عازفه الاوتار
عدد المساهمات : 1454 نقاط : 29906 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: ملكة المراقبة الجمعة أبريل 22, 2011 4:45 am | |
| ( ملكة المراقبة)
فالصائم يمتنع عن ملاذ الدنيا وشهواتها كي يربي نفسه ويزكيها ولهذا ما يمنعه من الاكل والشرب سوى اطلاع الله -سبحانه وتعالى- عليه، ومراقبته له، وإلا إذا خلا في غرفته الخاصة التي يوجد فيها ما يستطيع أن يتناوله من غير اطلاع أحد عليه،-، فلا شك أن ترك مثل هذا دليل على مراقبة الله -سبحانه وتعالى-، ولا جرم أنه يحصل له من تكرار هذه الملاحظة المصاحبة للعمل، ملكة المراقبة لله تعالى، والحياء منه سبحانه أن يراه حيث نهاه، وفي هذه المراقبة من كمال الإيمان بالله تعالى والاستغراق في تعظيمه وتقديسه أكبر معد للنفوس، ومؤهل لضبط النفس ونزاهتها في الدنيا ولسعادتها في الآخرة، المراقبة منزلة من منازل إياك نعبد وإياك نستعين، وهي الإحسان التي سئل عنها النبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث جبريل.
المراقبة كما قال ابن القيم -رحمه الله- تعالى في مدارج السالكين: "دوام علم العبد، وتيقنه أو دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق -سبحانه وتعالى- على ظاهره وباطنه، وهي ثمرة علمه بأن الله -سبحانه وتعالى- رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين والغافل عن هذا بمعزل". من أدلتها قوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [(235) سورة البقرة]، قال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [(52) سورة الأحزاب]، وقال تعالى: {وهو مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [(4) سورة الحديد]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [(14) سورة العلق]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [(19) سورة غافر]، إلى غير ذلك من الآيات؛ فالذي يكون بحضرة الناس، وتمر أمامه الفاتنة التي استشرفها الشيطان ويسارقها النظر قد يخفى على من بجواره، لكن لا يخفى على الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وفي حديث جبريل -عليه السلام- أنه سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإحسان فقال له: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، والمراقبة كما قال ابن القيم أيضاً: "هي التعبد بأسماء الله -سبحانه وتعالى-، الرقيب والحفيظ والعليم والسميع والبصير، فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها، حصلت له المراقبة". وهذه من أعظم فوائد معرفة الأسماء الحسنى، كثير من الناس لا يعتني بهذا الشأن وهذا الباب، بل معرفة الأسماء الحسنى ومعانيها وما تدل عليه من أولى ما يعتني به طالب العلم؛ لأن لها مدلولات، وصنفت فيها المنصفات في معانيها، وشرحها العلامة ابن القيم في نونيته شرحاً جميلاً مناسباً، فمن حفظ ما يتعلق بها أدرك شيئاً من ذلك، ويرجى له أن يدخل في حديث: ((إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة)). فالمراقبة من آثار معرفة هذه الأسماء الحسنى لله -سبحانه وتعالى-. اخواني: لو جعلنا مراقبتنا لله عند الصوم انطلاقة في حياتنا لتغيرت الكثير من اخلاقياتنا ولحفظنا جوارحنا عما حرم الله وحفظنا ايدينا والسنتنا عن البطش،،،،فليت شعري ماذا حقق الصيام لشخص صام نهارا ولكنه افطر بالنظر الى النساء من خلال الشاشات الفضائية او الانترنت،،،، وحذار ان تجعل الله اهون الناظرين اليك،،،
وإذا ما خلوت بريبة في ظلمــة **** والنفس داعيه إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل لها **** إن الذي خلق الظلام يراني ...
فاحرص اخي القارئ على ان تكون ملكة المراقبة شعاراً لنا طوال الحياة كي نستفيد من مدرسة الصيام وبالتالي نتغلب على انفسنا فنقودها الى الراحة في الدنيا قبل الآخرة | |
|
فارس المنتدى
عدد المساهمات : 1976 نقاط : 30408 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 41 الموقع : العرسان
| موضوع: رد: ملكة المراقبة الأربعاء أغسطس 10, 2011 10:58 pm | |
| | |
|
كبرياء انثى
عدد المساهمات : 377 نقاط : 27202 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 العمر : 39 الموقع : لذيذ
| موضوع: رد: ملكة المراقبة الأربعاء ديسمبر 14, 2011 7:48 am | |
| | |
|