حكم وضع الايات القرانيه كنغمه موبايل

افتراضي حكم وضع الايات القرانيه كنغمه موبايل

أثرت فتوي فضيلة مفتي الإمارات بتحريم الآيات القرآنية علي التليفون المحمول ردود فعل لدي القراء الذين تساءلوا عن حقيقة هذه الفتوي وموقف الأدعية القرآنية من الحل والحرمة قياساً علي آيات القرآن.
الشيخ إبراهيم الفيومي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أيد فتوي مفتي الإمارات قائلاً: القرآن الكريم كتاب أحكام نزل للتعبد به وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وله من الاعتبار والقدسية في نفوس المسلمين مايدعوهم للحفاظ عليه من الانتهاك والحرص علي آياته من المساس بها بأي وسيلة كانت. فالقرآن معجز بألفاظه نزل لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلي النور.
أما عن استخدام البعض هذه الأيام لآيات القرآن في رنات المحمول فذلك غير جائز قطعاً باعتباره يخالف الغرض المقصود من نزول القرآن ومن يفعل ذلك يعد مخطئاً تماماً.. فالمحمول يوضع في الجيب وقد يكون حامله في مكان لا يصح ذكر اسم الله به ويصاحب تواجده في ذلك المكان الاتصال عليه فالنتيجة أن تكون رنة المحمول بكلمات الكتاب الكريم في ذلك المكان غير الطاهر.. وهذا قمة الانتهاك لقدسية أحكام القرآن وألفاظه.
فالقرآن لم ينزل ليكون نغمات للمحمول أو للزينة في السيارات والمنازل فالمولي سبحانه أراد لقارئه غير ذلك تماماً حيث يقول الرسول "صلي الله عليه وسلم" موجهاً أصحابه: أتلوه فإن الله يأجركم علي تلاوته كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.. وبهذا يثبت أن احترامنا للقرآن يجب أن يتجاوز مراحل جعله نغمات للمحمول أو للزينة.
يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام آيات القرآن الكريم في رنات المحمول وما شابه ذلك فالقرآن هو المتعبد بتلاوته والمتحدي بأقصر سورة منه. ولم ينزل ليوضع علي تابلوهات السيارات أو تحت الوسائد و قلائد علي صدور النساء أو في رنات المحمول قال الله تعالي: "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".
ولجنة الفتوي بالأزهر تهيب بكل من يستخدم المحمول أن يبتعد عن آيات القرآن واستخدامها في رناته.
أما فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق فيقول: القرآن الكريم كتاب الله المنزل بواسطة الوحي علي رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ومن هنا فإن منزلته ليست كمنزلة كلام البشر.. وإنما هو الكلام الذي تجتمع عليه قلوب المؤمنين. قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم": "اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفت فيه فقوموا".
وإن لقراءته وتلاوته والاستماع إليه أحكاماً وآداباً يجب التزامها واتباعها.
فقد روي عن علي رضي الله عنه "كان رسول الله يقرئنا القرآن علي كل حال مالم يكن جنباً ثم قال: اقرأوا القرآن مالم يصب أحدكم جنابة فإن أصابته فلا ولا حرفاً واحداً ولكن إذا قرأ القرآن جنباً علي قصد الثناء أو الاستشهاد أو اقتناع أمر من الأمور فإنه لا يمتنع في أصح الروايات كما أن من مظاهر احترام القرآن والحفاظ علي قدسيته لزوم الطهارة لتلاوته وحمله المصحف ومسه عملاً بقوله تعالي: "لا يمسه إلا المطهرون".
كما أن من وسائل إبراز محاس القرآن تزيينه بأصوات جميلة حيث يقول رسول الله: "اقرأوا بلحون العرب وأصواتها. وإياكم ولحون الفسق وسيجيء بعدي أقوام يرحبون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاور حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم.
والحديث يفرق بين تزيين الصوت بالقرآن وبين إخراجه من هذا التزيين المشروع إلي التطييب الممنوع الذي لا يميز بين معاني الحق ومعاني الضلال.
وانطلاقاً من هذا المبدأ فإن الاستماع إلي آيات من القرآن الكريم من خلال رنات المحمول لإيقاظ النائم وتنبيه الغافل وتذكير الإنسان بموعد من المواعيد قد يكون خيراً من رنين جرس أو الاستماع إلي موسيقي راقصة أو الاستيقاظ علي كلمات أغنية بذيئة.
وكما استباح الناس تزيين صدور النساء وجدران البيوت ببعض آيات من القرآن الكريم.
فما المانع أن يجعلوا هذه الآيات الكريمة بمثابة التنبيه لهم من خلال تليفون المحمول والعبرة هنا بالنية ولكل امريء ما نوي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل بشرط ألا يدخل به في أماكن قضاء الحاجة والأماكن التي لا يجوز أن يكون بها كتاب الله.