لحظه فراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لحظه فراق

منتدى فراق الصعب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
جوجل
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
جوجل1

 

 ملف عن السيرة النبوية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عازفه الاوتار

عازفه الاوتار


عدد المساهمات : 1454
نقاط : 30006
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

ملف عن السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: ملف عن السيرة النبوية   ملف عن السيرة النبوية Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 10:06 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيِّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيِّ بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمَة بن مُدْرِكَة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عَدْنان. هذا هو النسب المتفق على صحته، كما اتفق على أن النسب المحمدي الشريف يتصل بسيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام . فالجد الأول للنبي صلى الله عليه وسلم هو عبد المطلب بن هاشم وكان شيخًا معظمًا في قريش يحترمونه ويرجعون إليه في مهمات أمورهم. وأبوه هو عبد الله ، أمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ ، وكان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفهم وأحبهم إليه. وأمه هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا، وأبوها سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا. وأجداده من جهة أبيه وأمه كلهم سادة كرام، وكل اجتماع بين أجداده وزوجاتهم كان شرعيًا بحسب الأصول العربية، فلم يكن في نسبه الشريف شيء من سفاح الجاهلية فهو نسب شريف طاهر من آباء طاهرين وأمهات طاهرات والحمد لله رب العالمين.


مولده صلى الله عليه وسلم


تزوج عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن حكيم؛ وعمره ثماني عشرة سنة ، ولما دخل بها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وسافر والده عبد الله عقب ذلك بتجارة له إلى الشام فأدركته الوفاة بالمدينة (يثرب) وهو راجع من الشام ، ودفن بها عند أخواله بني عدي بن النجار، وكان ذلك بعد شهرين من حمل أمه آمنة به صلى الله عليه وسلم. ولما تمت مدة الحمل ولدته صلى الله عليه وسلم بمكة المشرفة في اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، الذي يوافق سنة 571 من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، وهو العام الذي أغار فيه ملك الحبشة على مكة بجيش تتقدمه الفيلة قاصدًا هدم الكعبة (البيت الحرام) فأهلكهم الله تعالى. كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار عمه أبي طالب في شِعْب بني هاشم، -أي: مساكنهم المجتمعة في بقعة واحدة-، وسماه جده عبد المطلب (محمدًا) ولم يكن هذا الاسم شائعًا إذ ذاك عند العرب ولكن الله تعالى ألهمه إياه فوافق ذلك ما جاء في التوراة من البشارة بالنبي الذي يأتي من بعد المسيح صلى الله عليه وسلم مسمى بهذا الاسم الشريف. وكانت قابلته صلى الله عليه وسلم اسمها الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، وحاضنته هي أم أيمن بركة الحبشية أَمَة أبيه عبد الله. وقد أرضعته أمه صلى الله عليه وسلم عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة أَمَة عمه أبي لهب أيامًا، ثم جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالًا يرضعنهم ابتغاء المعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا يدفعون بأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامة وقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء النسوة (حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن التي كانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن استشارت زوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله تعالى رجاءه وبدل عسرهم يسرًا، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي ولدها ، ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعًا بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد أن وصلوا إلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعًا غزيرة اللبن مع أن أرضهم كانت مجدبة في تلك السنة، واستمروا في خير وبركة مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم. ولما كمل له سنتان فصلته حليمة من الرضاع، ثم أتت به إلى جده وأمه وكلمتهما في رجوعها به وإبقائه عندها فأذنا لها بذلك.


حادثة شق صدره صلى الله عليه و سلم

بعد عودة حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى ديار بني سعد بأشهر، بعث الله تعالى مَلَكين لشق صدره الشريف وتطهيره، فوجداه صلى الله عليه وسلم مع أخيه من الرضاع خلف البيوت، فأضجعاه وشقا صدره الشريف وطهراه من حظ الشيطان، وكان ذلك الشق بدون مدية ولا آلة بل كان بحالة من خوارق العادة ، ثم أطبقاه، فذهب ذلك الأخ إلى أمه حليمة وأبلغها الخبر، فخرجت إليه هي وزوجها فوجداه صلى الله عليه وسلم منتقع اللون من آثار الروع ، فالتزمته حليمة والتزمه زوجها حتى ذهب عنه الروع ، فقص عليهما القصة كما أخبرهما أخوه. وقد أحدثت هذه الحادثة عند حليمة وزوجها خوفًا عليه، فعادت به صلى الله عليه وسلم إلى أمه وأخبرتها الخبر، وتركته عندها مع ما كانت عليه من الحرص على بقائه معها.

****

وفاة أمه صلى الله عليه وسلم و كفالة جده و عمه له

بعد أن عادت حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم إلى أمه - وكان إذ ذاك في السنة الرابعة من عمره الشريف - بقي مع أمه وجده عبد المطلب بن هاشم بمكة في حفظ الله تعالى، ينبته الله نباتًا حسنًا ، ثم سافرت به أمه إلى المدينة المنورة لزيارة أخواله هناك من بني عدي بن النجار ، فتوفيت وهي راجعة به من المدينة إلى مكة بجهة (الأبواء) بالقرب من المدينة ودفنت هناك، فقامت به إلى مكة حاضنته أم أيمن وقد بلغ من العمر يومئذ ست سنين، ولما وصلت إلى مكة كفله جده عبد المطلب بن هاشم، وحن إليه حنانًا زائدًا وعطف عليه عطفًا بليغًا، حتى توفي عبد المطلب وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين. وكان جده عبد المطلب يوصي به عمه أبا طالب -الذي هو الأخ الشقيق لأبيه- فلما مات عبد المطلب كان صلى الله عليه وسلم في كفالة عمه أبي طالب يشب على محاسن الأخلاق، متباعدًا عن صغائر الأمور التي يشتغل بها الصبيان عادة ، وقد بارك الله تعالى لأبي طالب في الرزق مدة وجوده صلى الله عليه وسلم في كفالته وفي وسط عياله.

سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام


لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة ، ولما وصلوا بصرى وهي أول بلاد الشام من جهة بلاد العرب قابلهم بها راهب من رهبان النصارى اسمه (بحيرا) – كان يقيم في صومعة له هناك – فسألهم عن ظهور نبي من العرب في هذا الزمن، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم وحادثه عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث أبو طالب في رحلته هذه طويلًا بل عاد به إلى مكة حين فرغ من تجارته، وبقي صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال، محفوظًا من معايب أخلاق الجاهلية، شهمًا شجاعًا حتى إنه حضر مع أعمامه حرب (الفجار) و (حلف الفضول)، وسنه إذ ذاك عشرون سنة. أما (الفجار) فهي حرب كانت بين قبيلة كنانة ومعها حليفتها قريش وبين قبيلة قيس، وقد ابتدأت هذه الحرب فيما بين مكة والطائف ووصلت إلى الكعبة، فاستحلت حرمات هذا البيت الذي كان مقدسًا عند العرب ولذلك سميت حرب (الفجار)، وقد حضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينبل على عمومته ، أي يجهز لهم النبل. وأما (حلف الفضول) كان عقب هذه الحرب، وهو تعاقد بطون قريش على أن ينصروا كل من يجدونه مظلومًا بمكة سواء كان من أهلها أو من غير أهلها، وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها .

رحلته إلى الشام مرة ثانية في تجارة لخديجة بنت خويلد


توالت الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرعى غنمًا في بني سعد، ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب ، فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي فكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال‏:‏ مرحبًا بأخي وشريكي‏.‏ وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرًا إلى الشام في مال السيدة خديجة بنت خويلد، وكانت امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي، تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‏.‏ وقد شاهد ميسرة في هذه الرحلة كثيرًا من بركات النبي صلى الله عليه وسلم وإكرام الله تعالى له، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قدم الشام نزل في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب هناك، فقال هذا الراهب لميسرة أنه ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مظللًا من حر الشمس وهو يسير على بعير بدون أن تكون معه مظلة.


****



زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة بنت خويلد


لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة ، وأخبرها بما شاهده من بركات النبي صلى الله عليه وسلم في الرحلة التي صاحبه فيها إلى الشام ، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق حديثك، وعرضت عليه أن يتزوجها. وكانت خديجة مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها بين قومها، فعرض النبي صلى الله عليه وسلم الأمر على أعمامه فوافقوه على زواجه بها وتوجهوا معه إليها، وأتموا عقد الزواج بينهما ، وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة وسنه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة ، ولم يتزوج عليها النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفيت رضي الله عنها، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم برجل اسمه (هند)، ولدت منه ولدًا اسمه (هالة)، فكان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتنسك، حتى بعثه الله رحمة للعالمين

***

شهوده صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة


الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض للعبادة، وقد بناها سيدنا إبراهيم الخليل مع ولده سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم جُدد بناؤها من بعده ثلاث مرات، وكان بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة. وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، اتفق أن نزل سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها -على ما كانت عليه من الضعف بسبب حريق أصابها من قبل، فاجتمعت قبائل قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعًا، وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على أعناقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحمل الحجارة وينقلها إلى مكان البناء، مع عمه العباس رضي الله عنه. بنيت الكعبة حينئذ بارتفاع ثماني عشر ذراعًا، بحيث يزيد عن أصله تسعة أذرع، وقد رفع الباب بحيث لايصعد إليه إلا بدَرَج. و لما تم بناء الكعبة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه، اختلف أشرافهم فيمن يضعه، وظلوا مختلفين أربعة أيام، فأشار عليهم أبو أمية الوليد بن المغيرة - وهو أكبرهم سنا - بأن يحكِّموا بينهم من يرضون بحكمه، فاتفقوا على أن يكون الحكم لأول قادم من باب الصفا. فكان أول داخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته وحكمته وصدقه وإخلاصه للحق، وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الرداء ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى وصلوا به إلى موضعه؛ فوضعه فيه بيده صلى الله عليه وسلم، وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدي إلى الحرب والقتال فيما بينهم.

***

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة



نشأ الرسول صلى الله عليه وسلم ممتازًا بكمال الأخلاق، متباعدًا في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلًا، وأصحهم رأيًا، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثًا، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم. وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيدًا أو احتفالًا، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي: حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها. ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيرًا لفقره، ولا يهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزني ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزمًا لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء. وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.



تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة



كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية، والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرًا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل. وقد فطر الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم على طهارة القلب؛ ليكون على تمام الصلاحية لتلقي شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله. ونشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصًا لله تعالى، حنيفا لم يعرف الشرك، فكان بأصل فطرته مبغضًا لهذه الأوثان، نافرًا من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدًا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها، وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد. والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلي في غار حراء من كل سنة شهر (وكان يوافق ذلك شهر رمضان)، يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته ، وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعًا أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته. ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين. وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أي أنها تتحقق في اليقظة مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم


***

بدء الوحي



لما كمل سنه صلى الله عليه وسلم أربعين سنة-وهو سن الكمال، أكرمه الله تعالى بالنبوة والرسالة رحمة للعالمين. فبينما هو صلى الله عليه وسلم في خلوته بغار حراء، وكان ذلك في شهر رمضان على أصح الروايات، إذ جاءه جبريل الأمين عليه السلام بأمر الله تعالى، ليبلغه رسالة ربه عز وجل، وقد تمثل جبريل عليه السلام في هذه المرة بصورة رجل. فقال له: اقرأ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ما أنا بقارئ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان أميًا لم يتعلم القراءة، فضمه جبريل عليه السلام وعصره بشدة في فراشه، ثم أرسله فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فضمه ثانية ثم أرسله وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، ثم ضمه الثالثة وأرسله فقال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمِ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ اْلإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرف عنه جبريل عليه السلام وهو يقول: يامحمد أنت رسول الله وأنا جبريل. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده مما أدركه من الروع لشدة مقابلة الملك فجأة وشدة الضم التي اقتضاها الحال. ولما رجع عليه الصلاة والسلام إلى أهله، ودخل على زوجه خديجة رضي الله عنها قال: زَمِّلوني زَمِّلوني (أي: اطرحوا عليَّ الغطاء ولفوني به - ليذهب عنه الروع)، فلما ذهب عنه الروع أخبر خديجة رضي الله عنها بما كان، فقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت، فإني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة. ثم ذهبت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان شيخا كبيرا يعرف الإِنجيل وأخبار الرسل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، أي أن هذا الملك الذي جاءك هو الناموس؛ أي صاحب سر الوحي الذي نزله الله تعالى على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يعرف من الكتب القديمة وأخبارها أن جبريل هو رسول الله إلى أنبيائه. ثم تمنى ورقة أن لو كان شابا يقدر على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره بأمر الرسالة ومعاداة قومه له؛ لأنه يعرف من أخبار الرسل أن قومهم يعادونهم في مبدأ أمرهم، ثم توفي ورقة بعد ذلك بزمن قريب



**


فترة الوحي وعودته



بعد هذه الحادثة فتر الوحي وانقطع أيامًا، اشتدّ فيها شوق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي وشقّ عليه تأخره عنه، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في أفنية مكة إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بغار حراء وهو جبريل عليه السلام، فعاد إليه الرعب الذي لحقه في بدء الوحي فرجع إلى أهله وقال: دَثِّروني دَثِّروني (التدثير بمعنى: التزميل السابق بيانه). فأوحى الله تعالى إليه: ( يـَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرْ  قُمْ فَأَنْذِرْ  وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ  وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ  وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ  وَلاَتَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ  وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) [المدثر1 – 7]. فأنذر: حذر الناس من عذاب الله إذا لم يفردوه بالعبادة. فكبر: أي عظِّمْ ربك وخُصَّه بالتعظيم والإجلال. فطهر: أي حافظ على الطهارة والنظافة من الأقذار والأنجاس. والرجز فاهجر: أي اترك المآثم والذنوب. ولا تمنن تستكثر: أي لا تتبع عطاياك وهباتك بالطمع في أخذ الزيادة ممن تعطيه. ولربك فاصبر: أي اصبر على ما يلحقك من الأذى في سبيل الدعوة إلى الإسلام ابتغاء وجه ربك. فكان ذلك مبدأ الأمر له صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام وبعد ذلك تتابع الوحي ولم ينقطع.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقه المنتدى

عاشقه المنتدى


عدد المساهمات : 3280
نقاط : 33745
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
العمر : 36

ملف عن السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عن السيرة النبوية   ملف عن السيرة النبوية Emptyالسبت أغسطس 13, 2011 12:27 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اجمل ابتسامه

اجمل ابتسامه


عدد المساهمات : 1021
نقاط : 28633
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 39
الموقع : جميل جدا

ملف عن السيرة النبوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف عن السيرة النبوية   ملف عن السيرة النبوية Emptyالإثنين ديسمبر 26, 2011 7:04 am

جزاك الله كل خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملف عن السيرة النبوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ملف عن السيرة النبوية 2
» ~*السيرة النبوية العطرة ~*
» الترتيب الزمني لأهم أحداث السيرة النبوية من المولد إلى الوفاة
»  ملف عن السيرة النبوية3
» لماذا ندرس السيرة النبوية ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لحظه فراق :: !۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩االمنتدى الاسلامى۩۞Ξ…۝…Ξ۞۩ :: ۩®۩السنه النبويه۩®۩-
انتقل الى: