التســ ما بين الصدق و النفاق

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


التســ ما بين الصدق و النفاق & الضعف والقوة ــامح



التسامح كلمة تحمل في طياتها الكثير تعني العفو, الصفح و المغفرة..

هو مبدأ انساني عظيم تكمن اهميته في صعوبة تطبيقه , لانه بعيد على الطبيعة يستلزم رقي معين من الاخلاق

هو قدرتنا على الصفح عن اخطاء الغير بكل صدق وامانة

فلولا التسامح لساد الحقد الروح البشرية وتملكها ليسكن الشر نفوسنا ويودي الى دمار

ليصبح مجتمعنا كتلة تتناحر وتشعل فتائل الانتقام لتحرق المجتمع بما فيه من شرائح متعددة.

لكن التساؤل الذي يتبادر الى الذهن مباشرة عند الكثيرين

لماذا هو صعب التطبيق؟ هل التسامح قوة او ضعف؟ والى اي مدى يمكن ان اتسامح؟

ماذا لو الكل انتهج هذا السلوك الراقي؟؟

الاكيد ان كل واحد له نظرته حول ما يعني له التسامح وتختلف الآراء باختلاف شخصية تربية وثقافة الشخص.

بالرغم من ان التسامح مغروس داخل الطبيعة الانسانية الا انه يتحول في كثير من الاحيان الى شعارات

وبات يتحول كذلك بكل اسف الى نفاق عندما يدعي البعض المسامحة مبقيا على جمرة الحقد مشتعلة

في صدره دون ان يشعر بها احد سوى صاحبها الى ان تنفجر لتفجر صاحبها ومن حوله .

في بعض الاوقات ندعي التسامح لانه يصعب علينا ان نسامح ولكن لماذا ندعي المسامحة

ونحن غير قادرين عليها انكذب على انفسنا ام على من ندعي اننا عفونا عنهم

لن يكون للتسامح اهمية لو لم يكن نابع من الداخل

حيث يمحى كل غضب وغل وبدل ان يكون لفظ يتحول الى احساس يدفع للنجاح

والتقدم وبدل ان ننساق وراء احساس سلبي نجلب معنا من اخطئ الى التطور والايجابية وهذا بابعاد العداء وزرع المحبة بين الجميع .

ام انه بات صعبا ان نكون متسامحين مع الجميع ان نغفر زلات هذا ونعفو عن ذاك

مع العلم ان الكل يخطئ والكل يحتاج يوم الى من يغفر له ذنبه ..

عندما نستبعد فكرة ان لم نَرُد بالمثل ولم نسترجع حقنا نُعتبر أناسا ضعفاء في نظر الغير

تكون ردت فعلنا ان نمنح فرصة للتصحيح لا غير ....

ومتى يحق لنا ان لا نسامح ونصفح وهل كل من اخطأ يستحق ان نسامحه ؟؟

ان الله خلق مقابل التسامح العقاب ومعنى ذلك ان التسامح لا يجب ان يكون دائما وبشكل مستمر

لاننا بذلك نسمح لمن أخطأ ثاني مرة بان يخطأ مرة ثالثة ورابعة ومئة مرة

لهذا علينا ان نعي تماما متى نكون متسامحين ومتى لا يتوجب علينا ان نسامح

الاكيد ان مبدأ التسامح امر عظيم جدا لانه يستلزم قوة العفو لحظة نُحس اننا ظُلمنا بكلام يجرح وجداننا ويخدش احساسنا او حصل سوء فهم لتصرفنا ...

احساسنا انه ان لن نَرُد لن نسترجع حقنا وقتها تكمن قوة التسامح لعفو عند المقدرة عندما نكون في قوة ونغفر عن سماحة خُلق لاننا بذلك نكون ابعد ما يمكن من ان نتهم بالضعف حينها

لاننا عندما لا نكون قادرين على اخذ حقنا فلن يكون لنا خيار ظاهري سوى المسامحة والعفو

اما عندما نكون في مركز قوة ونملك خياراتنا بايدينا عندها سيكون للتسامح معنى .

وللتسامح ايضا حدوده التي يجب التقيد بها اذا انه غير نافع ان نسامح ثم نعود لنقطة بداية الخطأ

لنسمح بتكرار الاخطاء ثم نعود لنعفو من جديد

لان بذلك لن يكون لتسامح والعفو معنى وبذلك يصبح اسمه تهاون ..

فلكل امر حدوده وللتسامح كذلك حدوده التي لا يجب تخطيها .

انه طريق مُمَهد لصنع مجتمع مليء بالمحبة والاخلاق الرفيعة النبيلة

فالتسامح النابع من نقطة قوة افضل الطرق لبناء مجتمع تسكنه الالفة والاخاء بين افراده

واللهفة لاصلاح النفوس التي اصابتها الجراح والخديعة والخذلان وكل تلك المصائب التي تحتاج

لجرعة تسامح ليستمر مجتمعنا سيره بقلوب بيضاء طاهرة بعيدة عن شوائب الغدر والحقد.

لان التسامح في الاخير ليس التنازل على الحق اوالتساهل ولكن هو احترام للذات وللغير ..



اليوم اغفر واسامح وغدا يغفر لي واسامح على خطئي .