سحر العيون
عدد المساهمات : 100 نقاط : 27411 تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: قصة الإسراء والمعراج السبت أكتوبر 09, 2010 8:17 pm | |
| قصة الإسراء والمعراج
لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بـمكة قبل الهجرة أوتي بدابة بيضاء دون البغل وفوق الحمار يقال لها: البراق, يضع خَطْوه عند منتهى طرفه , فركبه صلى الله عليه وسلم وبصحبته جبريل الأمين عليه السلام, حتى وصل بيت المقدس فنزل هناك وصلّى بالأنبياء إماماً لكل الأنبياء والمرسلين وهم يصلون خلفه ويتبين بذلك فضل رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , ويتبين شرفه وأنه الإمام المتبوع .
عروج النبي إلى السماوات ومن لقي من الأنبياء
ثم عَرج به جبريل إلى السماء الدنيا فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قال: ومن معك؟ قال: محمد, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له صلى الله عليه وسلم فوجد فيها آدم عليه السلام, فقال جبريل: هذا أبوك آدم فسلّم عليه؟ فسلّم عليه فرد عليه السلام وقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح, وإذا على يمين آدم عليه السلام أرواح السعداء, وعلى يساره أرواح الأشقياء من ذريته, فإذا نظر إلى اليمين سر وضحك, وإذا نظر قِبل شماله بكى.
ثم عَرج به جبريل إلى السماء الثانية فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له فوجد فيها يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وهما أبناء خالة، كل واحد منهما ابن خالة الآخر, فقال جبريل: هذان يحيى وعيسى فسلِّم عليهما, فسلَّم عليهما فردا السلام, وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح .
ثم عرج به جبريل إلى السماء الثالثة فاستفتح, فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, فوجد فيها يوسف عليه السلام فقال جبريل: هذا يوسف فسلِّم عليه, فسلَّم عليه فردَّ السلام وقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم عَرج به جبريل إلى السماء الرابعة فاستفتح, فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له فوجد فيها إدريس عليه الصلاة والسلام, فقال جبريل: هذا إدريس فسلِّم عليه فسلَّم عليه, فردَّ السلام وقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم عَرج به جبريل إلى السماء الخامسة فاستفتح, فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له فوجد فيها هارون بن عمران أخا موسى عليه السلام, فقال جبريل: هذا هارون فسلِّم عليه, فسلَّم عليه, فرد السلام وقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم عَرج به جبريل إلى السماء السادسة فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له فوجد فيها موسى عليه الصلاة والسلام, فقال جبريل: هذا موسى فسلِّم عليه, فسلَّم عليه, فردّ عليه السلام وقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. ولما تجاوزه بكى موسى عليه السلام, فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي, فكان بكاء موسى حزناً على ما فات أمته من الفضائل, لا حسداً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم عَرج به جبريل إلى السماء السابعة فاستفتح, فقيل: من هذا؟ قال: جبريل, قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم, قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم, قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء, ففتح له فوجد فيها إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليل الرحمن, فقال جبريل: هذا أبوك إبراهيم فسلِّم عليه - إبراهيم الذي قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: أقرئ أمتك مني السلام, وأخبرهم أن الجنة قيعان, وأنها طيبة التربة, عذبة الماء, وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس }- فسلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبراهيم, فرد عليه السلام وقال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح وكان إبراهيم عليه السلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور في السماء السابعة الذي يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يتعبدون ويصلون ثم يخرجون ولا يعودون إليه, ويأتي غيرهم من الملائكة الذين لا يحصيهم إلا الله.
فرض الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم
ثم رفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سِدْرة المنتهى فغشيها من أمر الله من البهاء والحسن ما غشيها, حتى لا يستطيع أحد أن يصفها من حسنها.
ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم وليلة, فرضي بذلك صلى الله عليه وسلم ثم نزل؛ فلما مر بموسى عليه السلام, قال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: خمسين صلاة في كل يوم وليلة, فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك, وقد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة, فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك, قال النبي صلى الله عليه وسلم: فرجعت فوضع عني عشراً, وما زال يراجع ربه حتى استقرت الفريضة على خمس فنادى مناد: أن أمضيت فريضتي وخففت على عبادي, أي: خمسين في الميزان وخمس في العمل.
هذه - يا عبد الله- الصلاة فرضها رب العزة والجلال على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات فرضها بدون واسطة, الصلاة الخمس التي يوصي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلفظ آخر رمق من الحياة وهو يقول: {الصلاة.. الصلاة.. الصلاة.. } الصلاة التي ضيّعها الكثير من الناس, عمود الإسلام الذي هدمه كثير من الناس, ومع الأسف الشديد هم يدّعون الإسلام, فالصلاة عمود الإسلام, وهي الفريضة التي فرضها الله على رسول الله من فوق سبع سماوات بدون واسطة, والتي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته, فحافظوا عليها, اتقوا الله في صلاتكم, حافظوا على هذه الصلاة, فإن من حافظ عليها فإنها تكون له نجاةً وبرهاناً يوم القيامة, ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نجاة ولا برهاناً وحشر يوم القيامة مع قارون وهامان وأبي بن خلف وفرعون.
في تلك الرحلة المباركة التي وصل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق السماء السابعة أدخل نبي الهدى صلى الله عليه وسلم الجنة, فإذا فيها قباب اللؤلؤ, وإذا ترابها المسك.
إخبار النبي لقريش وإنكارهم له
ثم نَزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مكة بغلس, وصلّى فيها الصبح فلما أصبح أخبر قريشاً بما رأى, فكان في ذلك امتحاناً لهم وزيادة في الطغيان والتكذيب, وقالوا: كيف تزعم يا محمد أنك أتيت بيت المقدس ورجعت في ليلة ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهراً في الذهاب وشهراً في الرجوع؟! فهات وصف لنا بيت المقدس ؟
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفه لهم حيث جلّاه الله له, فجعل ينظر إليه وينعته لهم, فبهتوا! وقالوا: أما الوصف فقد أصاب.
وجاء الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه, فقالوا: إن صاحبك يقول كذا.. وكذا.., فقال: إن كان قاله فقد صدق, ثم جاءه وحوله المشركون يحدثهم صلى الله عليه وسلم فكل ما قاله صلى الله عليه وسلم شيئاً, قال أبو بكر : صدقت, فَسُمي الصديق من أجل ذلك رضي الله عنه وأرضاه.
فاعتبروا - أيها المؤمنون - بهذه الآيات العظيمة, واشكروا الله على هذه النعم الجسيمة, واسألوه أن يثبتكم على الإيمان إلى الممات, قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [النجم:1-18].
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد, أقول قولي هذا وأسأل الله بمنِّه وكرمه أن يرزقنا إيماناً دائماً كاملاً يباشر قلوبنا, ويقيناً صادقاً وأسأل الله بأسمائه الحسنى, أن يجيرنا من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد، واستغفروا ربكم إنه هو الغفور الرحيم. (*)
(*) من محاضرة للشيخ عبد الله حماد الرسي .
دمتم بسعادة . | |
|
حبيبه
عدد المساهمات : 3242 نقاط : 33568 تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 37 الموقع : بدر البدور
| موضوع: رد: قصة الإسراء والمعراج الجمعة أكتوبر 15, 2010 8:32 am | |
| | |
|