فارس المنتدى
عدد المساهمات : 1976 نقاط : 30518 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 41 الموقع : العرسان
| موضوع: حَقُّ الأبناءِ على آبائِهم الأربعاء يوليو 06, 2011 10:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ـ من حقِّ الولدِ على والده، أن يُؤدِّبَه، ويُعَلِّمَه، ويَنصحَ له، وأن يُحسِن إليه، ويَعطف عليه، وأن يعدل بين الأولادِ في العطيَّةِ والهِبَةِ، ولا يُفرِّق بينهم في عطاء.
قال تعالى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (طـه:132.
وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً( التحريم:6.
وقال تعالى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ( الشعراء:214.
وقال تعالى وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(. ) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ . يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ . وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ( سورة لقمان:13و 16- 19.
ـ الأبناءُ أمانةٌ سَيُسأل عنها الآباء.
عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسول الله يقول:" كُلُّكُم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والرَّجلُ راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولة عن رعيتها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه" متفق عليه.
وعن ابن عمرو، قال: قال رسولُ الله :" كفَى بالمرءِ إثماً أن يُضيِّعَ من يقوت.
( حقوق قبل الولادة ) ـ من حقّ الولدِ على أبيه أن يَختارَ له الأمَّ الصالحة؛ ذات الدين والخُلُق الحسن.
عن أبي هريرة، عن النبي قال:" تُنكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها، ولحسَبِها، وجمالِها، ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدين تربت يداك " متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمر، أن رسولَ الله قال:" الدُّنيا متاعٌ وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحة " مسلم.
وعن عائشة، قالت:قال رسول الله :" تخيَّروا لِنُطَفِكُم، فأنكحوا الأكفاءَ، وأَنكِحوا إليهم ".
وعن عمر، قال: يا رسولَ الله أيُّ المالِ نتخذ؟ فقال:" ليتخذَ أحدُكم قَلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجةً مؤمنةً تُعين أحدَكُم على أمرِ الآخرة ".
ـ ومن حَقِّهِ كذلك أن يُسمي بالله، ويَستعيذَ بالله من الشيطان الرجيم قبلَ الجماعِ.
عن ابن عباس، قال: قال النبي :" أما لو أنَّ أحدَهم يقولُ حينَ يأتي أهلَه: بِسمِ الله، اللهمَّ جَنِّبني الشيطانَ، وجنِّبِ الشيطانَ ما رزَقتَنا، ثم قُدِّرَ بينهما في ذلك، أو قُضيَ ولدٌ، لم يضرَّهُ شيطانٌ أبداً " متفق عليه.
ـ ومن حقِّه أن لا يُغذي والدُه أمَّه بالحرام وهي حاملةٌ به.
عن جابرٍ، قال: قال رسولُ الله :" لا يدخلُ الجنَّةَ لحمٌ نَبتَ من السُّحتِ، وكلُّ لحم نبتَ من السُّحتِ كانت النارُ أولى به .
وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" إن اللهَ طيبٌ لا يقبلُ إلا طيباً، وإن الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً (، وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (، ثم ذَكرَ الرجلَ يُطيلُ السَّفرَ؛ أشْعَثَ أغبرَ، يَمدُّ يدَيه إلى السماءِ: يا ربِّ! يا رب! ومَطعمُه حرامٌ، ومشرَبُه حرامٌ، وملبَسُهُ حرامٌ، وغُذِّيَ بالحرامِ، فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!" مسلم.
وعن عائشةَ، قالت:" كانَ لأبي بكرٍ غُلامٌ يُخرجُ له الخَراجَ، فكان أبو بكرٍ يأكلُ من خَراجِه، فجاءَ يوماً بشيء، فأكلَ منه أبو بكرٍ، فقال له الغلامُ: تَدري ما هذا؟ فقال أبو بكرٍ: وما هو؟ قال: كنتُ تكهَّنتُ لإنسانٍ في الجاهليَّةِ، وما أُحسِنُ الكهانَةَ إلا أنِّي خدعتُه، فلقيَني فأعطاني بذلك؛ فهذا الذي أكلتَ منهُ! قالت: فأدخلَ أبو بكرٍ يدَهُ، فقاءَ كلَّ شيءٍ في بطنه " البخاري.
( حُقُوقٌ بعد الولادة )
ـ ومن حقِّ الولدِ على والدِه، أن يؤذِّنَ في أُذُنِه اليُمنى في السَّاعاتِ الأولى من ولادتِه، وأن يحنِّكَهُ بالتَّمرِ، ثم يَعِقُّ عنه في اليومِ السَّابعِ من ولادتِه، ويُحسِن تَسميتَه، ويَحلِقُ شعرَ رأسِه.
عن أبي رافع، قال:" رأيت رسولَ الله أذَّن في أُذُنِ الحسَن بن علي، حين ولدتهُ فاطِمةُ بالصَّلاةِ ".
وعن عائشة، قالت:" كان رسولُ الله يُؤتَى بالصِّبيانِ فيدعو لهم بالبركة، ويحنِّكُهم ".
وعن سلمان بن عامر الضبي، قال: قال رسول الله :" مع الغلامِ عقيقَتُه؛ فأهريقُوا عنه دماً، وأَميطوا عنه الأذى
وعن سمرة بن جندب، أن رسول الله ، قال:" كلُّ غلامٍ رهينةٌ بعقيقتِه، تُذبَحُ عنه يوم سابعِه، ويُحلَقُ، ويُسَمَّى
وعن أمِّ كرزٍ الكعبيَّة، قالت: سمعتُ رسول الله يقول:" عن الغلامِ شاتان مكافِئتان، وعن الجارية شاة ".
قال أبو داود: سمعت أحمد، قال: أي مستويتان أو مقاربتان.
وعن سمرة بن جندب قال:قال رسول الله :" لا تُسمينَّ غُلامَكَ: يساراً، ولا رباحاً، ولا نجيحاً، ولا أفلحَ " مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ ابنةً لعمر كان يُقالُ لها: عاصيَة، فسمَّاها رسولُ الله جميلة.
وعن أبي هريرة: أن زينب بنتَ أبي سلَمَة كان اسمُها " بَرَّة "، فقيلَ: تُزكِّي نفسَها، فسمَّاها رسولُ الله " زينَب " متفق عليه.
وفي رواية عند مسلم: قال رسول الله :" لا تُزكُّوا أنفسَكُم؛ الله أعلمُ بأهلِ البِرِّ منكم " فقالوا: بِمَ نُسمِّيَها؟ قال:" سموها زينب ".
وعن شُريح بن هانئ: أنَّ النبيَّ سمِعَ قوماً يُسمون رجلاً منهم عبد الحجر، فقال النبي :" ما اسمُك؟"، قال: عبد الحجر! قال:" لا، أنت عبدُ الله ".
وعن عائشة رضي الله عنها:" أن رسولَ الله r كان يُغيِّرُ الاسمَ القبيحَ ".
وعن جابر، قال: وُلد لرجلٍ منا غلامٌ فسمَّاهُ القاسمَ، فقلنا: لا نُكنيكَ أبا القاسم، ولا كرامةَ فأخبرَ النبيَّ ، فقال:" سمِّ ابنَكَ عبد الرحمن " البخاري.
وعن أبي هريرة، مرفوعاً:" لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي؛ أنا أبو القاسم، والله يُعطي، وأنا أقسمُ ".
ـ ومن حقِّه أيضاً على والده، أن يُعلِّمَهُ[[23]]ويُؤدِّبَهُ.
عن سبرة، قال: قال رسول الله :" مُروا الصبيَّ بالصلاة إذا بلغَ سبعَ سِنين، وإذا بلَغَ عشرَ سنينَ فاضربُوه عليها
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله :" مُروا أولادَكُم بالصَّلاةِ وهم أبناءُ سبعِ
سنين، واضربُوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سنين، وفرِّقُوا بينهم في المضاجع.
وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة، قال: كنت غلاماً في حِجرِ رسول الله ، وكانت يدي تَطِيشُ في الصَّحفَةِ؛ فقال لي رسول الله :" يا غلامُ سَمِّ اللهَ تعالى، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ ممَّا يليكَ ". فما زالت طِعمَتي بَعْدُ. متفق عليه.
وعن جُندب بن عبد الله، قال:"كنَّا مع النبي ونحنُ فتيانٌ؛ فتعلَّمنا الإيمانَ قبل أن نتعلَّمَ القرآنَ، ثم تعلَّمنا القُرآنَ فازدَدْنا به إيماناً.
وعن ابن عباس، قال: كنتُ خلفَ النبي ، فقال:" يا فتى ألا أهَبُ لك، ألا أُعلِّمُك كلماتٍ ينفعك الله بهن؟ احفظ اللهَ يحفظك، احفظ اللهَ تجدهُ أمامَك، وإذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعن بالله، واعلم أنَّه قد جَفَّ القلَمُ بما هو كائنٌ، واعلم بأنَّ الخلائِقَ لو أرادوكَ بشيءٍ لم يُرِدكَ اللهُ به لم يقدروا عليه، واعلم أنَّ النصرَ مع الصبِر، وأنَّ الفرَجَ مع الكربِ، وأن مع العُسْرِ يُسراً ".
وعن جابر، عن النبي ، قال:" إذا كان جُنْحُ الليلِ فَكُفُّوا صبيانَكُم؛ فإن الشياطينَ تنتشرُ حِينئذٍ، فإذا ذهبت ساعةً من العشَاء فخلُّوهُم " متفق عليه.
وعنه، قال: قال رسول الله :" كُفُّوا صبيانَكُم عند العِشَاءِ؛ فإن للجنِّ انتشاراً وخَطَفَةً ".
وعن أبي سعيد، وابن عباس، قالا: قال رسولُ الله :" من وُلِدَ لهُ ولدٌ، فليُحسِن اسمه وأدَبَه، فإذا بلغَ فليُزوِّجْه، فإن بلَغَ ولم يزوجْهُ فأصابَ إثماً فإنما إثمُه على أبيه ".
ـ ومن حقِّ الأولادِ على أبيهم أن يعدلَ بينَهم في الإنفاق والهِباتِ؛ وأن لا يوصي لهم عند الممات.
عن النُّعمان بن بشير، قال: أنحلَني نُحْلاً ، فقالت له أُمي عَمرةُ بنت رواحة: أيتِ رسولَ الله فأشهِدْه، فأتى النبيَّ ، فأشهدَه فذكرَ ذلك له، فقال: إني نحلْتُ ابني النُّعمانَ نُحْلاً، وإنَّ عَمرةَ سألتني أن أُشهدَك على ذلك، قال:" فكلُّهُم أعطيتَ مِثلَ ما أعطيتَ النعمانِ؟" قال: لا! قال:" هذا جورٌ ".
ومن رواية مغيرة:" أليسَ يَسرُّكَ أن يكونوا لك في البرِّ واللطفِ سواء؟" قال: نعم، قال:" فأشهِدْ على هذا غيري ".
وذكر مجالد في حديثه:" إن لهم عليكَ من الحقِّ أن تعدلَ بينهم، كما أن لكَ عليهم من الحقِّ أن يبرروكَ ". ومن رواية جابر: قال رسول الله :" له إخوةٌ؟" فقال: نعم! قال:" فكلُّهم أعطيتَ ما أعطيتَهُ؟" قال: لا! قال:" فليس يَصلُحُ هذا، وإنَّي لا أَشهدُ إلا على حقٍّ ".
وعن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله :" اعدِلُوا بين أولادِكُم، اعدلوا بين أبنائِكم " مسلم.
وعنه، قال صلى الله عليه و سلم :" اعدِلوا بينَ أولادِكُمْ في النُّحَلِ، كما تُحبونَ أن يَعدِلوا بينكم في البرِّ واللُّطفِ ".
وعن أبي أمامة قال: سمعت رسولَ الله ، يقول:" إنَّ اللهَ قد أعطى كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّه، فلا وصيَّةَ لوارثٍ ".
وعن أنسٍ، قال: كان مع رسولِ الله رجلٌ، فجاء ابن له فقبَّلَهُ وأجلسَهُ على فَخِذه، ثم جاءت بنتٌ له فأجلسها إلى جنبه، قال:" فهلاَّ عدَلْتَ بينهما؟!".
ـ فضلُ تربيةِ البنات، والإحسانِ إليهنَّ، والعطف عليهنَّ.
عن عائشة، قالت: قال رسول الله :" من ابتُلي من هذه البنات بشيء، فأحسَن إليهنَّ، كُنَّ له سِتراً من النار " متفق عليه.
وعن جابر، عن النبيِّ ، قال:" من عالَ ثلاثاً من بناتٍ يَكفِيهنَّ، ويرحمُهُنَّ، ويُرفِقُ بهنَّ، فهو في الجنة ".
وعن أنسٍ ، قال: قال رسولُ الله :" مَن عالَ جاريتين حتى يُدرِكا، دخَلْتُ أنا وهو الجنَّة كهاتين "، وضمَّ أصابعَه.
وعن ابن عباس، عن النبي قال:" ما من مُسلمٍ تُدرِكُه بنتان؛ فيُحسِن صُحبتَهُما إلا أدخلتاهُ الجنَّة ".
وعنه، عن النبي قال:" سوُّوا بين أولادكُم في العَطيَّة، فلو كنتُ مُفضلاً أحداً لفضَّلتُ النساءَ ".
وعن عقبة بن عامرن عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" لا تكرهوا البنات؛ فإنهنَّ المؤنِسات الغاليات ".
ـ ومن حقِّ البنتِ على والدِها، أن يُحسِن اختيارَ الزوج الصالح لها[[49]].
قال تعالى وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(البقرة:221.
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" إذا أتاكُم مَن تَرضَونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجوه؛ إلا تفْعَلُوا تَكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريض ".
وعن سَهْلٍ، قال: مرَّ رجلٌ غنيٌّ على رسول الله ، فقال:" ما تقولون في هذا؟" قالوا: حريٌّ إن خَطِبَ أن يُنكَحَ، وإن شفِعَ أن يُشفَعَ، وإن قال أن يُستمعَ، قال: ثم سكتَ، فمرَّ رجلٌ من فقراءِ المسلمين، فقال:" ما تقولون في هذا؟" قالوا: حريٌّ إن خَطِبَ أن لا يُنكَحَ، وإن شَفِع أن لا يُشفَع، وإن قالَ أن لا يُسمَعَ، فقال رسولُ الله :" هذا خيرٌ من ملءِ الأرضِ من هذا ". وعن عمر، قال: قال رسول الله :" خيرُ النِّكاحِ أيسَرَه ".
وعن عائشة، قالت:قال رسول الله :" أَنكِحُوا الأكفَاءَ، وأنكِحُوا إليهم ".
ـ كراهيَّةُ الدُّعاءِ على الأبناء.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :" لا تدعُوا على أنفُسِكُم، ولا تدعُوا على أولادِكُم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوافِقوا من اللهِ ساعةً يُسأَلُ فيها عطاءٌ فيستجيبُ لكم " مسلم.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسولُ الله :" لا تَدعُوا على أنفُسِكُم، ولا تدعوا على أولادِكُم، ولا تدعوا على خدَمِكُم، ولا تدعوا على أموالِكُم، لا توافقوا من اللهِ ساعةَ نَيْلَ فيها عطاء فيستجيبَ لكُم ".
ـ من أعظَمِ الكبائر أن يَقتُلَ الوالِدُ ولَدَهُ خَشْيَةَ أن يَطْعَمَ معه!
قال تعالى وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (الإسراء:31.
عن عبد الله بن مسعود، قال: قلتُ يا رسولَ الله، أيُّ الذنبِ أعظمُ؟ قال:" أن تجعلَ لله نداً وهو خلقَكَ "، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال:" أن تَقتُلَ ولدَكَ من أجلِ أن يَطعمَ معَكَ "، قُلت:
ثم أيٌّ؟ قال:" أن تُزانيَ حليلة جارِكَ " متفق عليه.
وفي رواية عنه: قلتُ ثم أيٌّ؟ قال :" ثم أن تَقْتُلَ ولَدَكَ خشيةَ أن يَطعَمَ معكَ " اليخاري. وفي رواية:" ثم أن تقتلَ ولدَكَ تخافُ أن يَطْعمَ معَكَ ".
وعن المِقداد بن مَعدي كَرِبٍ أنه سمع رسولَ الله يقول:" ما أطعمتَ ولدَكَ فهو لكَ صدقة ... ..
ـ فضلُ رحمةُ الوالِدِ لأولاده، وتقبيلهم، والعطف عليهم.
عن عائشة، قالت: جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ فقال: أَتُقبِّلُون الصبيانَ؟ فما نقبِّلُهم! فقال النبي عليه الصلاة و السلام :" أوَأَملِكُ لك أنْ نَزعَ اللهُ من قلبِكَ الرحمة " متفق عليه.
وعن أبي هريرة، قال: قبَّلَ النبيُّ الحسنَ بن علي رضي الله عنهما، وعندهُ الأقرعُ ابن حابِسٍ، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرَةً من الولدِ ما قبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله فقال:" من لا يَرحَم لا يُرحَم " متفق عليه.
وعن أنسٍ:" أخذَ النبيُّ إبراهيمَ فقبَّلَه وشمَّهُ " البخاري.
وعن عائشة، قالت: ما رأيتُ أحداً أشبهَ برسولِ الله من فاطمة كرَّمَ اللهُ وجهها؛ كانت إذا دخلت عليه قامَ إليها فأخذَ بيدها وقبَّلَها وأجلَسَها في مجلِسه، وكان إذا دخلَ عليها قامت إليه، فأخذت بيده فقبَّلتهُ وأجلَسَتْهُ في مجلِسِها.
وعن البراء، قال: دخلتُ مع أبي بكر أوَّل ما قدِمَ المدينة، فإذا عائشةُ ابنتُه مُضْجَعَةً قد أصابتْها حُمَّى، فأتاها أبو بكرٍ، فقال لها: كيف أنت يا بُنيَّة؟ وقبَّلَ خدَّها.
وعن أبي هريرة، قال كان رسولُ الله ، ليُدلِعُ لِسَانَهُ للحسن بن علي، فيرى الصبيُّ حُمرةَ لِسانِه، فيَبْهَشُ إليه.
عن أُمِّ خالدٍ بنتِ خالد بن يعيد، قالت: أتيتُ رسولَ الله مع أبي، وعليَّ قميصٌ أصفَرُ، قال رسول الله :" سنَهْ سَنَهْ " ـ أي حسنةٌ حَسَنةٌ ـ قالت: فذهبتُ ألعَبُ بخاتَمِ النبوَّةِ فزَبَرَني أبي ـ أي زجرني ونهاني ـ قال رسولُ الله :" دَعْها " البخاري.
وعن أنسِ ابنِ مالك، قال: إنْ كان النبيُّ ليُخالِطُنا حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٌ:" يا أبا عُمَيْر، ما فعَلَ النُّغَيْرُ " البخاري.
وعنه قال:" كان ـ أي رسول الله ـ أرحمَ النَّاس بالعيالِ والصِّبيانِ ".
وعنه، قال:" كان رسولُ الله يمرُّ بالغُلمانِ فيُسلِّمُ عليهم، ويدعو لهم بالبركة ".
وعن بريدة، قال: خطبنا رسول الله ، فأقبَلَ الحسنُ والحسَينُ عليهما قميصان أحمران، يَعثُران ويَقومان، فنزلَ فأخذَهُما فصعَد بهما، ثم قال:" صدق الله ) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (؛ رأيتُ هذين فلم أصبرْ "، ثم أخَذَ في الخُطبةِ.
وعنه، قال: كان النبيُّ يخطُبُ فجاءَ الحسنَ والحُسين رضي الله عنهما، وعليهما قميصان أحمران يَعثُران فيهما، فنزلَ النبيُّ فقطَعَ كلامَهُ، فحملَهُما، ثمَّ عادَ إلى المنبر، ثم قال:" صدق الله ) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (؛ رأيتُ هذينِ يَعثُرانِ في قميصَيْهِما فلم أصبرْ حتَّى قطعتُ كلامي فحمَلتُهُما ".
وعن شدَّاد بن الهاد الليثي، قال: خرجَ علينا رسولُ الله في إحدى صلاتَي العِشاء، وهو حاملٌ حسناً أو حسيناً، فتقدَّم رسولُ الله فوضعَهُ، ثم كبَّرَ للصلاة، فصلَّى، فسجدَ بين ظهراني صلاته سجدةً أطالها، قال أبي: فرفعتُ رأسي، وإذا الصبيُّ على ظهرِ رسولِ الله وهو ساجدٌ، فرجعتُ إلى سُجودي، فلما قضى رسولُ الله ، قال الناسُ: يا رسولَ الله! إنَّكَ سجدتَ بين ظهراني صلاتِكَ سجدةً أطلتَها! حتى ظننَّا أنه قد حدَث أمرٌ، أو أنه يوحى إليك، قال:" كلُّ ذلك لم يَكُن؛ ولكنَّ ابني ارتَحَلَني، فكرِهتُ أن أُعَجِّلَهُ حتَّى يَقضِيَ حاجَتَهُ ".
وعن البراء، قال: رايتُ النبيَّ والحسَنُ ـ صلوات الله عليه ـ على عاتقِه، وهو يقول:" اللهمَّ إنِّي أُحِبُّه فأحِبَّه ".
وعن يعلى بن مُرَّة، أنه قال: خرجنا مع النبيِّ ، ودُعينا إلى طعامٍ فإذا حُسين يلعبُ في الطريق، فأسرَعَ النبيُّ أمامَ القوم، ثم بسَطَ يديه؛ فجعلَ الغلامُ يفرُّ هاهُنا وهاهُنا، ويُضاحِكُه النبيُّ حتى أخذَه، فجعَلَ إحدى يدَيه في ذقنِه والأُخرى في رأسه، ثم اعتنَقَه، ثمَّ قال النبيُّ :" حُسينٌ مني وأنا من حُسَين، أحبَّ اللهُ من أحبَّ حُسيناً، الحُسَينُ سَبطٌ من الأسباط ".
وعن أبي هريرة، قال:" كنَّا نصلي مع رسولِ الله العِشاءَ، فإذا سجدَ وثبَ الحسَنُ والحُسين على ظهرهِ، وإذا رَفَعَ رأسَه أخذَهما بيده من خلفِه أخذاً رفيقاً، فوضعَهُما وضعاً رفيقاً، فإذا عادَ عادا، فلمَّا صلَّى وضعهما على فخِذَيه واحداً ههنا، وواحداً ههنا.
قال أبو هريرة : فجِئتُه فقلتُ يا رسولَ الله! ألا أذهب بهما إلى أمِّهما؟ قال: لا، فبَرِقَتْ برقَةً، فقال: الحَقا بأُمِّكُما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا إلى أُمِّهما ".
وعن يوسف بن عبد الله بن سَلاَم، قال:" سمَّاني رسولُ الله يوسف، وأقعدَني على حِجْرِه، ومسَحَ على رأسي ".
وعن قُرَّة بنِ إياسٍ : أن رجلاً كان يأتي النبيَّ عليه الصلاة و السلام ومعه ابنٌ له، فقال النبيُّ :" أتُحبُّه؟"، قال: نعم يا رسولَ الله، أحبَّكَ اللهُ كما أُحِبُّه! ففقدهُ النبيُّ فقال:" ما فعلَ ابنُ فلان؟"، قالوا: يا رسولَ الله ماتَ! فقال النبيُّ لأبيه:" ألا تُحبُّ أن لا تأتيَ باباً من أبوابِ الجنَّة إلا وجدتَهُ ينتَظِرُكَ؟"، فقال رجلٌ: يا رسولَ الله، أله خاصَّةً، أم لكلنا؟ قال:" بل لِكُلِّكُم ".
وفي رواية للنسائي، قال: كانَ نبيُّ الله إذا جلسَ جلسَ إليه نفرٌ من أصحابه، فيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيهُ من خلفِ ظهرِه فيُقعِدُه بين يديه، فهلَكَ، فامتنعَ الرجلُ أن يحضُرَ الحلَقَة لذِكرِ ابنهِ، فحَزِنَ عليه، ففقدَهُ النبيُّ ، فقال:" ماليَ لا أرى فلاناً؟"، قالوا: يا رسولَ الله! بُنَيُّه الذي رأيتَه هلَكَ، فلقيَهُ النبيُّ فسألَه عن بُنَيِّهِ؟ فأخبره أنه هلَكَ، فعزَّاهُ عليه، ثم قال:" يا فلان، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ به عُمُرَكَ، أوْ لا تأتي غداً إلى بابٍ من أبوابِ الجنَّة إلا وجدتَهُ قد سبقَكَ إليه يَفتَحهُ لك؟"، قال: يا نبيَّ الله! بل يسبِقُني إلى بابِ الجنَّةِ، فيفتَحُها لي لهو أحبُّ إليَّ. قال:" فذاكَ لك ".
نسألُ اللهَ تعالى أن يجعلنا ممن يُنصفون أبناءهم، ويُحسنون تربيتهم، وتأديبهم، وتعليمهم في الصغر .. لينصفونا في الكِبَر .. وليكونوا حسنةً من حسناتنا يومَ القيامة، إنه تعالى سميعٌ قريب مجيب، وصلَّى الله على محمد النبيِّ الأمي، وعلى آله وصحبه وسلَّم.
| |
|
قمر الليالى
عدد المساهمات : 1000 نقاط : 29203 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 36
| موضوع: رد: حَقُّ الأبناءِ على آبائِهم الجمعة يوليو 29, 2011 2:19 am | |
| | |
|
فارس المنتدى
عدد المساهمات : 1976 نقاط : 30518 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 41 الموقع : العرسان
| موضوع: رد: حَقُّ الأبناءِ على آبائِهم الأربعاء أغسطس 10, 2011 10:46 pm | |
| | |
|