قمر الليالى
عدد المساهمات : 1000 نقاط : 29198 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 36
| موضوع: الأذان والإقامة للصلوات الخمس في السفر الخميس نوفمبر 17, 2011 11:24 am | |
| الأذان والإقامة للصلوات الخمس
في السفر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد اتفق الفقهاء على استحباب الأذان والإقامة في السفر للمنفرد والجماعة، إلا ما ذكره بعض المالكية عن الإمام مالك بعدم استحباب الأذان للمسافر(1). وقد استدلّ الفقهاء على استحباب ذلك بأدلّة، منها ما يلي:
1- حديث مالك بن الحويرث-رضي الله عنه-قال: "أتى رجلان إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-يريدان السفر، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إذا أنتما خرجتما فأذنا، ثم أقيما، ثم ليؤمكما أكبركما)(2).
2- حديث عقبة بن عامر-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: (يعجب ربك- عزوجل-من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة ويصلي....) (3).
3- حديث سلمان الفارسي-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إذا كان الرجل بأرض قِيٍّ(4)فحانت الصلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه)(5).
4- حديث أبي قتادة-رضي الله عنه-:"سرنا مع النبي-صلى الله عليه وسلم-ليلة، فقال بعض القوم: لو عرَّست(6) بنا يا رسول الله!، قال: (أخاف أن تناموا عن الصلاة)، قال: بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد طلع حاجب(7) الشمس، فقال: (يا بلال! أين ما قلت؟) قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط. قال: (إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء, يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة), فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى"( .
5- حديث عبد الرحمن بن أبي صعصعة-رضي الله عنه- أن أبا سعيد الخدري-رضي الله عنه-قال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك-أو باديتك-فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن, ولا إنس, ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة) قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله-صلى الله عليه وسلم-(9).
6- حديث أنس بن مالك، في قصة سماعهم لأذان صحاب المعز, والذي فيه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-كان يغير إذا طلع الفجر, وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (على الفطرة)، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (خرجت من النار)، فنظروا فإذا هو راعي معزى"(10).
وأما ما نقل عن الإمام مالك فقد استدلّ له بما يلي:
1- ما روي عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- أنه كان لا يزيد على الإقامة في السفر إلّا في الصبح فإنه كان ينادي فيها، ويقيم، وكان يقول: "إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه"(11).
2- ما روي عن عليّ بن أبي طالب-رضي الله عنه-أنه قال في المسافر: "إن شاء أذّن وأقام وإن شاء أقام"(12).
الترجيح:
يلاحظ من هذه الأدلة أن مذهب جمهور الفقهاء من استحباب الأذان والإقامة مطلقاً هو الراجح، وذلك لما يلي:
1- أن الأحاديث دلّت على أن الأذان والإقامة من شأن الصلاة لا يدعها مسافر ولا حاضر(13).
2- أثبتت تلك الأحاديث أن من سنّة النبي-صلى الله عليه وسلم- الأذان والإقامة للصلوات في السفر، وأثبتت أيضاً أمره بذلك(14).
3- أن المقصود من الأذان لم ينحصر في الإعلام، بل كل منه ومن الإعلام بهذا الذكر نشراً لذكر الله ودينه في أرضه, وتذكيراً لعباده من الجنّ والإنس الذين لا يرى شخصهم في الفلوات من العباد(15).وإظهاراً لشعائر الإسلام(16). فدلّ على إبطال قول من زعم أنه لا معنى له إلا ليجمع الناس، بل له فضل كثير جاءت به الآثار(17).
إن ترك المسافر الأذان دون الإقامة، لم يكره باتفاق جمهور الفقهاء القائلين باستحباب الأذان والإقامة في السفر(18).
أما من تركها جميعاً أو ترك الإقامة فقد صرّح بكراهة ذلك فقهاء الحنفية، وهو الظاهر من كلام المالكية والحنابلة(19).
وعلّلوا ذلك بما يلي:
1- أنَّ من ترك الأذان والإقامة في السفر، فقد خالف الأمر المذكور في حديث مالك بن الحويرث(20).
2- ما روي عن عليّ-رضي الله عنه-أنه قال في المسافر: "إن شاء أذّن وأقام وإن شاء أقام".
ووجه الدلالة من ذلك:
أن عليَّا-رضي الله عنه-لا يرى بأساً بترك الأذان في السفر، دون الإقامة.
3- أن السفر سبب الرخصة وقد أثر في سقوط شطر، فجاز أن يؤثر في سقوط أحد الأذانين، إلا أن الإقامة آكد ثبوتاً من الأذان فيسقط شطر الأذان دون الإقامة(21).
4- أن الأذان للإعلام بدخول وقت الصلاة ليحضروا، والقوم في السفر حاضرون، والإقامة للإعلام بالشروع في الصلاة وهم إليها محتاجون(22).
5- أن الأذان والإقامة من لوازم الجماعة، والسفر لا يسقط الجماعة فلا يسقط ما هو من لوازمها الشرعية(23)"(24).
والله أعلم والهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد, والحمد لله رب العالمين،،،
| |
|
نور العيون
عدد المساهمات : 258 نقاط : 27302 تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: رد: الأذان والإقامة للصلوات الخمس في السفر الإثنين ديسمبر 05, 2011 9:49 pm | |
| شكرا جزيلا على الطرح المميز | |
|
فتاة بلا قلب
عدد المساهمات : 483 نقاط : 27836 تاريخ التسجيل : 19/01/2010 العمر : 39 الموقع : بلا قلب
| موضوع: رد: الأذان والإقامة للصلوات الخمس في السفر الجمعة ديسمبر 30, 2011 12:39 pm | |
| | |
|