رمضان ... وجزاء الصائمين من كلام سيد المرسلين

الحمدلله الذي فرض علينا صيام شهر رمضان ، وفتح لنا أبواب الجنة ، وغلق أبواب النيران ..
والصلاة والسلام على نبينا ، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ألهِ وصحبهِ آجمعين...


ثــواب الصوم..


لقد شرف الله الصوم من بين سائرِ الأعمال ،

فجعل الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة ، وجعل العمل فيها خيراً من عبادة ألف شهر ، فلهذا الشرف والفضل خصه الله تعالى..
بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، وجعله من أيام إحسنانهِ ورحماتهِ..


ولأن للصيام لمنزلة عظيمة ومميزة عند الله عز وجل له ، وهو جُنَّة من النار وصبر ومجاهدة للنفس وإصلاح لها ،
لذلك فقد اعطى الله سبحانه وتعالى للصائم الكثير من المزايا والهدايا فمثلاً..
أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا ، والاستغفار هو طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنها ...
أن الله يزين كل يوم جنته ويقول .. يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤونة والاذى ويصيروا اليك ...
وأن الله يغفرلأمة محمد صلى في آخر ليلة من هذا الشهر.. إذا قاموا بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك...
من الصيام والقيام تفضلاً منه سبحانه بتوفية أجورهم عند انتهاء اعمالهم..
قال تعالـى:


( .. وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا
وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا .. )
سورة الاحزاب 35


وقال تعالـى:
(( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ))
(سورة الحاقة :24) .


قال وكيع وغيره : " .. هى أيام الصوم ، إذ تركوا فيها الأكل والشرب .."


عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال : قال رسول اللَّه :
( .. كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جُنَّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ،

ولا يصخب ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل:
إني امرُؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؛ للصائم فرحتان يفرحهما :
إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه .. )
" متفق عليه "




الصوم لا مثيل له...!


أي لا مثل له في العبادات ، فهو متميز ومتفرد في ذاته وفي آثاره ..
ولا يماثله شيء ، فالصوم تدريب على قوة الإرادة ، وعلى التحكم في الرغبات ،
وله آثار عظيمة في تفكير الإنسان ، وفي نظرته للأشياء ، أي أن الصوم يعمل على إعادة برمجة الجهاز العصبي للصائم ،
ويمنح نفسه الصفاء والتوازن والحكمة...


وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت :
( .. يارسول الله ! مرني بعمل ينفعني الله بهِ . قال :
( .. عليك بالصوم فإنه لامثل له ..)


فكان أبو أمامة لايرى في بيتهِ الدخان نهاراً ، إلا إذا نزل بهم ضيف ..
" رواه النسائي وابن حبان"







الصيام وقاية من النار...


أن كل الطاعات والأعمال الصالحة يمكن أن تكون فيها وقاية من النار ، ...
ولكن من المعروف أن شهر رمضان هو شهر العتق من النار..


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله :
( .. إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب
وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة .. )
صحيح الترمذي وابن ماجه



وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله :
(.. الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار ..)
"رواه أحمد وحسنه الألباني "


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال:
( .. ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفاً ..)
"متفق عليه"