟
نعم حبيبي .. أقبلك ولا أرضى سواك حبيبي
فأنت فرحي وهمي وماضي وذكرياتي
أنت البكرة بحياتي أنت الأقرب مني لذاتي
أنت أنا..
فإبتسامة منك أنت تحيي مني ما مات
فقبل أن ألقاك حبيبي كنت شهرزاد عصري
والآن صرت أبحث عن الطريق التي تؤديني إليك
أنا من خلالك أحببت الكون
أحببت أن أحيا من جديد
أحببت أن أكون أنا


وأنتشر الخبر وعم الفرح بكل الأهل والأقارب
وجاء ليل من الليالي تطلب مني لقائي
وجئت إليك مهرولة .. لا بل محلقة كالفراشاتِ
فكل لقاء لنا بالنسبة لي هو أول لقاءِ
وجلسنا كثيرا وتحادثنا طويلا
وأنتهينا من كل الكلام في هذه الليلة
وتحدد موعد الزفاف

وفي سواد الليل مع نظرة القمر لي من كبِد السماء
قبل يوم الزفاف
أخرجت كل رسائلك وكل الصور التي جمعتنا
وكل زهوري الحمراء التي كنت تأتيني بها
وتذكرت كل ما مر بنا خلال هذه السنوات
وسرحت بخيالي معك بكل ما عشناه


وأحضرت فستاني من خزانتي
الذي كان حبيبي قد أشتراه لي
وجاءوا صديقاتي يلتفون حولي بخوف وترقب لما آت
ودخلت أمي وألبستني الفستان
وأختي أطلقت جدايل شعري من السُبات
مثلما يعشقه حبيبي متمرد تتقافزه نسمات الهواء
ورشة العطر التي كانت تسلبه الفؤاد
وحانت اللحظة وجاء الميعاد


أسيرُ والعقل ذاهب بعيد عني لا يقوى التصديق
وأشعر أن نسمات الهواء العليل
هي من كانت تحملني على التحليق
وأقتربت من المكان والجميع كانوا بالسعادة مُهللين
هذه والدته تأخذني بالأحضان
وهذا أيضاً والده ينظر إلي بعينين تملؤهما كل الحنان
وأخواته وأصدقائنا عندما لمحوني أبتعدوا ووسع المكان
ورأيته .. رأيته يقترب ويقترب وتبطئ بي القدمان
ولا أرى أي من حولي سوى بريق العينان

ولم أشعر بنفسي غير وكفه يحتضن يداي
حبيبي .. أراك تطلق أسر دمعة مسجونة بعيناك
لا حبيبي .. الحياة بأكملها لك وبين يديك
وعمري كله بيك ابتدى وعمره ما يكون غير ليك
وفجأة .. وصوت يجذبني من سُباتي العميق
ألن تعرفنا؟!!
وبأكثر لحظة وجع بحياتي
وكأن صوتها نصل سيف ينغرسُ بقلبي
توجهت إليها بعيناي ويده تترك يداي
وكانت هي .. كانت يدها بيده الثانية