عاشقه المنتدى
عدد المساهمات : 3280 نقاط : 33755 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 36
| موضوع: المرأة في بيت النبوة الثلاثاء يوليو 27, 2010 12:51 pm | |
| المرأة في بيت النبوة
لقد عاشت المرأة المسلمة في البيت النبوي عيشة كريمة ، مرتاحة الضمير ، متمتعة ً بقدر كبير من الحرية والاحترام. عاشت عزيزة ، كريمة ، مصانة ، غير مهانة ، ولا محتقرة ، ولا مستخف بها ، ولا تزدري ، ولا تكلّف بما لا تطيق ، ولا تحرم من إبداء رأيها والإفصاح عما يجول في خاطرها .
قال ابن كثير رحمه الله : " وكان من أخلاقه (صلى الله عليه وسلم ) أنه جميل العشرة ، دائم البشر يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويوسعهم نفقته ، ويضاحك نساءه ، حتى أنه كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها ، يتودّد إليها بذلك . قالت : "هذه بتلك "
ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ؛ ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها .
وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد ، يضع عن كتفيه الرداء ، وينام بالإزار . وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله ، يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام ، يؤانسهم بذلك ( صلى الله عليه وسلم ) . وقد قال الله تعالى { لَّقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } . فما أحسن عشرة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأزواجه ، وما ألطفه بهن وأحلمه عليهن وأكرمهن لهن ( صلى الله عليه وسلم ) . وانظر إلى هذا الموقف العظيم الذي يبين مكانه المرأة في بيت النبوة ، ويبين أيضاً لطف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بنسائه وحبّ نسائه له عليه الصلاة والسلام .
فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه ( صلى الله عليه وسلم ) قال لها : " إني لأعلم إذا كنت راضية ، وإذا كنت عليّ غضبي " قالت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : " أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا وربّ محمد ، وإذا كنت غضبي قلت : لا وربّ إبراهيم " قالت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " [متفق عليه ].
إن هذه الكلمات الدافئة و المشاعر الفياضة ، والحنان التام حق من حقوق المرأة على زوجها ، فلماذا لا تطالب بعض النساء بهذا الحق الذي لهن ، بينما تطالب بأمور أخرى لا يقرها الشرع ؛ كالتبرج والاختلاط والنزول إلى مجتمعات الرجال ومجاورتهم في مكاتبهم و مصانعهم ومعاملهم مدعية ً مشورتها ورغبتها في كثير ٍ من الأمور .
فعن جابر رضي الله عنه ، أن عائشة رضي الله عنها في حجة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) – وساق حديثا ً قال فيه - :" وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلا ً سهلا ً ، إذا هويت الشيء تابعها عليها" [ رواه مسلم ]. وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يعلم رقة النساء ، وصدق مشاعرهن ، ورهافة حسهن ، ولذلك كان يرفق بهن ويحترم رغباتهن . فعن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون ، فقال لي :" أتحبين أن تنظري إليهم ؟" فقلت : نعم ، فأسندت وجهي على خده . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : "حسبك" فقلت : يا رسول الله لا تعجل . فقام لي . ثم قال لي : " حسبك " فقلت : لا تعجل يا رسول الله . قالت : وما لي حبّ النظر إليهم ، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي " إنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أعظم إنسان عامل امرأة ً تلك المكانة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
فإذا لم تكن هذه المرأة سعيدة فمن السعيدة إذن ؟ وإذا لم تكن حرة فمن الحرة إذن ؟ هل الحرية في التمرد على الدين والأخلاق و المبادئ ؟ هل الحرية في التهتك ، والتبرج ، و التعري ، و الفجور ؟ هل الحرية في ذبح العفاف ، ووأد الفضيلة ، وقتل الغيرة ؟
إن الحرية الحقيقة هي ما كانت تعيشه زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في ظل هذا الزوج العظيم . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدُّ النساء أمرًا – أي لا نرى لهن شأنّا – حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم ، فبينما أنا في أمرأئتمره ، إذ قالت لي امرأتي : لو صنعت كذا وكذا ، فقلت لها : ومالك ِ أنت ولما ها هنا ؟ وما تكلُّف في أمر ٍ أريده ؟ فقالت لي : عجبا ً لك يا ابن الخطاب ! ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، حتى يظل يومه غضبان !!
فلما سمع عمر ذلك ، أخذ رداءه وخرج حتى دخل على حفصه ابنته فقال لها : يا بنية ! إنك لتراجعين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت : والله إنا لنراجعه . قال : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله و غضب رسوله . يا بنية ! لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها ، وحبُّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إيِّاها – يعني عائشة رضي الله عنها – ثم دخل عمر على أمًّ سلمة رضي الله عنها : عجباً لك يا ابن الخطاب ! قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين أزواجه . قال : فأخذتني أخذا ً ، كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها .."
هكذا كان يعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) أزواجه ويصبر عليهن ويحتمل أذاهن ، حتى إن إحداهن لتراجعه حتى يظل يومه غضبان .
وفي صلح الحديبية لما فرغوا من قضية الكتاب ، قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحابه : " قوموا فانحروا ، ثم احلقوا " فلم يقم منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات فلم يقم منهم أحد ، لشدة حزنهم على ما جاء في بنود هذا الصلح . فماذا فعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ هل استشار في أمرهم أبا بكر؟ ها استشار كبار الصحابة ؟ لا ، ولكنه دخل على زوجه أم سلمة رضي الله عنها ، فذكر لها ما لقي من الناس ، وكانت امرأة حكيمة ، فقالت : يا نبي الله ! اخرج ، ثم لا تكِّلم أحداً منهم كلمة ، حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحداً منهم ، حتى فعل ذلك ؛ نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ً ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمًّا . هذا هو فجر الحرية الحقيق للمرأة المسلمة ؛ بأن يستشيرها قائد الأمة في شيء يخص المسلمين ، ثم يعمل بمشورتها وينزل على رأيها .
إن ميثاق تحرير المرأة عقد يوم نزل الوحي على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مكة ، فنشأ بذلك عهد جديد حصلت فيه المرأة على كافة حقوقها .. إن ميثاق تحرير المرأة نشأ يوم قال عليه الصلاة والسلام : " حبب إلي من دنياكم النساء..." ويم قال عليه الصلاة والسلام : " اللهم إني أحرّجُ حقّ الضعيفين : اليتيم و المرأة " ويوم قال ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر النهار " . ويم قال ( صلى الله عليه وسلم ) :" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " ويوم قال عليه الصلاة والسلام :" الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة " ويوم قال عليه الصلاة والسلام خطيباً في حجة الوداع وسط أكثر من مائة ألف حاج قائلاًَ :" ...فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" ويوم قال عليه الصلاة والسلام :" من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقّه مائل " ويوم قال عليه الصلاة والسلام :" لا تضربوا إماء الله" ويوم قال عليه الصلاة والسلام :" إنك مهما أنفقت عل أهلك ؛ فإنك تؤجر عليها ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " ويوم قال عليه الصلاة والسلام :" استوصوا بالنساء خيراً " ويوم قال عليه الصلاة والسلام :"إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر"
هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة؛ زوج يحب زوجته ، ويلطف بها ، ويعطف عليها ، ويرحمها ، ويقوم بنفقتها ، ويقدر مشاعرها، ويطعمها مما يطعم ، ويكسوها إذا اكتسى ، لا يشتم ولا يلعن ولا يقبح ولا يذم ؛ بل يرفع اللقمة إلى فيها فيطعمها ، ويناولها كأس الماء فيرويها، ويقوم بحاجتها النفسية والثقافية والاجتماعية والصحية ، كل ذلك في بيتها درة مصونة ، ولؤلؤة مكنونة لا تطمع في النظر إليها الأعين ، ولا تتخيل ملامستها الأيدي ، ولا تجرؤ على النيل منها الألسن .
هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة لا ما يدعوها إليه ضعاف النفوس الذين لا يريدون الخير للمرأة وإنما يريدونها أن تكون كالمرأة الغربية جسداً بلا روح ، ودمية تتداولها الأيدي فترة من الزمان ثم ما تلبث أن يلقى بها في غياهب النسيان تصارع من أجل البقاء فلا تجد يداً حانية تمتد إليها في وقت ضعفها وكبرها ، ولا تجد يداً تستمع لشكواها وتتألم لآلامها وتهتم لهمومها ، ولا تجد عيناً تنظر إليها نظرة عطف وحنان وتقدير بعدما فقدت شبابها الذي كانوا يتهافتون عليها من أجله.
| |
|
طفله بريئه
عدد المساهمات : 201 نقاط : 27705 تاريخ التسجيل : 06/11/2009 العمر : 34 الموقع : ممتاز
| موضوع: رد: المرأة في بيت النبوة الأحد سبتمبر 12, 2010 11:29 pm | |
| | |
|
عاشقه المنتدى
عدد المساهمات : 3280 نقاط : 33755 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: المرأة في بيت النبوة الجمعة سبتمبر 17, 2010 9:07 pm | |
| | |
|