عبير الزهور
عدد المساهمات : 1811 نقاط : 30773 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 35
| موضوع: حكم المنتحر في الاسلام..... الأربعاء يونيو 29, 2011 9:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم:
بسبب ازدياد حالات الإنتحار في وطننا العربي لا بد لي و لكم من معرفة حكم المنتحر في ديننا الحنيف
نص السؤال : ما هو حكم المنتحر في الإسلام هل هو خالد مخلد في النار كالكافر وهل يُصلى عليه ؟؟
الجواب : ورد في الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما يدل ظاهره على خلود قاتل نفسه في النار وحرمانه من الجنة، منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : (من تردّى من جبل فقته نفسه فهو في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً،ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يَجَأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)، ومنها حديث جندب عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بَدَرَني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة).
وظاهر هذين الحديث وغيرهما من الأحاديث يدل على كفر المنتحر، لأن الخلود في النار والحرمان من الجنة جزاء الكفار عند أهل السنة والجماعة، لكنه لم يقل بكفر المنتحر أحد من علماء المذاهب الأربعة، لأن الكفر هو الإنكار والخروج عن دين الإسلام، وصاحب الكبيرة -غير الشرك- لا يخرج عن الإسلام عند أهل السنة والجماعة.
وقد صحت الروايات أن العصاة من أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون من النار، بل قد صرح الفقهاء في أكثر من موضع بأن المنتحر لا يخرج عن الإسلام، ولهذا قالوا بغسله والصلاة عليه، والكافر لا يصلى عليه إجماعاً،ذكر في الفتاوى الخانية: المسلم إذا قتل نفسه في قول أبي حنيفة ومحمد يغسل ويصلى عليه، واستثنى الحنابلة إمام المسلمين من الصلاة عليه.
وهذا صريح في أن قاتل نفسه لا يخرج عن الإسلام، كما وصفه الزليعي وابن عابدين بأنه فاسق كسائر فساق المسلمين, كذلك نصوص بقية الفقهاء تدل على عدم كفر المنتحر.
وما جاء في الأحاديث من خلود المنتحر في النار محمول على من استعجل الموت بالانتحار، واستحله، فإنه باستحلاله يصير كافراً، لأن مستحل الكبيرة كافر عند أهل السنة، والكافر مخلد في النار بلا ريب، وقيل: ورد مورد الزجر والتغليظ وحقيقته غير مراده.
ويقول ابن عابدين في قبول توبته: القول بأنه لا توبة له مشكل على قواعد أهل السنة والجماعة، لإطلاق النصوص في قبول توبة العاصي بل التوبة من الكافر مقبولة قطعاً، وهو أعظم وزرا، ولعل المراد ما إذا تاب حالة اليأس، كما إذا فعل بنفسه ما لا يعيش معه عادة، كجرح مزهق في ساعته، وإلقائه نفسه في بحر أو نار فتاب، أما لو جرح نفسه فبقي حياً أياماً ثم تاب ومات، فينبغي الجزم بقبول توبته.
ومما يدل على أن المنتحر تحت المشيئة، وليس مقطوعاً بخلوده في النار، حديث جابر أنه قال: "لما هاجر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه فاجْتَوَوْا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص، فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه وهيئته حسنة، ورآه مغطياً يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ قال غفر لي بهجرتي إلى نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: مالي أراك مغطياً يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الطفيل على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (وَلِيَدَيه فاغفر)".
وهذا كله يدل على أن المنتحر لا يخرج بذلك عن كونه مسلماً، لكنه ارتكب كبيرة فيسمى فاسقاً.
| |
|
عاشقه المنتدى
عدد المساهمات : 3280 نقاط : 33750 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 36
| موضوع: رد: حكم المنتحر في الاسلام..... السبت أغسطس 13, 2011 12:29 am | |
| | |
|