فارس المنتدى
عدد المساهمات : 1976 نقاط : 30518 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 41 الموقع : العرسان
| موضوع: : حَقُّ المسلِمِ على أخِيه المسلم الأربعاء يوليو 06, 2011 10:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ـ من حق المسلم على أخيه المسلم، أن يردَّ عليه السلام، ويُشمِّتَهُ .إذا عطسَ، ويجيبَ دعوتَه إذا دعاه، وأن يعودَهُ إذا مرض، ويتبع جنازتَه إذا مات .. وأن ينصرَه ـ في الحق ـ ويذبَّ عنه وعن عِرضه وحرماته الأذى والعدوان في ظهر الغيب كما في حضرته، وأن ينصح له، ويألم لألمه، ويفرح لفرحه، ويحبَّ له ما يحبُّ لنفسه من خيرٍ.
قال تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (الحجرات:10.
وقال تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة:71.
وقال تعالى وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (الحجرات:12.
وفي الحديث، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :" للمؤمِن على المؤمن ستُّ خِصالٍ: يعودُه إذا مرضَ، ويشهَدُه إذا مات، ويُجيبُه إذا دعاه، ويُسلِّم عليه إذا لقيَه، ويُشمِّتُه إذا عطَسَ، ويَنصحَ له إذا غاب أو شَهِد "
وعن البراء بن عازِبٍ قال:" أمرَنا رسولُ الله بسبعٍ: أمرنا بعيادةِ المريضِ، واتباعِ
الجنائزِ، وتَشميتِ العاطِس، وإبرارِ القسَمِ أو المُقْسِمِ، ونصْرِ المظلومِ، وإجابةِ الدَّاعي، وإفشاءِ
السَّلامِ ..
وعن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله :" من ذَبَّ عن عِرضِ أخيه بالغَيبَة، كان حقاً على الله أن يعتِقَهُ من النَّار.
وعن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله :" مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه، ردَّ اللهُ عن وجهِه النارَ يومَ القيامةِ ".
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :" المؤمنُ مرآةُ المؤمنِ، والمؤمنُ أخو المؤمِن، يكفُّ عليه ضَيعَتَهُ، ويحوطُه من ورائه "
وعن تميم الداري، قال: قال رسول الله :" إنَّ الدينَ النَّصيحةُ، إنَّ الدينَ النصيحةَ، إنَّ الدينَ النَّصيحةَ "، قالوا: لمن يا رسولَ الله؟ قال:" لله، وكتابِه،
ورسولِه، وأئمَّةِ المؤمنين وعامَّتهِم، وأئِمَّةِ المسلمين وعامَّتِهم ".
وعن أنس، قال: قال رسول الله :" انصُرْ أخاكَ ظالماً أو مظلموماً "، فقال رجلٌ: يا رسول الله أنصُرهُ مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال:" تمنعُه من الظُّلمِ، فَذاكَ نَصرُكَ إيَّاه " متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله :" المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمَّتهم أدناهم، ويُجيرُ عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على مَن سواهُم، يَردُّ مُشِدُّهُم على مُضعِفهم، ومُتَسَرِّعِهم على قاعِدهم، لا يُقتَلُ مؤمنٌ بكافرٍ، ولا ذُو عهدٍ في عهده " .
وعن جابرٍ، أن النبي ، قال:" ما من امرئٍ يَخذُلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ
فيه عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمَتِه، إلا خذَلَه اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرَتَهُ، وما مِن أحدٍ ينصرُ مُسلماً في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضهِ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصرَهُ اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ ".
وعن أنس، قال: قال رسولُ الله :" والذي نفسي بيده لا يؤمنُ عبدٌ حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه " متفق عليه.
وعن أبي هريرة، عن النبي قال:" إذا عطَس أحدُكم فليقلْ: الحمدُ لله على كلِّ حالٍ، وليقل أخوه أو صاحبُه: يرحمُك الله، ويقول هو: يهديكُم الله ويُصلِح بالَكُم "
وعن أنس، قال: عطَس رجلان عند النبي ، فشمَّتَ أحدَهما وتركَ الآخر، قال: فقيل: يا رسول الله! رجلان عطسا فشمَّتَ أحدَهما وتركتَ الآخر؟ فقال:" إن هذا حَمِدَ اللهَ، وإن هذا لم يحمد الله " متفق عليه.
ـ منزلةُ المؤمِن من المؤمنين، ومثَلُه بالنسبة لهم.
عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله :" المؤمنُ من أهلِ الإيمان بمنزلة الرأسِ من الجسد، يألَمُ المؤمنُ لما يُصيبُ أهلَ الإيمان، كما يألَمُ الرأسُ لما يصيبُ الجسدَ ".
وعن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله :" ترى المؤمنين في تراحُمِهم وتوادِّهم، وتعاطُفِهم، كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى عضواً تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى " متفق عليه.
وعنه، قال: قال رسول الله :" المؤمنون كرجلٍ واحدٍ، إذا اشتكى رأسَهُ اشتكى كلُّه، وإن اشتكى عينَهُ اشتكى كلُّه "
ـ فضلُ من يمشي في حاجةِ أخيه المسلم، ويُفرِّجُ عنه كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا.
عن أبي هريرة، عن النبي ، قال:" مَن نَفَّسَ عن مُسلِمٍ كُربَةً من كُرَب الدنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ الآخرةِ، ومَن سَترَ على مسلمٍ ستره الله في الدُّنيا والآخرِة، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه ".
وعن ابن عمر، أن رسول الله قال:" المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظلِمهُ ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجةِ أخيه، كان اللهُ في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍٍ كُربةً فرَّجَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامة، ومن سَترَ مُسلماً سَترهُ اللهُ يومَ القيامة " متفق عليه.
وعنه، قال: قال رسولُ الله :" أحبُّ الناس إلى اللهِ أنفَعُهم، وأحبَّ الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، أو تَكشُفَ عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً، أو تَطرُدَ عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحبَّ إلي من أن أعتكِفَ في المسجد شَهراً، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه، ومن كظَمَ غيظاً ، ولوشاء أن يُمضيَه أمضاه، ملأ اللهُ قلبَه رِضىً يومَ القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجةٍ حتى يُثبِتَها له، أثبتَ اللهُ تعالى قدَمَه يومَ تزِلُّ الأقدامُ، وإنَّ سوءَ الخلقِ ليفسِدَ العملَ كما يُفسِدُ الخلُّ العسلَ ".
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :" أفضلُ الأعمالِ أن تُدخِلَ على أخيكَ المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تُطعمَهُ خُبزاً ".
عن ابن المكندر يرفعه إلى النبيِّ :" من أفضلِ الأعمالِ إدخالُ السرورِ على المؤمنِ؛ تقضي عنه ديناً، تقضي له حاجةً، تنفِّسَ له كُربةً ".
قال سفيان بن عُيينة: وقيل لابن المنكَدِرِ فما بقي مما يُستَلَذُّ؟ قال: الإفضالُ على الإخوان.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" إنَّ اللهَ يقول يومَ القيامة: يا ابنَ آدمَ مَرِضتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب كيف أعودُكَ وأنت ربُّ العالمين، قال: أما علِمتَ أنَ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ، أما علمتَ أنَّكَ لو عُدتَهُ لوجدتني عندَه! يا ابنَ آدمَ استطعمتُكَ فلَم تُطعمنِي، قال: يا ربِّ! و كيف أطعمُكَ وأنتَ ربُّ العالمينَ؟ قال: أما عَلمتَ أنَّهُ استطعَمَكَ عَبدِي فلان فَلَم تُطعِمْهُ؟ أمَا عَلِمتَ أنَّكَ لو أطعَمتَهُ لَوَجدتَ ذلك عِندِي؟ يا ابن آدم! استسقيتُكَ فَلَم تُسقِني، قال: يا ربِّ! كَيفَ أَسقِيكَ وَأَنتَ رَبُّ العَالَمينَ؟قال: استَسقَاكَ عَبدِي فُلانُ فَلَم تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّك لَو أَسقَيتَهُ وَجَدتَ ذلكَ عندي " مسلم.
وعن أمامة، عن النبي قال:" من شَفِعَ لأخيه بشفاعةٍ، فأهدى له هديةً عليها فقبِلَها، فقد أتى باباً عظيماً من أبوابِ الرِّبا ".
وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسولُ الله :" إنَّ لله أقواماً اختصَّهم بالنَّعمِ لمنافع العبادِ، يُقرُّهم فيها ما بذَلوها، فإذا مَنعُوها نزعَها منهم؛ فحوَّلها إلى غيرِهم ".
وعن ابن عباس قال: قال رسولُ الله :" ما مِن عبدٍ أنعمَ اللهُ عليه نعمةً فأسبغها عليه، ثم جعلَ من حوائجِ الناس إليه فتبرَّمَ؛ فقد عرَّضَ تلك النعمةَ للزوال ".
وفي الأثر عن عبد الله بن عمر، أنَّ عمر بن الخطاب قال عامَ الرَّمادة ـ وكانت سَنةٌ شديدةٌ مَلمَّةٌ، بعدما اجتهدَ عمر في إمداد الأعراب بالإبل والقمح والزيت من الأرياف كلها مما جَهدَها ذلك، فقام عمر يدعو، فقال: اللهمَّ اجعل رزقَهم على رؤوسِ الجبالِ، فاستجابَ اللهُ له وللمسلمين، فقال حين نزلَ به الغيثُ:" الحمدُ لله، فوالله لو أنَّ الله لم يُفرِّجها ما تركتُ أهلَ بيتٍ من المسلمين لهم سَعةٌ إلا أَدخَلْتُ معهم أعدادَهم من الفقراء؛ فلم يكن اثنان يَهلَكان من الطعامِ على ما يُقيمُ الواحد ".
ـ فَضلُ مَن زارَ أخاً له في الله؛ لا يَبتغي من زِيارَته له سِوى مرضاةِ اللهِ تعالى.
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" مَن عادَ مريضاً، أو زارَ أخاً له في الله، ناداه منادٍ: أنْ طِبتَ وطابَ ممشاكَ، وتبوَّأتَ من الجنةِ منزلاً ".
وعن عليٍّ، عن النبي قال:" ما من مُسلم يعودُ مسلماً غَدوةً، إلا صلى
عليه سبعون ألفَ ملَكٍ حتى يُمسي، وإن عادَه عَشيَّةً، صلى عليه سبعون ألف ملَكٍ حتى يُصبحَ، وكان له خريفٌ في الجنة ".
وعن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ النبيَّ يقول:" مَن عادَ مريضاً خاضَ في الرحمة، حتى إذا قعدَ استقرَّ فيها ".
وعن أبي هريرة، عن النبيِّ :" أنَّ رجلاً زارَ أخاً له في قريةٍ أخرى، فأرصَدَ اللهُ له على مَدْرَجَتِه ملَكاً، فلما أتى عليه، قال: أين تُريد؟ قال: أريدُ أخاً لي في هذه القريةِ، قال: هل لكَ عليه من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا؛ غير أني أُحبُّه في الله ، قال: فإنِّي رسولُ اللهِ إليك؛ بأنَّ اللهَ قد أحبَّك كما أحببتَهُ فيه " مسلم.
وعن ثَوبان مولى رسول الله ، عن رسولِ الله قال:" من عاد مريضاً، لم يزَلْ في خُرْفَةِ الجنة حتى يرجِعَ ". قيل: يا رسول الله وما خُرفةُ الجنَّة؟ قال:" جَنَاهَا " مسلم.
ـ إذا أحبَّ المسلمُ أخاه المسلم.
عن المِقدام بن مَعدي كَرِب، قال: قال النبيُّ :" إذا أحبَّ أحدُكُم أخاه، فليُعلِمه أنه أحبَّه ".
وفي رواية:" إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فليُخبرهُ أنه يحبُّه ".
وعن أنس بن مالك قال: مرَّ رجلٌ بالنبيِّ وعنده ناسٌ، فقال رجلٌ ممن عنده: إنِّي لأحبُّ هذا لله، فقال النبيُّ :" أعلَمْتَهُ؟"، قال: لا، قال:" فقم إليه فأعلِمْهُ "، فقام إليه فأعلَمَهُ، فقال: أحبَّك الذي أحببتني له. قال: ثم رجعَ إلى النبيِّ فأخبره بما قال، فقال النبيُّ :" أنتَ مع من أحببتَ، ولك ما احتسبتَ ".
وعن أنسٍ، قال: قال النبيُّ :" ما تحابَّا الرجلان إلا كانَ أفضلُهما أشدَّهُما حُبَّاً لصاحبه ".
وعن أبي الدرداء مرفوعاً:" ما من رجلين تحابَّا في الله بظهرِ الغيبِ؛ إلا كانَ أحبُّهما إلى الله أشدَّهما حُبَّاً لصاحِبه ".
وعن أبي أُمامَة مرفوعاً:" ما أحبَّ عبدٌ عبداً لله إلا أكرمَهُ الله .
وعن معاذ بن جبل، قال:" إذا أحببتَ أخاً فلا تُمارِه، ولا تُشارِه، ولا تسأل عنه؛ فعسى أن توافِيَ له عدواً، فيُخبركَ بما ليس فيه، فيُفرِّق بينك وبينه ".
وعن أبي هريرة قال:" يُبصِرُ أحدُكم القَذاةَ في عينِ أخيه، وينسى الجِذْل ـ أو الجِذْعَ ـ في عين نفْسِه ".
ـ أمورٌ تزيدُ المحبَّة بين المسلمين وتقويها:
ـ منها إفشاءُ السلام: عن أبي هريرة، عن النبيِّ قال:" والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تُسْلِموا، ولا تُسْلِموا حتى تحابُّوا، وافشوا السلامَ تحابُّوا، وإياكُم والبُغضَةَ؛
فإنها هي الحالقة، لا أقولُ لكم: تحلقُ الشَّعرَ، ولكن تحلق الدينَ ".
وعنه، قال: قال رسول الله :" لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تَحابُّوا، ألا أدلُّكُم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتُم؟ أفْشُوا السلامَ بينكُم " مسلم.
وعن أبي أمامة t، قال: قال رسول الله :" إنَّ أوْلى الناسِ بالله من بدأَهم بالسَّلامِ ". وفي رواية عند الترمذي: قيل يا رسولَ الله الرجُلانِ يلتقيان أيُّهما يبدأُ بالسَّلامِ؟ قال:" أولاهما بالله تعالى ". أي أقربهما إلى الله وأحبهما إليه.
وعن أبي هريرة، عن النبي قال:" إذا لقي أحدُكم أخاهُ فليُسلِّم عليه، فإن حالَ بينهما شجرةٌ أو جِدارٌ أو حجرٌ ثمَّ لقيَهُ فليُسلِّم عليه ".
وعن أنس بن مالك ، قال:" كنا إذا كنَّا معَ رسولِ الله فتُفَرِّقُ بيننا شجرةٌ؛ فإذا التقينا يُسلِّمُ بعضُنا على بعضٍ ".
وعن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً سألَ رسولَ الله : أيُّ الإسلامِ خير قال: تُطعِمُ الطَّعامَ، وتَقرأُ السَّلامَ على من عَرفتَ ومن لم تعرف " مسلم.
وعن الأغرِّ ـ أغرِّ مُزينَةَ ـ قال: كان رسول الله أمرَ لي بجَرِيبٍ من تمرٍ عند رجلٍ من الأنصار، فمَطَلني به، فكلمت فيه رسولَ اللهِ ، فقال:" أُغدُ يا أبا بكرٍ؛ فخُذ له تَمْرَهُ ".
فوعدني أبو بكرٍ المسجدَ إذا صلينا الصُّبحَ، فوجدتُه حيثُ وعدني، فانطلقنا، فكلما رأى أبو بكرٍ رجُلاً من بعيدٍ سلَّم عليه، فقال أبو بكر : أما تَرى ما يصيبُ القومُ عليكَ من الفضل؟ لا يسبِقُكَ إلى السَّلام أحدٌ. فكنا إذا طَلِعَ الرجلُ من بعيدٍ بادرناه بالسَّلام قبلَ أن يُسلِّمَ علينا ".
وعن بُشَيْر بن يسار قال:" ما كان أحدٌ يبدأ ـ أو يبدرُ ـ ابن عمر السلامَ ". أي كان هو دائماً يُبادرهم السلام، فيكون هو السابق والبادئ!
وعن الطُّفيل بن أُبي بن كعب: أنه كان يأتي عبدَ الله بن عمر فيغدو معه إلى السوقِ، قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمرَّ عبدُ الله بن عمر على سقَّاطٍ ـ الفقير الذي يبيع سَقَطَ المتاع ورديئه ـ ولا صاحب بيعة، ولا مسكينٍ، ولا أحدٍ إلا ويُسلِّمُ عليه!
قال الطُّفَيل: فجئتُ عبدَ الله بن عمر يوماً، فاستَتْبَعَني إلى السوق، فقلت: ما تصنعُ بالسوقِ، وأنت لا تقِفُ على البيعِ، ولا تسألُ عن السِّلَعِ، ولا تَسومُ بها، ولا تجلسُ في مجالس السوق، فاجلس بنا هنا نتحدَّث؟!
فقال لي عبد الله:" يا أبا بطنٍ ـ وكان الطفيل ذا بطنٍ ـ إنما نغدو من أجل السَّلام؛ نُسلِّمُ على من لقينا ".
ـ ومنها المُصافحةُ: عن البراء بن عازب، قال: قال رسولُ الله :" ما من مُسلِمَينِ يلتقيانِ فيتَصافحَانِ إلا غُفِرَ لهما قبلَ أن يفتَرِقا ".
وعن ابن عباس، عن النبي قال:" إذا لقي المُسلِمُ أخاهُ المُسلِمَ، فأخذ بيدهِ فصافحَهُ، تناثرت خطاياهُما من بين أصابِعِهِما كما يتناثرُ ورقُ الشَّجَرِ بالشِّتاء ".
وعن البراء بن عازِب، قال:" من تمام التحيَّةِ أن تُصافِحَ أخاكَ ".
وعن أنس بن مالك، قال:" كان ـ ـ إذا صافَحَ رجلاً لم يَترُك يدَهُ حتى يكونَ هو التارِكَ ليدِ رسولِ الله .
وعنه، قال:" كان أصحابُ النبيِّ إذا تَلاقَوا تَصافَحوا، وإذا قَدِموا من سفرٍ تعانَقُوا ".
ـ ومنها الإهداء والتهادي: عن أبي هريرة، عن النبيِّ قال:" تهادُوا تحابُّوا .
وعن أنسٍ، قال:" يا بُنيَّ تباذلوا بينكم؛ فإنه أوَدُّ لما بينكم ".
وعن ابن عمر قال:" لقد أتى علينا زمانٌ ـ أو قال: حينٌ ـ وما أحدٌ أحقُّ بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ".
ـ ومنها الدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب: عن أم الدرداء، قالت: فإنَّ النبيَّ كان يقول:" دعوةُ المرء المسلم لأخيه ـ بظهرِ الغيب ـ مُستجابةٌ عندَ رأسِه ملَكٌ؛ كلما دعَا لأخيه بخيرٍ، قال الملكُ الموكَّلُ به: آمين، ولكَ بِمِثْلٍ " مسلم.
وعن أبي بكر الصديق :" إنَّ دعوةَ الأخ في الله تُستجَاب ".
ـ ومنها التبسُّمُ في وجه أخيك المسلم، وأن تلقاهُ ووجهُكَ منبسطٌ منطلق: عن أبي ذر قال: قال رسول الله :" تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةُ، وأمرُكَ بالمعروف ونهيُكَ عن المنكر صدقةٌ، وإرشادُكَ الرجلُ في أرضِ الضَّلال لك صدَقةٌ، وإماطَتُكَ الأذى والشَّوكَ والعظمَ عن الطريقِ لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دَلوكَ في دلو أخيكَ لك صدقةٌ ".
وعن أبي جُريّ الهجيمي قال: أتيتُ رسولَ الله فقلتُ: يا رسولَ الله إنا قومٌ من أهلِ الباديةِ، فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به؟ فقال:" لا تحقِرنَّ من المعروفِ شيئاً، ولو أن تُفرِغَ من دلوكَ في إناء المُستقي، ولو أن تُكلِّمَ أخاكَ ووجهُكَ إليه مُنْبَسطٌ ... .
وفي رواية للنسائي وأحمد، فقال:" لا تحقِرنَّ من المعروفِ شيئاً أن تأتيَهُ ولو أن تهَبَ صِلةَ الحبلِ، ولو أنْ تُفرِغَ من دَلوِكَ في إناء المُستقي، ولو أن تَلقَى أخاكَ المسلمَ ووجهُكَ بِسْطٌ إليه ـ أي منبسطٌ منطلق ـ ولو أن تؤنِسَ الوحشانَ بنفسك؛ ولو أن تهَبَ الشَّسَعَ ". والشَّسَعُ: الشيء أو الخيط الذي يُربَط به النعل ويُشَد.
ـ ومنها الاعتدال والتوسط في زيارة الإخوان من غير إكثارٍ ممل، ولا إقلالٍ مُخِلٍ: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله :" زُرْ غِبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً ".
ـ ومنها أن يُعلِمَه أنه يُحبُّه في الله: عن علي بن الحسين مرفوعاً:" إذا أحبَّ أحدُكم أخاه في الله فليُبيِّنْ له؛ فإنَّه خيرٌ في الإلفةِ، وأبقَى في المودَّةِ ".
ـ ما للمتحابين في الله عند الله تعالى.
وعن أبي مسلم قال: قلت لمعاذ: والله إنِّي لأحبُّكَ لغير دُنيا أرجو أن أصيبَها منكَ، ولا قرابَةٍ بيني وبينَك، قال: فلأيِّ شيءٍ؟ قلتُ: لله، قال: فجذَب حبوتي، ثم قال: أبشِرْ إن كنتَ صادقاً؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله r يقول:" المتحابُّون في الله في ظلِّ العرشِ يومَ لا ظِلَّ
إلا ظِلُّه، يَغبِطُهم بمكانهم النبيُّون والشُّهداءُ ".
قال: ولقيتُ عُبادةَ بن الصامت فحدثتُه بحديث معذ، فقال: سمعتُ رسولَ الله r يقولُ عن ربِّه تبارَك وتعالى:" حَقَّت محبَّتي على المتحابِّين فيَّ، وحَقَّت محبَّتي على المتناصِحين فيَّ، وحَقَّت محبتي على المُتَباذِلين فيَّ، هم على منابِرَ من نورٍ، يغبطُهُم النبيُّون والشُّهداء والصِّديقُون ".
وفي رواية عنه، قال سمعتُ رسولَ الله يقول:" قالَ الله : المُتحابُّون في جَلالي لَهُم منابِرُ من نورٍ، يَغبطُهُم النبيُّون والشُّهداءُ ".
وعن ابن عباس، أن رسولَ الله قال:" إن لله جُلساءَ يومَ القيامة عن يمين العرشِ، وكلتا يدي الله يمينٌ، على منابرَ من نورٍ، وجوهُهم من نورٍ، ليسوا بأنبياءَ ولا شُهداء ولا صدِّيقين "، قيل: يا رسولَ الله من هم؟ قال:" هم المُتحابُّون بجلالِ الله تبارك وتعالى ".
وعن أبي الدرداء قال: قال رسولُ الله :" ليبعثنَّ اللهُ أقواماً يومَ القيامةِ في وجوهِهِم النور، على منابِرِ اللُّؤلُؤِ، يغبِطُهُم الناسُ، ليسوا بأنبياءَ ولا شُهداءَ ".
قال: فجَثى أعرابيٌّ على رُكبتيْهِ، فقال: يا رسولَ الله جَلِّهم لنا نعرِفُهم؟ قال:" هم المُتحابُّونَ في الله من قبائل شتَّى، وبلادٍ شتَّى يجتمعون، على ذكرِ الله يَذكرونَه ".
ـ حُرمَةُ المسلمِ على أخيه المسلم، ومن يقولُ في أخيه المسلم ما ليس فيه.
عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" كلُّ المسلمِ على المسلم حرامٌ: مالُه،
وعِرْضُه، ودَمُه، حَسْبُ امرئٍ من الشرِّ أن يحقرَ أخاه المسلم " مسلم.
وعن أبي بكرة الثقفي، أنَّ رسولَ الله ، خطبَ الناسَ فقال:" ألا تدرون أي يُومٍ هذا؟" قالوا: الله ورسولُه أعلم، قال:" فسكتَ حتى ظننَّا أنه سيُسمِّيه بغيرِ اسمه، فقال:" أليس بيوم النحر؟" قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال:" أي بلدٍ هذه؛ أليست بالبلدةِ الحرام؟" قلنا: بلى يا رسولَ الله، قال:" فإن دماءَكم، وأموالَكُم، وأعراضَكم، وأبشارَكم عليكم حرام، كحرمة يومِكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت؟" قلنا: نعم، قال: اللهم اشهد، فليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ؛ فإنه رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبلِّغُه مَن هو أوعَى له " فكان كذلك، قال:" لا ترجعوا بعدي كفاراً يَضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ " متفق عليه.
وعن عبد الرحمن بن سعيد، أن رسول الله قال:" لا يحلُّ للرجلِ أن يأخذَ عَصا أخيه بغير طِيبِ نفسِه؛ وذلك لشدَّة ما حرَّم رسولُ الله من مالِ المسلمِ على المسلمِ .
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله :" المسلمُ من سلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه، والمهاجرُ من هجَرَ ما نهى اللهُ عنه " البخاري.
وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله :" سُبابُ المسلمِ فسوقٌ، وقتالُه كفرٌ " متفق عليه.
وعن معاذ بن أنس، قال: قال رسول الله :" من ضيَّق منزلاً، أو قطع طريقاً، أو آذى مؤمناً، فلا جهادَ له ".
وعن أبي بكرة، قال: سمعت رسول الله يقول:" إذا تواجه المسلمان بسيفَيهِما فالقاتلُ والمقتولُ في النار "، قال: قيل: يا رسولَ الله هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال:" إنه قد أرادَ قتلَ صاحبه " مسلم.
وعنه، أن رسولَ الله قال:" إذا شهَرَ المسلمُ على أخيهِ سلاحاً؛ فلا تزالُ ملائكةُ الله تلعنُه حتى يَشيمَهُ عنه ".
وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" إنَّ الملائكةَ لتلعنُ أحدَكُم إذا أشارَ إلى أخيه بحديدةٍ، وإن كان أخاهُ لأبيه وأُمِّه ".
وعن أبي أمامة الحارثي، قال: قال رسول الله :" من اقتطعَ حقَّ امرئٍ مُسلمٍ بيمينِه، فقد أوجبَ اللهُ له النارَ وحرَّمَ عليه الجنَّةَ وإن كان قضيباً من أراكٍ ".
وعن أبي هريرة، عن النبي قال:" لا يخطبُ الرجلُ على خِطبةِ أخيه حتى ينكِحَ أو يَترُكَ " متفق عليه.
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله :" لا يبِع الرجلُ على بيعِ أخيه، ولا يخطِبُ على خِطبةِ أخيه إلا أن يأذَن له " مسلم.
وعن أبي هريرة، أن رسول الله قال:" لا يَسُم الرجلُ على سَومِ أخيه المسلم "
وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله :" المسلمُ أخو المسلم، ولا يحلُّ لمسلمٍ باعَ من أخيه بيعاً فيه عيبٌ إلا بيَّنَه له ".
وعن أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: قال رسول الله :" علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ؛ إذا رأى أحدُكم من أخيه ما يعجبه فليدْعُ له بالبركةِ ".
وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله:" سبابُ المسلمِ فسوقٌ، وقتالُه كُفرٌ، وحُرمةُ ماله كحُرمَةِ دمِه ".
وعن ابن عمرو، قال:قال رسول الله :" سبابُ المؤمنِ كالمُشرفِ على الهلَكةِ ".
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله :" أيما امرئٍ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدُهما؛ إن كان كما قالَ وإلا رجعت ".
وعن أبي ذر، أنه سمع رسول الله يقول:" من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدوَّ الله، وليس كذلك، إلا حارَ عليه .
وعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله :" من قال في مؤمنٍ ما ليس فيه، حُبِسَ في رَدغةِ الخبالِ حتى يأتي بالمخرجِ مما قال ".
وعن ثابت بن الضحاك، قال: قال رسول الله :" إذا قال الرجلُ لأخيه: يا كافر؛ فهو كقتلِه، ولعنُ المؤمن كقتلِه .
وعن أبي هريرة، أنه قيل: يا رسول الله ما الغيبةُ؟ قال:" ذِكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ "، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال:" إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتبتَهُ، وإن لم يكن فيه ما تقولُ فقد بهتَّهُ ".
وعن سعيد بن زيد، عن النبي :" إنَّ من أَربى الربا الاستطالةُ في عِرضِ المسلم بغير حقٍّ ".
وعن قيس، قال: كان عمرو بن العاص يسيرُ مع نفرٍ من أصحابه، فمرَّ على بغلٍ ميتٍ قد انتفخَ، فقال:" والله لأن يأكلَ أحدُكُم من هذا حتى يملأ بطنَهُ، خيرٌ من أن يأكُلَ لحمَ مُسلِمٍ ". أي خير من أن يغتابه ويخوض في عِرضه؛ فأكل لحم المسلم يكون بغِيبته، كما قال تعالى وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (الحجرات:12.
وعن سلَمَةَ بن الأكوع، قال:" كُنَّا إذا رأينا الرجلَ يلعَنُ أخاه رأيناه أن قد أتى باباً من الكبائر ".
ـ فيمن يهجر أخاهُ المسلم، فوقَ ثلاثةِ أيامٍ.
عن أنس بن مالك، أن النبَّي قال:" لا تَباغضُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تدابَرُوا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ "متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله قال:" لا يكون لمسلمٍ أن يهجرَ مسلماً فوقَ ثلاثةٍ، فإذا لقيَه سلَّم عليه ثلاثَ مرارٍ كلُّ ذلك لا يردُّ عليه، فقد باءَ بإثمِه
وعن هشامٍ بن عامر الأنصاري، أنه سمعَ رسولَ الله قال:" لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُصارم مسلماً فوقَ ثلاثٍ، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صِرامِهما، وإن أولهما فيئاً يكون كفارته عند سبقه بالفيء، وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنَّةَ جميعاً أبداً، وإن سلَّمَ عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامَه، ردَّ عليه الملَكُ، وردَّ على الآخر الشيطانُ ".
وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله :" لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثٍ؛ فمن هجرَ فوقَ ثلاثٍ فمات، دخلَ النار .
وعن أبي خِراش السُّلَمي، أنه سمع رسولَ الله يقول:" من هجرَ أخاه سنةً، فهو كسفكِ دمِه ".
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسولُ الله :" لو أنَّ رجُلين دخلا في الإسلامِ فاهتَجَرَا؛ لكانَ أحدُهما خارجاً من الإسلام حتى يرجعَ؛ يعني الظالم ".
وعن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله قال:" لا يحل لمسلمٍ أن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثة أيامٍ يلتقيان؛ فيُعرضُ هذا ويُعرضُ هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".
وعن أبي هريرة، عن النبي قال:" تُفتَّحُ أبوابُ الجنةِ كل يوم اثنين وخميس، فيغفرُ في ذلك اليومين لكلِّ عبدٍ لا يُشرك بالله شيئاً، إلا من بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا ".
قال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله، فليس من هذا بشيء، وإن عمر بن عبد العزيز: غطى وجهه عن رجل.
وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله :" إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس؛ من أجلِ أن يُحزِنُه " متفق عليه.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :" إذا لقي أحدُكُم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ، أو حائطٌ، أو حجرٌ، ثم لقيه فليُسلم عليه ".
ـ فيمن يتجسَّسُ على المسلمين.
وعن أبي برزة الأسلمي، قال: قال رسول الله :" يا معشَرَ من آمنَ بلسانه ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعوا عوراتِهم؛ فإنه من اتَّبع عوراتِهم يتَّبِعُ اللهُ عورتَه، ومن يتبعِ اللهُ عورَتَه يفضَحْهُ اللهُ في بيتهِ ".
وعن معاذ بن أنس الجهني، عن النبي قال:" مَن حمى مؤمناً من مُنافق، بَعثَ اللهُ ملَكاً يحمي لحمَه يومَ القيامة من نارِ جهنَّم، ومَن رمى مُسلِماً بشيء يريد شَينَه به حبسه الله على جسر جهنَّم حتى يخرُجَ مما قال ".
وقال :" إياكُم والظن فإن الظنَّ أكذَبَ الحديثِ، ولا تجسَّسُوا، ولا تحسَّسُوا، ولا تَباغَضُوا، وكونوا إخواناً " البخاري.
وعن المُسْتَوْرِد، عن النبيِّ قال:" من أكلَ بمسلمٍ أكلةً فإن الله يُطعمه مثلها من جهنَّم، ومن كُسِي ثوباً برجل مسلم فإن الله يكسوه من جهنَّم ـ وفي رواية: يكسوه مِثلَهُ في جهنَّمَ ـ ومن قامَ برجلٍ مسلم مقام رياءٍ وسمعةٍ فإن الله يقوم به مقامَ رياءٍ وسمعةٍ يوم القيامة ".
وعن أنسٍ، أن رسول الله كان قائماً يُصلِّي في بيتِه، فجاءَ رَجلٌ فاطَّلَعَ في بيتِهِ، فأخذَ رسولُ الله r سَهماً من كِنانتِه، فسَدَّدَه نحو عينَيه حتى انصَرَفَ ".
وعن أبي هريرة أنه سمع رسولَ الله r يقول:" لو اطَّلَعَ في بيتِكَ أحدٌ، ولم تأذَن له، خذَفتَهُ بحصاةٍ، ففقأتَ عينَه ما كان عليكَ من جُناحٍ" متفق عليه. أي من حرجٍ.
وفي رواية:" لو أن امرأً اطَّلَعَ عليكَ بغير إذنٍ فخذَفْتَه بحصاةٍ ففقأت عينه لم يكُنْ عليكَ جُناحٌ " متفق عليه.
ـ مثال في الأخوَّةِ والإيثار ..!
عن أنس، قال: آخى رسول الله بين قريش والأنصار، فآخى بين سعد بن الربيع، وعبد الرحمن بن عوف، فقال له سعد: إن لي مالاً فهو بيني وبينك شطران، ولي امرأتان فانظر أيهما أحبُّ إليك، فأنا أطلقها، فإذا حلَّت فتزوَّجْها!!
قال: بارك الله لك في أهلِك ومالك، دلوني؛ أي على السوق.
نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وأن لا يجعل فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
كما ونسألُه تعالى أن يوحِّدَ الشَّملَ، ويجمع الصفوف ـ على منهاج الكتاب والسُّنة، وفهم السلف الصالح ـ وأن يؤلِّف بين القلوب، ويجعل يدنا واحدةً على من سِوانا، وأن ينصرنا على أعدائنا؛ أعداء الدين، إنه تعالى سميعٌ قريب مجيب.
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.
| |
|
قمر الليالى
عدد المساهمات : 1000 نقاط : 29203 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 36
| موضوع: رد: : حَقُّ المسلِمِ على أخِيه المسلم الجمعة يوليو 29, 2011 2:19 am | |
| | |
|
فارس المنتدى
عدد المساهمات : 1976 نقاط : 30518 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 41 الموقع : العرسان
| موضوع: رد: : حَقُّ المسلِمِ على أخِيه المسلم الأربعاء أغسطس 10, 2011 10:33 pm | |
| | |
|